السيسي يروّج للقاهرة كعاصمة للوساطة اليمنية

07 مايو 2015
السيسي يريد إبعاد موقف نظامه عن التبعية للسعودية (الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر دبلوماسية مصرية لـ"العربي الجديد"، أن القاهرة ستستقبل وفداً من شخصيات يمنية يوم الجمعة المقبل، في محاولة للتوصل لحل للأزمة التي يشهدها اليمن بعد انقلاب جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، على الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي الموجود حالياً في العاصمة السعودية الرياض.

وأشارت المصادر إلى أن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، "يسعى لصناعة دور سياسي له في الأزمة الحالية، والانتقال من كون موقف النظام تابعاً للسعودية، خصوصاً في ظل الدور التركي المتنامي المعاون للمملكة في حل قضايا المنطقة، وقيام أنقرة بدور الوسيط بين الرياض وطهران".

وأوضحت أن "النظام المصري الحالي، يحاول الترويج لفكرة قيام القاهرة بدور يتلخص في توفير المناخ الملائم لتلك القيادات اليمنية، لتوحيد جبهتها الداخلية"، مشيرة إلى أنه "سيكون في مقدمة الموجودين، قيادات منشقة عن حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح". وكشفت المصادر نفسها أن القاهرة استقبلت الأسبوع الماضي وسطاء قريبين من الحوثيين، رافضة تحديد هوياتهم.

اقرأ أيضاً: غيوم في العلاقات المصرية ــ السعودية... لا قطيعة

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية استضافة مؤتمر يجمع كافة القبائل الليبية في القاهرة خلال شهر مايو/أيار الحالي. وحمل بيان الخارجية المصرية بهذا الشأن، بحسب مراقبين، إشارات لتغيير ملحوظ في الموقف المصري تجاه الأزمة الليبية، إذ إن مصر، ودولة الإمارات، كانتا تدعمان بقوة توجيه ضربة عسكرية لقوات معسكر طرابلس (فجر ليبيا)، ويبدو بحسب المراقبين، أن الدولتين تأكدتا أن هذا الحل غير مقبول من جانب السعودية والمجتمع الدولي الذي يدعم الحل السياسي للأزمة.

وقالت الخارجية المصرية في بيانها: "إن اللقاء يأتي في إطار محاولات دعم مساعي الأمم المتحدة المتمثلة في جهود مبعوث الأمين العام إلى ليبيا، برناردينو ليون". وأضاف بيان الخارجية "أن مصر تدعم وحدة الشعب الليبي الشقيق، وإعطاء الدفة اللازمة لمسار الحوار السياسي الليبي، وإعلاء شأن المصالحة الوطنية الليبية بهدف تشكيل حكومة وفاق وطني بما يضمن الاستقرار في الإقليم".

وكان مصدر سعودي مطلع، قد أكد في تصريحات خاصة أن الرياض أبلغت القاهرة بشكل حاسم، أنها مع الحل السياسي للأزمة الليبية، وأنها لن تسمح بتوجيه ضربة عسكرية لأي من الفرقاء في ليبيا، كما أنها لن تشارك في عمل عسكري هناك.

ويأتي بيان الخارجية مؤكداً للموقف المصري الجديد، بعد سجال كبير قاده الإعلام المصري المحسوب على الدولة، والذي ظل يروّج لضربة عسكرية على معسكر طرابلس في ليبيا، خصوصاً بعد قيام سلاح الجو المصري بتوجيه ضربة لمدينة درنة في أعقاب مقتل 22 عاملاً مصرياً في ليبيا، ذبحاً على يد تنظيم "داعش".

اقرأ أيضاً: مصر: مجلس الدفاع الوطني يمدد المشاركة في عملية اليمن