قال وزير الدفاع المصري السابق، المرشح لانتخابات الرئاسة في مصر، عبد الفتاح السيسي، إنّ الجيش لا يملك 60% من الاقتصاد المصري، رافضاً وصف المساعدات التي حصلت عليها مصر من دول الخليج العربي، بعد الإطاحة بنظام محمد مرسي بـ"التسول".
وأضاف السيسي في حوار متلفز مشترك بثته ثلاث قنوات فضائية مصرية خاصة، مساء يوم الأحد، أنّ "الجيش يملك 2% من حجم الاقتصاد، وليس 60%".
لكنه مضى قائلاً: إنّ نحو 300 شركة تعمل مع الجيش، ويعمل معها حوالي مليون مواطن.
وقال :"الجيش يعمل ضمن مؤسسات الدولة، ولا يمثل اقتصاداً موازياً للدولة"، وإنّ "الجيش ليس له دور في العمل بالقطاع الاقتصادي، إلا في الإطار الذي يحقق احتياجاته (الجيش)".
وتابع أنّ "الجيش يقوم بتمويل العمليات (العسكرية) في (شبه جزيرة) سيناء (شمال شرقي مصر) والحدود الكاملة، سواء الغربية مع ليبيا، أو الجنوبية مع السودان، أو البحرية، ويكلف ذلك مليار جنيه شهرياً (حوالي 140 مليون دولار أمريكي)".
وجمع الجيش في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، الذي أطاحت به ثورة يناير/كانون الثاني 2011، أنشطة اقتصادية واسعة في مجالات متنوعة من بينها شركات لتعبئة المياه ومحطات لتموين السيارات.
وخرج دور الجيش من الظل إلى العلن في مارس/آذار، عندما أعلنت شركة "أرابتك" الإماراتية أنها وقعت صفقة بـ 40 مليار دولار مع الجيش المصري لبناء مليون وحدة سكنية في مصر.
واعتبر محللون اقتصاديون الصفقة نوعاً من الدعاية للسيسي، الذي كان وقتها لا يزال وزيراً للدفاع ولم يعلن موقفه من الترشح لرئاسة البلاد.
وكانت الإمارات واحدة من دول خليجية عدة، أغدقت على مصر المساعدات النقدية والمنتجات النفطية، عقب 3 يوليو/ تموز الماضي، حين أطاح وزير الدفاع القائد العام للجيش آنذاك، السيسي، بالرئيس محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، أوّل رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953.
وسعت الإمارات إلى تدعيم نظام يمكن أنّ يبعد الإسلاميين عن السلطة في مصر، والذي ترى فيه تهديداً لوجودها.
وشبه السيسي المساعدات الخليجية لمصر بخطة "مارشال التي أنقذت أوروبا" بعد الحرب العالمية الثانية (1939 -1935).
وحول اعتبار المساعدات الخليجية "تسولاً"، أجاب السيسي في الحوار الذي يعدُ الثالث له ضمن الحملة الانتخابية، التي تنتهي يوم 23 من مايو/أيّار الجاري،" لا يوجد شيء اسمه تسول في العلاقات بين الدول".
ويواجه السيسي في الانتخابات الرئاسية مرشح وحيد هو الناصري، حمدين صباحي.
وكان مرسي قد فاز عام 2012 بأوّل انتخابات رئاسية تشهدها مصر، عقب ثورة يناير/ كانون الثاني، وذلك بعد منافسة مع 12 مرشحاً.
كان تقرير لمؤسسة "كارنجي" للسلام الدولي، في مارس/آذار الماضي، قد رهن نجاح القيادة الجديدة في مصر بإعادة إرساء الاستقرار السياسي وتحسين الظروف الأمنية والحصول على مزيدٍ من الموارد المالية من بلدان الخليج الغنيّة.