السيسي في الجزائر... عينٌ على الغاز وأخرى على الدولار

25 يونيو 2014
السيسي يضع الغاز الجزائري نصب عينيه (أرشيف/Getty)
+ الخط -

ذكرت مصادر مطلعة في الحكومة المصرية أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي سيبحث خلال زيارته الخاطفة للجزائر، اليوم الأربعاء، استيراد الغاز من شركة سوناطراك الحكومية، لتعويض النقص الذي تعانيه مصر من تلك المادة، وخصوصاً في فصل الصيف.

وأضح مصدر بوزارة البترول المصرية، فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك اتفاقات مبدئية بين الوزارة وشركة سوناطراك الجزائرية لتوريد 10 شحنات ضخمة من الغاز يصل حجم كل شحنة إلى 145 ألف متر مكعب، جرى التوافق على 5 شحنات منها خلال العام الجاري و5 شحنات أخرى خلال الربع الأول من العام المقبل 2015.

وكانت صحيفة "الخبر" الجزائرية قد ذكرت، أول من أمس الاثنين، أن الحكومة المصرية تقترب من اتفاق مع سوناطراك لشراء 5 شحنات من الغاز، حجم كل شحنة 145 ألف متر مكعب.

وتنتج مصر نحو 5.2 مليار قدم مكعب من الغاز يومياً، لكنها تستهلك نحو 6.2 مليار قدم ويرتفع الاستهلاك إلى حدود 6.8 مليار قدم مكعب في فصل الصيف، لارتفاع استهلاك محطات الكهرباء.

وتنتج الجزائر حالياً 1.2 مليون برميل من البترول يومياً، و62 مليار متر مكعب من الغاز كل عام.

وتوقعت المصادر أن يطلب السيسي، خلال لقائه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، وديعة دولارية من الجزائر التي تمتلك ثاني أكبر احتياطي نقد أجنبي في المنطقة العربية يصل إلى نحو 190 مليار دولار، على أن تودع الوديعة لدى البنك المركزي المصري، ويتم من خلالها زيادة الاحتياطي المصري من النقد الأجنبي، الذي تراجع من 36 مليار دولار في الشهر الذي سبق ثورة 25 يناير 2011 إلى 17 مليار دولار حالياً.

وتحتاج مصر لمزيد من النقد الأجنبي لدعم الاحتياطي لديها، والذي تراجع إلى حدود 17.2 مليار دولار رغم مساعدات الخليج التي قاربت 21 مليار دولار منذ يوليو/تموز الماضي.

ويساهم استقرار احتياطي مصر الأجنبي في ضبط سوق الصرف والسيطرة على معدلات التضخم، في وقت يتجه فيه الرئيس الجديد لتنفيذ إجراءات تقشفية تستهدف خفض عجز الموازنة.

ويجد النظام الجديد نفسه مضطراً للاعتماد على المساعدات والودائع الأجنبية للحفاظ على الاحتياطي الأجنبي، في ظل تدني موارد العملة الصعبة خصوصاً من السياحة.

وكان رئيس الوزراء المصري الأسبق، هشام قنديل، قد طلب من الجزائر خلال زيارة أجراها في أكتوبر/تشرين الأول 2012، وديعة دولارية بنحو ملياري دولار، لكن المفاوضات في هذا الشأن لم تخرج إلى العلن.

وقال وزير خارجية الجزائر، رمضان العمامرة، إن زيارة "السيسي للجزائر تأتي في وقتها المناسب وتحمل أكثر من دلالة وترمز لهذه العلاقة الوطيدة". وأضاف أن بلاده تنسق مع الحكومة المصرية فيما يتعلق بليبيا والأوضاع على الساحة العربية ككل، وفيما يخص سورية والعراق، قائلاً: " لنا تحليلات متطابقة ولدينا القدرة على العمل المشترك مع أشقائنا الآخرين من أجل تغيير وضعنا".

 

المساهمون