يراهن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، على إرضاء حكام دولة الإمارات سياسياً واقتصادياً ليحظى بدعمهم المطلق له على رأس النظام الحاكم في مصر من دون منافس، خصوصاً أنه يدرك جيداً أوراق الضغط التي تملكها الإمارات تحديداً في حال خروجه عن إطار سياساتها. وعلى رأس تلك الأوراق المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، المقيم في الإمارات والممنوع من العودة لمصر بتوافق بين السيسي وحكام الإمارات، وبدعوى اتهامه في قضية كسب غير مشروع، مفتوحة لدى القضاء العسكري.
والبداية في العاصمة أبوظبي كانت سياسية. وكشفت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية المصرية، أن السيسي ومحمد بن زايد، تناقشا "حول سبل الدعم المالي والخارجي والشعبي لدحلان ومساعديه لتمكينه من العودة قريباً إلى الضفة الغربية".
وفي ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، تركز النقاش حول الجدول الزمني لبدء إجراءات تنفيذ التوسعة الكبرى لميناء العين السخنة بالشراكة بين "مجموعة موانئ دبي العالمية" و"هيئة قناة السويس المصرية". والمشروع سيؤدي إلى زيادة مساحة المنطقة الاقتصادية للميناء لتصل إلى 95 كيلومتراً مربعاً تقريباً، كامتداد استراتيجي للمنطقة الحرة بميناء جبل علي الإماراتي الذي يعتبر أكبر ميناء بحري ومنطقة جذب لوجيستي في الشرق الأوسط.
وأشارت المصادر إلى أن المشروع الجديد سيحقق أرباحاً ضخمة للإمارات ومصر، لكن السيسي يتمسك بضرورة التقيد بجدول زمني واضح خوفاً من تكرار التجربة الإماراتية في تطوير ميناء الأدبية وميناء العين السخنة بشكله القديم. وقد تولت "مجموعة موانئ دبي" إدارتهما منذ عام 2009، بناءً على اتفاق كان يلزمها بالتطوير، وهو ما لم يحدث لأسباب أرجعتها المجموعة إلى عدم استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية في مصر بعد ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وقد سبق أن انسحبت شركة "إعمار" الإماراتية المملوكة لرجل الأعمال محمد العبار، من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، العام الماضي، على الرغم من حضور السيسي وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد، مراسم توقيع العقود بين الحكومة المصرية والعبار، خلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد في مارس/آذار 2016 بشرم الشيخ. وحاول المسؤولون المصريون التغطية على فشلهم في التوصل لاتفاقيات مرضية مع الشركتين الإماراتين تحت حجة أنهما عرضتا أسعاراً تفوق بكثير المنافسين المحليين، على الرغم من عدم طرح عمليات الإنشاء في مناقصة رسمية من الأساس، وذكروا أن الشركتين كانتا ستعتمدان على المقاولين المصريين من الباطن في التنفيذ، مما دفعهما لزيادة الأسعار بهدف تأمين الربح.