قبل عامين وفي مثل هذا اليوم، حاول مجموعة من السوريين من وسط الجحيم الذي يعيشونه، أن يفكوا حصار العالم المنقسم بين متواطئ ومتخاذل، بلافتات خطوا عليها عبارات حب مزينة بقلوب حمراء لا يتجاوز حجمها حجم قلوبهم الصغيرة المرتجفة، تحت القصف والدمار والفقد والتشرد.
اصطفت المجموعة، أطفالاً وشيوخاً وعجائز، بين دمار منازلهم، فوق أسرة العطب، تحت قصف الطيران، على قبور أحبّتهم، حاملين لافتاتهم ليخبروا العالم، بأنهم، ورغم آلامهم، لايزال في قلوبهم حيز للحب، هو فائض بما يكفي، ليعلم العالم معنى الحب الحقيقي، وأي معلم أنبل وأجدى، من فاقد للشيء إذ يمنحه للآخرين، وهم الذين يحيون تحت نظام الكراهية... نظام الأسد.. والنظام العالمي.
اليوم وبينما يحتفي الناس بعيد الحب، بين فيض من الورود والبالونات والأغنيات، يبدو السوريون وكأنهم وحيدون في كوكب منعزل عن الأرض، لا يشاركون بقية العالم أفراح عيد الفالنتاين، سوى باللون الأحمر... لون دمائهم التي تُغرق المشهد.
اقرأ أيضاً: "ذا فويس كيدز".. 7 مواهب للمرحلة الثالثة