ومن المرجح أن يثير هذا الكشف المخاوف إزاء استقلال السياسة التحريرية لقناة "إيران الدولية" Iran International TV في وقت يتصاعد فيه التركيز على القنوات التلفزيونية العاملة في لندن، ولديها ارتباطات بالمملكة العربية السعودية، بعد اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في وقت سابق من أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
وأفاد مصدر لـ"ذا غارديان" أن ولي العهد السعودي يقف وراء قناة "إيران الدولية". ولم تنف المحطة تلقيها تمويلاً من المملكة العربية السعودية.
وزعم المصدر نفسه أن سعود القحطاني شارك في تمويل قناة "إيران الدولية"، علماً أنه كان أحد كبار مستشاري ولي العهد، محمد بن سلمان، قبل أن يُعفى من مهامه في إطار تداعيات قتل خاشقجي. وهو المسؤول أيضاً عن "الذباب الإلكتروني" السعودي على موقع "تويتر".
وأفادت مصادر مطلعة أن المحتوى التحريري للقناة يخضع لتأثير المستثمرين السريين الذين تستروا وراء شركة في جزر كايمان.
ولفتت "ذا غارديان" إلى أن الشركة التي تدير القناة الإيرانية، "فولانت ميديا" Volant Media، تضم مسؤولاً اسمه عادل عبدالكريم الذي يحمل الجنسية السعودية. ولدى عبد الكريم علاقة عمل طويلة مع المديرين التنفيذيين السعوديين، وبعضهم لديه روابط مع البلاط الملكي، وبينهم عبد الرحمن الراشد، العضو في مجلس إدارة "المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق" (إس آر إم جي).
وزعمت مصادر عدة أن الراشد، المدير العام السابق لقناة "العربية" الإخبارية التي تملكها السعودية، شارك أيضاً في عمليات تمويل القناة الإيرانية المذكورة.
ووصف محررون في القناة نبيل الخطيب، وهو مستشار يعمل مع "إيران الدولية"، كمشرف على المحطة أو ممثل للمستثمرين. واعتبروا أن السلطات السعودية استغلت جنسية الخطيب الفلسطينية للمراوغة بشأن التمويل السعودي.
وكانت القناة الإيرانية برزت فجأة، العام الماضي، في المشهد الإعلامي في لندن. واستقدمت نحو مائة موظف، وقدمت لهم رواتب سخية، وفقاً للصحيفة البريطانية.
ووفقاً لأحد المصادر، منحت المملكة العربية السعودية مبلغ 250 مليون دولار أميركي، للمساعدة في إطلاق قناة "إيران الدولية".
وأشارت القناة نفسها إلى أنها "لم تتورط في أي نوع من المخالفات، ولم تكن عرضة لأي نوع من التأثيرات غير الملائمة"، في ردها على "ذا غارديان".