وكان السيسي قد ذكر في خطابه الأخير منذ أسبوعين، أنّ "مصر تعرضت لمؤامرة في واقعة قتل ريجيني" وقارب بين هذا الحادث، وحادث إسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء نهاية العام الماضي، فيما اعتبر اتجاهاً مخالفاً لكل مؤشرات التحريات والتحقيقات التي تجريها السلطات الإيطالية، بالإضافة لتناقض ذلك مع تصريحات مصادر مصرية بالنيابة، لـ"العربي الجديد" و"رويترز"، عن إثبات الطب الشرعي أن الطالب المقتول تعرض لتعذيب طويل واحترافي بغية انتزاع اعترافات أو أقوال منه، لكن جسده لم يتحمل.
اقرأ أيضاً: مصدر بالطب الشرعي المصري: الطالب الإيطالي تعرض للصعق بالكهرباء
ونقل بيان للرئاسة المصرية، الأربعاء، عن السيسي قوله: "إن توقيت هذا الحادث يطرح العديد من الأسئلة، ومن بينها توقيت الكشف عن الحادث أثناء زيارة وزيرة التنمية الاقتصادية الإيطالية لمصر على رأس وفد من ممثلي مجتمع الأعمال الإيطالي، وفي الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين البلدين زخماً سياسياً واقتصادياً غير مسبوق، وما إذا كانت هناك أطراف لديها مصلحة لعرقلة هذا التعاون، فضلاً عن كيفية تعامل الجانبين المصري والإيطالي مع هذا الحادث وأهمية تفويت الفرصة على تلك الأطراف".
وأضاف السيسي، أن "هذا الحادث كان صادماً للشعب المصري مثلما كان بالنسبة لهم، منوهاً إلى أن علاقات الصداقة بين الشعبين ممتدة وتاريخية، وإلى أن مصر حريصة على توفير الأمن والحماية لكافة زائريها، ومن بينهم الإيطاليون، وأن هذا الحادث المروع والمرفوض من حكومة وشعب مصر هو حادث فردي لم يواجهه سوى مواطن إيطالي واحد من بين جموع الإيطاليين الذين يزورون البلاد، والذين تقدر أعدادهم بالملايين على مدار أعوام طويلة".
وعلى شاكلة ما فعلته بعض وسائل الإعلام المصرية المقربة من النظام الحاكم، قارن السيسي بين ريجيني وبين حالة مواطن مصري يدعى عادل معوض، مقيم في إيطاليا، وأبلغت أسرته عن اختفائه منذ 5 أشهر، مستطرداً: "هذه الأحداث الفردية لا يتعين اتخاذها كأسباب لإفساد العلاقة بين البلدين، وأنه في أوقات الشدائد يُعرف الأصدقاء وتُقاس مدى متانة العلاقات".
وعن سير التحقيقات في القضية، ذكر السيسي أن "النيابة العامة تولت التحقيق منذ اللحظة الأولى تحت إشراف مباشر للنائب العام نبيل صادق، كما تم تشكيل مجموعات عمل متخصصة من قِبل أجهزة الأمن المعنية للوقوف على أسباب الحادث وملابساته، وما زالت تبذل جهود كثيرة حتى الآن".
ووجّه السيسي رسالة إلى أسرة ريجيني أكّد فيها "إدراكه التام لمدى الألم الذي يشعرون به جراء فقد نجلهم، مقدراً حجم المرارة والصدمة التي روعتهم وأحزنت قلوبهم، موجهاً التعازي وخالص المواساة في وفاة نجلهم"، معرباً عن تضامنه معهم في مُصابهم الأليم، ومؤكداً "مواصلة العمل مع السلطات الإيطالية لضبط مرتكبي الحادث حتى ينالوا جزاءً رادعاً بموجب القانون".
وفي السياق ذاته، قال مصدر في نيابة الجيزة التي تتولى التحقيق في القضية، إنّه لا صحة لما ذكرته وزارة الداخلية من التقاط كاميرات التصوير والمراقبة الخاصة بها لقطات لمشاجرة ريجيني خلف القنصلية الإيطالية مع شاب أوروبي يوم 24 يناير/كانون الثاني الماضي، وهو ذات يوم اختفائه.
وكان الإعلامي المقرّب من النظام، أحمد موسى، قد ذكر هذه المعلومة، على أنها أمر واقع قدمتها وزارة الداخلية لجهات التحقيق القضائية.
وأكّد المصدر أن وزارة الداخلية لم تقدم حتى الآن أي تحريات أو تقارير بمعلومات مفصلة عن القضية، وأن هذا أمر غير اعتيادي، وأن النائب العام خاطب وزير الداخلية لإرسال تقارير الأمن العام والأمن الوطني (أمن الدولة) في القضية، تلافياً للمشاكل التي قد تحدث بسبب عدم تعاون الشرطة مع جهات التحقيق المصرية والإيطالية حول القضية.
وكانت النيابة قد نفت، في وقت سابق، صحة الادعاءات التي أدلى بها شاهد يدعى محمد فوزي عن حدوث مشاجرة بين ريجيني وشاب أوروبي، حيث تبين أن جميع ما ذكره الشاهد الذي ظهر فجأة في القضية، يتناقض مع الوضع القائم حول القنصلية، ولم يصفها بالشكل الصحيح، كما أنه ادعى كذباً في برنامج موسى على قناة "صدى البلد" المملوكة لرجل الأعمال الداعم للنظام محمد أبوالعينين، أن النيابة تحتفظ بصور أكثر من 200 شخص أجنبي مشتبه في مشاجرتهم مع ريجيني.
اقرأ أيضاً: قضية ريجيني... الأجهزة الإيطالية رصدت نقله لقسم شرطة الأزبكية