السياحة المصرية تفقد ربع الإيرادات في ثلاثة أشهر

15 سبتمبر 2014
تراجع السياحة في مصر بسبب الاضطرابات الأمنية(أرشيف/getty)
+ الخط -
قال مسؤول بارز في وزارة السياحة لـ"العربي الجديد": "إن إيرادات السياحة الوافدة إلى مصر خلال الشهور الثلاثة الماضية تراجعت إلى نحو 1.4 مليار دولار مقابل 1.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2013، بنسبة انخفاض 22.5%، وبلغ التراجع في الأعداد السياحية خلال نفس الفترة نحو 4%. 
وعزا المسؤول، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، التراجع إلى الاضطرابات الأمنية التي أدت إلى فرض 15 دولة أوروبية لتحذيرات سفر لمواطنيها إلى شبه جزيرة سيناء، عقب تفجير حافلة سياحية منتصف فبراير/شباط الماضي.
وكان الربع الأول من العام الحالي قد حقق 1.3 مليار دولار، بتراجع في الإيرادات بلغت 43% مقابل نفس الفترة من العام الماضي.
وذكر المسؤول أن التوافد السياحي خلال أغسطس/آب الماضي، تحسن ليتجاوز 700 ألف سائح مقابل 564 ألفاً خلال نفس الفترة من العام الماضي 2013.
وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، لـ"العربي الجديد": "إن التراجع في الأعداد السياحية بدأ في الانحسار، مع رفع الدول الأوروبية لتحذيرات السفر إلى شبه جزيرة سيناء منذ نهاية أغسطس/آب الماضي، متوقعا ارتفاع التدفق بداية من أكتوبر/تشرين الأول المقبل". وأوضح أن الدخل السياحي هو المقياس لنمو القطاع، فالأعداد ليست معياراً لمعرفة التعافي إلا أنها إحدى المؤشرات التي لا يجب إهمالها عند عملية التقييم.
وقال: "ما زالت الفنادق في المناطق الساحلية تؤجر الغرف بأسعار بخسة، لا تزيد في بعضها على 25 دولاراً لليلة شاملة كل الخدمات والأطعمة والمشروبات الروحية".
وأضاف: "هناك مشكلة كبيرة في استمرار تدني الإنفاق، جراء التنافس الشديد بين الفنادق المصرية لدى منظم الرحلات الأجنبي لجذب الوافدين إلى مصر، مما أدى إلى تراجع الدخل في النهاية".
وقال رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء شمال شرق مصر، هشام علي، في مكالمة هاتفية مع "العربي الجديد"، "إن الوضع السياحي في تحسن، خاصة مع رفع 8 دول أوربية لتحذيرات السفر لمواطنيها عن زيارة شبه جزيرة سيناء".
ويرى أن سوق شرق أوروبا كان المصدر الرئيسي للحركة السياحية خلال الشهور الماضية. وأكد رئيس غرفة شركات ووكالات السفر والسياحة، حسام الشاعر، لـ"العربي الجديد"، أن الفترة الماضية شهدت فرض الضريبة العقارية فضلاً عن أكثر من 33 نوعاً من الضرائب والرسوم المطبقة.
وأضاف: "هناك بوادر استقرار سياسي مع انتخاب عبد الفتاح السيسي منذ أكثر من ثلاثة شهور، إلا أن الأوضاع الاقتصادية ما زالت ضبابية وتثير تخوف المستثمرين".
وذكر الشاعر أن وزارة السياحة أجلت تسويق مجموعة من الفرص الاستثمارية في الأسواق الخليجية تزيد مساحتها على خمسة ملايين متر مربع، على أن يتم طرحها فى مؤتمر المانحين المزمع عقده خلال فبراير/شباط المقبل.
وقال عادل الشربيني، نائب رئيس جمعية المستثمرين السياحيين في جنوب سيناء، إن التراجع في الدخل سيكون له آثار سلبية على كفاءة الخدمات السياحية وأعمال التطوير والإحلال بالفنادق المصرية.
وحسب مسؤول في وزارة السياحة، هجر 40% من العمالة المدربة في السياحة القطاع جراء تدني الأجور، فضلا عن تسريح الشركات لهم لانخفاض الإيرادات.
ويبلغ عدد العمالة المدربة في القطاع نحو 250 ألفاً من إجمالي 1.8 مليون عامل مباشر. وقال المسؤول "ما زلنا نعاني مشاكل عديدة فى ظل ضعف الإيرادات السياحية في صندوق السياحة بنحو 65% خلال العام المالي الماضي، جراء تحذيرات السفر الأوروبية التي أطلقتها الدول عقب مجزرة اعتصامي رابعة العدوية والنهضة منتصف أغسطس/آب 2013". وطالب وزير السياحة هشام زعزوع القطاع الخاص بمساندة الوزارة في تدريب العمال؛ لرفع كفاءة الخدمة المقدمة للنزلاء بما لا يؤثر على سمعة مصر السياحية وتنافسيتها أمام غيرها من المقاصد في المنطقة.
وتعد المناطق الساحلية على ساحل البحر الأحمر شرقي مصر وجنوب سيناء شمال شرق البلاد، الأفضل في الإشغالات السياحية البالغة بنهاية أغسطس/آب الماضي نحو 80% في البحر الأحمر شرقي مصر و70% في شرم الشيخ شمال شرق مصر، مع رفع 8 دول أوربية تحذيرات السفر لمواطنيها لزيارة المنطقة.
وأكد زعزوع في تصريحات سابقة أن السياحة الثقافية في جنوب البلاد ما زالت تعاني بشدة . وقال مدير فندق في الأقصر جنوبي مصر، رفض ذكر اسمه، "إن الإشغالات لم تزد منذ بداية العام الحالي عن 20%.
وأضاف هناك 250 فندقاً لا يعمل وسرح معظم عماله باستثناء عمال النظافة والأمن، ولا يستطيع الإغلاق خوفاً من سحب الترخيص.
وتضم مصر 225 ألف غرفة فندقية بواقع 130 ألف غرفة في جنوب سيناء والبحر الأحمر شمال شرق وشرق البلاد، و20 ألف غرفة في جنوب مصر، و30 ألف غرفة في القاهرة الكبرى ويتوزع الباقي على الساحل الشمالي والإسكندرية ومدن القناة شرقي مصر. وتعد القاهرة ضمن المناطق السياحية التي تعاني انحساراً سياحياً على مدار ثلاث سنوات ونصف، حيث لا تتجاوز الإشغالات بها 25% في الوقت الحالي.
المساهمون