تقدّم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بـ"خالص التهنئة" للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، متمنياً له التوفيق والنجاح في أداء مهامه ومسؤولياته المقبلة، "في رعاية مصالح الشعب الأميركي"، وفق بيان أصدره، اليوم الأربعاء.
وقال السيسي في بيانه، إنّه يتطلّع إلى "تعزيز علاقات التعاون بين مصر والولايات المتحدة على كافة المستويات، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط".
وأضاف أنّه "انطلاقاً من العلاقة الاستراتيجية الخاصة التي جمعت بين مصر والولايات المتحدة على مدار عقود مضت، وإيماناً بالدور الهام والأهداف المشتركة التي تحققها وتصونها تلك العلاقة في دعم استقرار منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فإنّ مصر تتطلع لأن تشهد فترة رئاسة ترامب ضخ روح جديدة في مسار العلاقات المصرية الأميركية".
وأمل السيسي "مزيداً من التعاون والتنسيق لما فيه مصلحة الشعبين المصري والأميركي، وتعزيز السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما فى ظل التحديات الكبيرة التى تواجهها".
وفي هذا السياق، قالت مصادر دبلوماسية مصرية في الولايات المتحدة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "السيسي في غاية الارتياح لفوز ترامب، وهو بالتأكيد متفائل بخفض وتيرة الانتقادات الرسمية من واشنطن لسياساته، والتي زادت في الفترة الأخيرة في ملفات حقوق الإنسان تحديدا".
وأشارت المصادر إلى أنّ "لقاءات غير رسمية بين دبلوماسيين مصريين وعدد من مساعدي ترامب عقدت منذ يونيو/حزيران الماضي، وبين السيسي ونواب ورجال أعمال جمهوريين داعمين لترامب، ثم تكللت بلقاء ودي بين الطرفين".
وأضافت أن "هذه اللقاءات كشفت وجود العديد من نقاط الاتفاق التي يمكن استثمارها للدفع بالعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة في بعد نجاح حملة ترامب الرئاسية، خصوصاً في سياق التعاون العسكري والأمني لمكافحة الإرهاب. ويضاف إلى ذلك تذليل العقبات أمام حصول مصر على مزيد من صفقات الأسلحة الأميركية، وجذب استثمارات الشركات الكبرى".
وظهر التفاهم والتنسيق بين السيسي وترامب طوال الأشهر الخمسة الماضية من خلال تصريحات ترامب المشيدة بالسيسي كأحد الرؤساء الذين يعوّل عليهم لـ"محاربة الإرهاب"، واللقاءات غير الرسمية بين دبلوماسيين مصريين ومساعدين لترامب وشخصيات كبيرة مؤيدة له.
والتقى الطرفان، في سبتمبر/أيلول الماضي، على هامش مشاركة السيسي في اجتماعات الأمم المتحدة بنيويورك، وكان لافتاً أنّ الإعلان عن اللقاء لم يكن من الرئاسة المصرية، بل من وليد فارس أحد مستشاري ترامب، والذي أجرى قبلها زيارة إلى مصر التقى فيها بعدد من القيادات الدينية والمسئولين.
واستهدفت زيارة فارس مد جسور الثقة والتعاون بين ترامب والنظام الحاكم في مصر، والبناء على المساحات المشتركة بينهما خاصة فيما يتعلق بمعاداة الأصولية الدينية وتيارات الإسلام السياسي.
من جهتها، أصدرت الرئاسة المصرية بيانين عن اللقاءين، اللذين عقدهما السيسي مع ترامب ومنافسته هيلاري كلينتون في نيويورك، كشفا الفوارق في معاملة السيسي للمرشحين، والاحتفاء المصري بحديث ترامب عن مستقبل علاقته بالنظام الحاكم في مصر.
وذكر البيان آنذاك أنّ السيسي وترامب تباحثا حول العلاقات الثنائية الاستراتيجية التى تجمع بين مصر والولايات المتحدة، ولاسيما ما يتعلق بالتعاون على الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية بين البلدين.
ويأتي التقارب بين السيسي وترامب على خلفية معاداة الإسلام السياسي، وقلق السيسي من اتجاهات الحزب الديمقراطي المتحفظة على سياساته في ملف حقوق الإنسان والحريات العامة".