وأوضحت المصادر السودانية لـ"العربي الجديد"، أن "الأمر أكثر تعقيداً من الشكل الذي تحدّث به وزير الخارجية المصري"، كاشفةً عن أنّ "هناك معلومات مؤكدة توصّلت إليها الأجهزة المختصة في الخرطوم بشأن تحركات تقوم بها عناصر وجهات تتحرك من القاهرة وأبوظبي، بهدف إثارة القلاقل في السودان وإحداث اضطرابات داخلية، وهذه أمور لا تليق بدولتين بينهما روابط تاريخية، كما أشار الوزير المصري".
وقالت المصادر إن "تلك المحاولات حتى لم يستطع النظام المصري الحاكم إخفاءها، وظهرت ملامحها في وسائل إعلامه، وكتابات المقربين منه"، مشيرةً إلى أنه "على الفور كان لا بدّ من اتخاذ خطوة لوضع حدٍّ لهذه المحاولات بعد الكشف عن ملامحها". من جهة أخرى، كشف أحد المصادر السودانية المطلعة الذي تحدثت إليه الـ"العربي الجديد"، عن مفاجأة بشأن مشاورات بين بلاده وتركيا، لتوسيع حجم التعاون خلال الفترة المقبلة، وبدء مشاورات غير معلنة لعقد اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين. وفي هذا السياق، أصدر الرئيس السوداني، عمر البشير، أمس الإثنين، قراراً جمهورياً نص على تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ اتفاقيات التعاون السوداني التركي.
وكان وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور قد أعلن في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن السودان وتركيا وقّعتا اتفاقات للتعاون العسكري والأمني خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الخرطوم.
وتحدّث غندور في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاووش أوغلو بمطار الخرطوم في ختام زيارة الرئيس التركي إلى السودان التي استمرت ثلاثة أيام، عن اتفاقيات تم التوقيع عليها، من بينها "إنشاء مرسى لصيانة السفن المدنية والعسكرية"، وأضاف أنّ "وزارة الدفاع السودانية منفتحة على التعاون العسكري مع أي جهة، ولدينا تعاون عسكري مع الأشقاء والأصدقاء، ومستعدون للتعاون العسكري مع تركيا"، موضحاً "وقّعنا اتفاقية يمكن أن ينجم عنها أي نوع من أنواع التعاون العسكري".
من جهته، قال وزير الخارجية التركي إنه "تم توقيع اتفاقيات بخصوص أمن البحر الأحمر"، مؤكداً أن تركيا "ستواصل تقديم كل الدعم للسودان بهذا الشأن".
وتبع تلك التصريحات لقاء لم يكن معدّاً له مسبقاً، بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت وقتها لـ"العربي الجديد"، بين شكري ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد، أكدا خلاله، بحسب بيان رسمي صادر عقب الاجتماع، على رفض ما سمياه "أي تدخّل ووجود أجنبي في منطقة البحر الأحمر"، معتبرين إياه "جزءاً من الأمن القومي العربي".
في مقابل ذلك، سعى شكري إلى التهدئة الإعلامية، على الأقل، في التوتر مع السودان. واعتبر في مداخلته مع عمرو أديب، أنّ "مصر تعاملت بحكمة مع الحدث - في إشارة لسحب السفير السوداني من القاهرة - تجنباً لعدم تأثير تلك الواقعة على قضايا التعاون المشتركة بين البلدين".
وأشار شكري إلى أن الوزارة تعمل على شرح نقاط الخلاف بين الطرفين بهدف توضيح الصورة الكاملة، مطالباً الإعلام بأن يتحدث بموضوعية تجاه شعب البلدين، قائلاً: "الأخبار المغلوطة لا تخدم الطرفين". وأضاف أن "السودان ومصر شعب واحد لا تفصله أي حدود، وهذا شيء لا يحتاج للحديث عنه، كما أن مصر حرصت على دعوة الرئيس السوداني عمر البشير، وتقليده أرفع الأوسمة لمشاركته في حرب 1973".