السويد: حرائق مفتعلة تدمر 100 سيارة... واليمين يستغلها ضد المهاجرين

14 اغسطس 2018
السيارات المشتعلة (وكالة الأنباء السويدية)
+ الخط -
لا تزال منطقة جنوب غربي السويد تشهد المزيد من حرائق مفتعلة أتت حتى فجر الثلاثاء على نحو مائة سيارة خاصة، وبدأت مساء أمس الإثنين بحرق نحو 50 منها.

الشرطة السويدية تقول إنها "حرائق يقوم بها مفتعلو شغب، لكن ليس لدينا موقوفون". ومثل هذه الحرائق وقعت خلال السنوات الماضية في بعض ضواحي غوتيبورغ ومالمو والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وربطها المتخصصون بالاحتجاجات الاجتماعية و"مراهقين يثيرون الشغب احتجاجا على أوضاع معينة"، لكنها تطاول ممتلكات السكان وتثير حنقا سياسيا وأمنيا.

شهود العيان، كما في حوادث سابقة، وبحسب ما نقلت وسائل الإعلام السويدية، ومنها صحف محلية في غوتيبورغ، قالوا إنهم شاهدوا "شبانا ملثمين يجرون من المكان بعد إشعال حرائق ليل أمس". ووفقا لقول أحد الشهود "رأيت شبانا يرتدون الأسود وأحدهم ألقى بقنبلة مولوتوف باتجاه سيارة فسمعت ما يشبه صوت انفجار بعد ارتطامها بها". وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا صور ومقاطع فيديو لعمليات التخريب في غوتيبورغ وفي منطقة ترولهاتان باتجاه شمال المدينة، وشهادات مشابهة عن "شبان يرتدون الأسود وملثمين".


وبحسب ما يرشح من سلطات الطوارئ في جنوب غربي البلد، فإن "اشتعال السيارات الخاصة والشاحنات وكرفانات سياحية بقي حتى منتصف ليل الإثنين، وتلقينا أكثر من 20 اتصالاً عن حرائق"، وفقا لما يذكر يوهان أكلوند من طوارئ غوتيبورغ.


الشرطة السويدية تقول: "نحو 60 سيارة حرقت عمدا، ووجدنا حجارة أصابت نوافذ السيارات ليطاولها الحريق إضافة إلى ألعاب نارية وجهت نحو مواقف السيارات تلك"، بحسب ما ينقل التلفزيون السويدي عن مفتش شرطة غوتيبورغ، كلايس دالستروم. بالإضافة إلى "نحو 35 سيارة تعرضت للتخريب".

ولدى الشرطة السويدية ما يشبه "معرفة بطبيعة هذه الحرائق، فهناك مجموعة من نحو 40 شخصا في ترولهاتان يقفون خلف هذا التخريب، ويتصدون للشرطة برميها بالحجارة ومحاولة سد الطرقات بوجهنا وبوجه قوات الطوارئ عند التوجه للمكان بناء على بلاغات من مواطنين"، بحسب ما تقول المتحدثة باسم الشرطة أولا بريهام.


وتفيد بريهام وسائل الإعلام المحلية: "من خبرتنا نعرف أن هذا النوع من الحرائق يبدأ بعد أسبوع من بداية الموسم الدراسي، ولكن حدوث الحرائق ليلا يشير إلى أن شيئا ما يجري ترتيبه على الإنترنت لافتعال الشغب". وعلى الرغم من أن أحدا لم يصب في هذه الحرائق، وقول الشرطة إنها حددت هوية أكثر من مشتبه به، إلا أنها لم تجرِ اعتقالات حتى الآن.

واضطر رئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفين، الذي وجد نفسه محرجا تحت ضغط تقدم اليمين المتشدد في استطلاعات الرأي على يسار الوسط الديمقراطي الذي يتزعمه، إلى التصريح بغضب وشدة، وموجها كلامه لمفتعلي الحرائق مباشرة بسؤالهم "ماذا تفعلون بحق الجحيم؟". ووفقا لما قال لوفين للبرنامج الأول في "راديو السويد"، "أشعر بغضب"، ثم قال بلهجة غاضبة "لا يمكن بأي حال من الأحوال إيجاد أعذار لتبرير هذا السلوك".


ويبدو أن القلق من انتشار حرائق السيارات في جنوب غربي السويد، لتشمل إلى جانب غوتيبورغ مدينتي مالمو وهليسنبور، يأتي على وقع استغلال حزب "ديمقراطيي السويد" المتشدد ليكسب المزيد من أصوات الناخبين في طرحه سياسة متشددة أكثر مع المهاجرين واللاجئين، إذا ما أخذنا في الاعتبار أن غالبية الضواحي التي تشهد هذه الحرائق وأعمال الشغب بوجه رجال الإطفاء والشرطة تتم في ضواحٍ يعيش فيها مهاجرون.

وكان من المفترض أن يدور الحديث مع رئيس الوزراء ستيفان لوفين حول الانتخابات السويدية العامة في 9 سبتمبر/أيلول القادم، لكن هذه الحرائق فرضت نفسها بعد أن تحولت إلى قضية رأي عام وتتناقلها بكثافة مواقع التواصل السويدية، بكثير من القلق والغضب في صفوف اليمين. وتأتي هذه الأخبار قبل ساعات من المناظرة التلفزيونية التي تشهدها السويد بين مختلف الأحزاب مساء اليوم الثلاثاء.​
دلالات
المساهمون