السودان: "الأمة" يعلّق الحوار بعد اعتقال زعيمه الصادق المهدي

17 مايو 2014
اعتقال المهدي من منزله (أرشيف/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
أعلن حزب "الأمة" السوداني المعارض في وقت متأخر من ليل السبت، تعليق الحوار مع حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، على إثر اعتقال السلطات السودانية، لزعيمه الصادق المهدي، من منزله، وإيداعه في سجن كوبر في الخرطوم، داعياً أنصاره إلى التعبئة الشاملة. 

وقال محامي الدفاع في قضية المهدي، ساطع الحاج، إن زعيم حزب "الأمة" القومي، صدر في حقه يوم السبت، أمر قبض من قبل نيابة أمن الدولة على خلفية البلاغ المقدم ضده من جهاز الأمن والاستخبارات، على خلفية اتهام المهدي لقوات الدعم السريع المعروفة بـ"الجنجويد" بارتكاب فظائع في دارفور وجنوب كردفان.

وأوضح ساطع لـ"العربي الجديد" أن النيابة سمحت لعدد من محامي الدفاع بمقابلة المهدي، الذي أودع في سجن كوبر في الخرطوم.

وكانت القيادية في حزب الأمة القومي، ابنة الصادق المهدي، مريم، قالت لـ"العربي الجديد": إن رجال الأمن اعتقلوا المهدي من منزله في أم درمان واقتادوه إلى مكان غير معروف قبل أن يتبين أنه في سجن كوبر.
وتوجه رجال الأمن بخمس سيارات إلى منزل المهدي لاعتقاله بعد عودته مباشرة من مخاطبة أنصاره خارج العاصمة، وتوجيهه انتقادات جديدة لجهاز الأمن.

وكان المهدي، انتقد في خطابه اليوم أمام حشد من انصاره في منطقة الحلاويين الريفية، جهاز الأمن. وسخر من قبضته، التي أكد أنها قد ولّت. وشدد على أن حزبه شرع في ما سمّاه بالثورة الهادئة. ووضع خياران أمام النظام السوداني؛ إما الحوار الذي يقود لتفكيكه أو الانتفاضة الشعبية.

وعلى غير العادة، أكد المهدي أن حزبه لن يخوض المرحلة المقبلة المتعلقة بالحوار، الذي دعا إليه الرئيس السوداني، عمر البشر، ما لم تتوفر الضمانات والاستحقاقات المطلوبة له. وأضاف "حتى لا نصبح أضحوكة"، في إشارة إلى اتفاقات أبرمها المهدي مع النظام، ولم يلتزم الأخير بها، وأصبحت مثار سخرية الأحزاب.

وتأتي خطوة الاعتقال أيضاً بعد يومين، من مثول المهدي، أمام نيابة أمن الدولة على خلفية البلاغ الذي قدمه ضده جهاز الأمن السوداني.

وكان المهدي، أكد في تصريحات عقب استجوابه، بأن هناك سببين قادا الحكومة، ممثلةً في جهاز الأمن بتحريك الدعوى ضده. الأول أن يكون رافضو الحوار داخل النظام من يقفون خلف الدعوى بهدف ضرب الحوار ووأده باستهداف الجهة التي تتبناه، والممثلة في حزبه. أما السبب الثاني، فرأى المهدي، أنه محاولة إسكات صوته لتخويف الآخرين كي لا يتطرقوا الى قضية تجاوزات قوات الدعم السريع في كردفان وإقليم دارفور.

تعليق الحوار

وعقب الاعتقال، أعلن حزب "الأمة" تعليق الحوار مع الحكومة السودانية. وقالت الأمين العام لحزب "الأمة"، ساره نقد الله، في وقت متأخر أمس، إن "النظام بهذا الاجراء قد تراجع عن كل بنود الحوار ورجع الى المربع الأول"، قبل أن تعلن "وقف الحوار" مع حزب المؤتمر الوطني.

وأكد الحزب اتجاهه نحو تعبئة قواعده في العاصمة والولايات للتعبير السلمي عن رفضهم للاجراءات التي اتخذت ضد المهدي. وطالب بإطلاق سراح المهدي فوراً. واعتبر الخطوة تراجعاً عن كافة الوعود التي التزم بها الحزب الحاكم، وضربة للحوار الذي دعا له الرئيس السوداني، عمر البشير، وتبناه المهدي. وأكد أن الاعتقال تم بطريقة استفزازية. وجدد مساندته لتصريحات المهدي بشأن قوات الدعم السريع وما ارتكبته من انتهاكات.

كذلك، أصدرت القوى السياسية المعارضة بياناً طالبت فيه السلطات بإطلاق سراح زعيم حزب "الأمة" القومي المعارض فوراً. وأكدت أن الخطوة تعبر عن عدم جدية النظام السوداني في الحوار الشامل.

من جهتها، حذرت حركة "الاصلاح الآن"، التي يتزعمها القيادي المنشق عن حزب "المؤتمر" الوطني الحاكم، غازي صلاح الدين العتباني‏، جهات لم تسمها، "من المزالق الخطيرة التي من الممكن أن تنسف الحوار". واعتبرت أن اعتقال المهدي صدر من جهات لا تريد للحوار النجاح خوفاً على مصالحها.