السياحة التونسية تعلن إلغاء 3 آلاف حجز وتوقعات بالمزيد


25 مارس 2015
سياح في تونس (أرشيف/getty)
+ الخط -

رغم كل رسائل الطمأنة، التي تحاول الحكومة التونسية بعثها إلى المتعاملين في القطاع السياحي، لا يزال أصحاب الفنادق في حالة استنفار، في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الضربة القاسية، التي تلقاها القطاع السياحي، عقب الاعتداء الإرهابي على متحف باردو في العاصمة تونس يوم الأربعاء الماضي، وأودى بحياة 23 سائحاً.

تداعيات الضربة الموجعة التي تلقتها السياحة التونسية تتوالى، فبعد أن قررت شركتان

إيطاليتان لتنظيم الرحلات البحرية إلغاء برامج توقف بواخرهما السياحية في تونس، أعلنت وزيرة السياحة، سلمى اللومي، رسمياً، أمس، عن تلقي طلبات بإلغاء 3 آلاف حجز.

وقال ظافر لطيف، المسؤول بالجامعة التونسية لوكالات السفر، إن العاملين في القطاع لا يستطيعون التكهن بحجم الخسائر ومصير الموسم الحالي، مشيراً إلى أن المصرف المركزي التونسي هو الجهة الوحيدة القادرة على تحديد حجم الخسائر، لاطلاعه على عائدات القطاع من العملة الصعبة.

وأكد لطيف لـ "العربي الجديد"، أنه كان ينتظر أمس استقبال وفد سياحي لأخذه في جولة عبر المسالك السياحية، غير أن صاحب الفندق أبلغه أن الوفد السياحي ألغى الجولة خوفاً من عمليات إرهابية مماثلة أو ردة فعل جديدة من الجماعات الإرهابية بعد العمليات الأمنية، التي عقبت اعتداء باردو، وأدت إلى إيقاف العديد من المشتبه بهم.

في المسلك السياحي بالضاحية الشمالية بسيدي بوسعيد بدا الجو كئيباً، ويقول رشاد بن نصر، صاحب أحد أكبر وأقدم متجر سياحي في المسلك لـ "العربي الجديد"، إن الضربة التي تلقاها متحف باردو، وإعلان شركات الرحلات البحرية عن إلغاء الوجهة التونسية من برنامج رحلاتها في البحر المتوسط، سيكون كارثياً على كل تجار الضاحية الشمالية للعاصمة.

وأضاف أن القطاع بدأ يتعافى في الفترة الأخيرة بعد عودة الرحلات البحرية إلى ميناء حلق الوادي المحاذي لضاحية سيدي بوسعيد، بينما كانت متاجر الصناعات التقليدية تعاني منذ أربع سنوات من ركود كبير، لكن مع إلغاء الرحلات نتوقع عودة المعاناة.

اقرأ أيضاً:
الإرهاب يضرب السياحة التونسية

ورأى أن الحكومة مطالبة بمضاعفة جهودها الأمنية لإعادة الثقة في الوجهة السياحية التونسية، كما لابد أن تقوم وزارة السياحة بتشجيع الوكلاء السياحيين بالخارج لجذب الوفود لقضاء عطلتهم الصيفية في تونس.

لكن وزيرة السياحة قالت في تصريحات صحافية، إن حجم الحجوزات السياحية التي تم إلغاؤها من قبل بعض منظمي الرحلات خلال الأيام الأخيرة كان غير مؤثر، وهي ردة فعل وقتية.

وأشارت إلى أنه بالتوازي مع المتابعة الدقيقة لتداعيات الهجوم الأخير على القطاع، فإنّ الوزارة بالتعاون مع العاملين في القطاع السياحي والدبلوماسية التونسية في الخارج تشتغل على

كل الواجهات، لامتصاص تلك التداعيات وتأمين كل عوامل النجاح للموسم السياحي القادم.

ويقول خبراء اقتصاد إن أعمال العنف الأخيرة سيكون لها تأثير سلبي كبير في المستقبل على صناعة السياحة في تونس، وسيؤثر تراجع السياحة على مستقبل 350 ألف شخص يعملون في هذا المجال، أي ما يعادل 10% من القوة العاملة في البلاد.

وتشير آخر التقديرات إلى أن تونس تستقبل سنوياً 7 ملايين سائح، تجتذبهم الشواطئ والغابات والمناطق الصحراوية. وشهد قطاع السياحة مؤخراً نمواً برغم تبعات الأزمة المالية العالمية، وهو يساهم بنحو 6% من إجمالي الناتج القومي في البلاد.

وقدّر وزير المالية، سليم شاكر، في تصريحات صحافية، الأسبوع الماضي خسائر تونس من اعتداء باردو بأكثر من 350 مليون دولار، متوقعاً أن تكون للعملية الإرهابية انعكاسات خطيرة على مستوى السياحة والاستثمار الأجنبي.


اقرأ أيضاً:
هجوم "متحف باردو" الإرهابي يضرب السياحة في تونس

المساهمون