قضاء بنغلادش يقلّص نظام الحصص في الوظائف العامة بعد موجة اضطرابات

21 يوليو 2024
انتشر الجيش في جميع أنحاء بنغلادش لقمع الاحتجاجات، دكا 20 يوليو 2024 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- قضت المحكمة العليا في بنغلادش بتقليص نظام الحصص في الوظائف العامة، معتبرةً إياه "غير قانوني"، مما أدى إلى تقليص نسبة الوظائف المخصصة لأبناء قدامى المحاربين والفئات الأخرى.
- بدأت الاحتجاجات بقيادة طلاب الجامعات ضد نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف وظائف القطاع العام لمجموعات مقربة من السلطات، وتطورت إلى المطالبة برحيل الرئيسة الشيخة حسينة.
- مع ارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، أصبحت الاحتجاجات الطلابية أكبر تحدٍ لحكم الشيخة حسينة، مما أدى إلى أعمال عنف واسعة النطاق وإجراءات حكومية صارمة.

قضت المحكمة العليا في بنغلادش، الأحد، بتقليص نظام الحصص في الوظائف العامة، بعدما أثارت معاودة العمل به الشهر الماضي، موجة اضطرابات هزت البلاد وأوقعت نحو 151 قتيلاً. وقال المدعي العام أبو محمد أمين الدين، لوكالة فرانس برس، إن المحكمة العليا أعلنت أن قرار إعادة فرض نظام الحصص "غير قانوني"، مشيراً إلى أن 5% فقط من الوظائف العامة ستبقى مخصصة لأبناء قدامى المحاربين في حرب الاستقلال عن باكستان من 30% حاليا، و2% للفئات الأخرى المستفيدة من النظام.

كما حضت المحكمة العليا في بنغلادش، الأحد، الطلاب المحتجين على "العودة إلى الصفوف"، بعدما أصدرت قرارا يقضي بتقليص نظام الحصص في الوظائف العامة الذي كان خلف الاضطرابات الدامية في البلاد. وقال المحامي شاه الحق الذي يمثل الطلاب في دعوى تطالب بإلغاء نظام الحصص، لوكالة فرانس برس، إن "المحكمة طلبت من الطلاب العودة إلى الصفوف".

وبدأت الاحتجاجات التي أشعلها طلاب الجامعات، بإنهاء نظام الحصص الذي يخصص أكثر من نصف وظائف القطاع العام لمجموعات محددة مقربة من السلطات، لكنها توسعت وتطورت إلى المطالبة برحيل الرئيسة الحالية الشيخة حسينة، وذلك بعد الرد العنيف من قوات الجيش والشرطة واستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، مما أدى لسقوط عشرات القتلى ومئات المصابين.

وقلص هذا النظام المطبّق منذ عام 1992 بعد الاحتجاجات الطلابية في 2018. لكن المحكمة العليا ألغت قرار تقليصه في حزيران/يونيو الماضي، وأمرت بإعادة تخصيص 30 % من الوظائف العامة لأبناء المحاربين في حرب التحرير ضد باكستان عام 1971. ويندد المتظاهرون باستخدام هذه الحصص كوسيلة لمكافأة الموالين لرابطة عوامي. كما أن الاحتجاجات، وهي الأكبر منذ إعادة انتخاب حسينة لرابع فترة حكم على التوالي هذا العام، تغذيها أيضا معدلات البطالة المرتفعة بين الشباب، الذين يشكلون ما يقرب من 20% من السكان.

ومع عجز بنغلادش عن توفير العمل لسكانها البالغ عددهم 170 مليون نسمة، صار هذا البرنامج مصدر استياء بين الخريجين الشباب الذين يواجهون أزمة توظيف، وقال المراسل السابق لمجلة "ذي إيكونومست" في بنغلادش توم فيليكس يونك، لوكالة فرانس برس: "لطالما كان إلغاء المنافسة السياسية في بنغلادش فكرة سيئة. هذه أزمة سياسية سببها الغطرسة وعدم الكفاءة الاقتصادية". وأضاف أن "حوالى 18 مليون شاب بنغلادشي عاطلون عن العمل. ومع غياب الديمقراطية منذ أكثر من عقد، بدأوا بالتعبير عن استيائهم من خلال المغادرة أو النزول إلى الشوارع".

والأسبوع الماضي، أثارت الشيخة حسينة، ابنة أول رئيس لبنغلادش ومؤسس نظام الحصص، الغضب عندما شبهت المتظاهرين بالبنغلادشيين الذين تعاونوا مع باكستان، وهي إهانة كبيرة رغم مرور أكثر من نصف قرن على الحرب. وأدت التظاهرات الطلابية في بنغلادش إلى أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد، وطرحت تحديا كبيرا أمام حكم رئيسة الوزراء الشيخة حسينة، وفق ما يقول خبراء. 

والسبت، أطلقت الشرطة في دكا الرصاص الحيّ على المتظاهرين الذين تحدّوا قراراً حكومياً بحظر التجول، فيما انتشر الجيش بأعداد كبيرة في مختلف أنحاء البلاد. 

ومددت بنغلادش حظر التجول اليوم الأحد، والذي تم فرضه منذ مساء الجمعة، للسيطرة على الاحتجاجات العنيفة التي يقودها الطلاب، وقام الجنود بدوريات في شوارع العاصمة دكا، مركز الاحتجاجات التي تحولت إلى اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن. وتم تعليق خدمات الإنترنت والرسائل النصية في بنغلادش منذ يوم الخميس، ولم يتسن إتمام معظم الاتصالات الهاتفية الدولية، كما لم يتم تحديث مواقع المؤسسات الإعلامية التي تتخذ من بنغلادش مقرا لها على الإنترنت، وظلت حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي غير نشطة. بينما قامت الشرطة بقمع المتظاهرين الذين تحدوا الحظر المفروض على التجمعات العامة. كما تم إغلاق الجامعات والكليات منذ يوم الأربعاء.

في السياق، نصحت الولايات المتحدة، السبت، رعاياها بعدم السفر إلى بنغلادش، مشيرة إلى أنّها ستبدأ بإعادة بعض الدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم من دكا، حيث تجري احتجاجات شعبية عنيفة. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في تحذير للرعايا الأميركيين إنّه "ينبغي على المسافرين أن لا يسافروا إلى بنغلادش بسبب الاضطرابات المدنية المستمرة (في العاصمة) دكا".

وأضافت أنّها ستسمح للموظفين الأميركيين غير الأساسيين في هذا البلد وأفراد أسرهم بمغادرته طوعاً.

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون