السفير الإيطالي لـ"العربي الجديد": ندعم التنويع الصناعي في قطر

21 ديسمبر 2016
السفير الإيطالي في قطرغويدو دي سانكتيس (العربي الجديد)
+ الخط -
أكد السفير الإيطالي في قطر غويدو دي سانكتيس في مقابلة مع "العربي الجديد"، أن بلاده ستلعب دوراً كبيراً في التنويع الصناعي في قطر، مشدداً على أهمية نمو العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وهنا نص المقابلة:

*كيف تقيّم تجربتك في قطر، خصوصاً في ما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين؟

يمثل التعاون الاقتصادي قطاعاً أساسياً في علاقتنا مع قطر، إلا أن الهدف الرئيس لبعثاتنا الدبلوماسية يتمثل في تأسيس وتشجيع العلاقات بين مواطني البلدين. إن العمل خارج إيطاليا يساعد في إدراك كيف يُنظر إلى بلادنا من الخارج، وقد لمست تعاطفاً ودعماً كبيرين لمبادراتنا. صحيح أننا نشتهر بمنتجات بعينها تحظى بانتشار كبير، مثل السيارات الرياضية والملابس الجاهزة، إلا أنني التقيت بعدد كبير للغاية من القطريين الذين عبروا لي عن معرفتهم الجيدة وتقديرهم لإنتاجنا التكنولوجي الصناعي.

*ما الأهمية الاستراتيجية للاقتصاد القطري في عمليات الاستثمار الخارجي لإيطاليا؟

أرى أن مفتاح النجاح في العلاقات الاقتصادية بين بلدين يتمثل في إيجاد قوالب من التكامل، وهذه هي الفكرة التي تقوم عليها عمليات التبادل التجاري والتعاون الصناعي. أعتقد أن أفضل النتائج لم يأت بعد، وذلك لأني على اقتناع بأن إيطاليا ستلعب دوراً كبيراً في عملية التنويع الصناعي في قطر.

*كيف ترون الرؤى المستقبلية لتطوير الاستثمارات والتجارة بين البلدين؟

علاوة على التنويع الصناعي الذي أشرت إليه، أرى أن ثمة آفاقاً مستقبلية ممتازة للتعاون بين إيطاليا وقطر، ما يتمثل في العمل سوياً في بلدان ثالثة تحتاج إلى دعم من الخارج واستثمارات من أجل دفع عجلة التنمية.
قطر وإيطاليا تمتلكان معاً الوسائل لإحراز النجاح في هذا الاتجاه. لدينا في قطر مكتب لوكالة التجارة الإيطالية بالإضافة إلى غرفة التجارة الإيطالية، المعترف بها من قبل الحكومة الإيطالية، وكلاهما يقدم المساعدة للشركات الصغيرة والمتوسطة الإيطالية التي تمثل العمود الفقري لاقتصادنا، إلا أنها في أغلب الأحوال تحتاج إلى الترويج لأنشطتها في الخارج.


*ما أهم مشاريع التعاون الاقتصادي بين البلدين، خصوصاً في الغاز؟

بينما تحرص قطر على توسيع أسواقها من الغاز الطبيعي المسال، فإن إيطاليا يجب أن تنجح في الحصول على احتياجاتها من مواد الطاقة الأولية من مصادر موثوق بها ومتنوعة بقدر الإمكان.
وفي هذا السياق، فقد كان إنشاء محطة الغاز في "بورتو فيرو"، بالتعاون مع قطر، خطوة مهمة. ومنذ ذلك الحين، فإن إيطاليا تستورد الغاز أيضاً من قطر. وقبل ذلك الحين، فالجميع هنا يتذكر شركة "سايبم" الإيطالية التي ساهمت في بناء منشآت راس لافان.

*وقعت الدوحة وروما مؤخراً بعض اتفاقيات من توريد خمس سفن حربية ومستشفى "ماتر أولبيا" في جزيرة سردينيا، واستحواذ الخطوط القطرية على 49% من شركة "ميريديانا"... ما هي، برأيكم، نقاط القوة في هذه الاتفاقيات؟

هذه مبادرات لشركات عامة وخاصة حظيت بمساندة الحكومة الإيطالية نظراً لأهميتها بالنسبة للاقتصاد الإيطالي. يحمل مشروع مستشفى "ماتر أولبيا"، في هذا السياق، دلالة خاصة من وجهة النظر العلمية والصحية، في حين أن دخول الخطوط الجوية القطرية في ملكية شركة "ميريديانا" من شأنه ربط أفضل بين جزيرة سردينيا وأوروبا، أمّا في قطاع الدفاع، فإنه من دواعي سرورنا حيازتنا على ثقة قطر في أنظمتنا التكنولوجية المتقدمة.

*ماذا تقول الإحصاءات عن الإيطاليين العاملين في قطر؟

وصل عدد أفراد الجالية الإيطالية في هذا قطر إلى 2500، بعد أن كان عددنا قي عام 2006 أقل من 100 نسمة. هذا يعني أن ثمة العديد من فرص التي صارت متاحة هنا خلال هذه الفترة، وأنا أفتخر بأني أستطيع القول إن جاليتنا في قطر تمثل بشكل جيد جداً ثقافة ومهنية وإبداع بلدنا.

*ستتولى إيطاليا، في أوائل 2017، رئاسة مجموعة الدول الثماني الكبرى... كيف من الممكن أن تؤثر هذه الرئاسة على علاقاتكم الاقتصادية مع قطر؟

تُعد مجموعة الدول الثماني الكبرى منتدى غير رسمي لعدد من الدول من أجل مناقشة القضايا الدولية الكبرى، وهذه المجموعة ليست معنية بالشؤون الثنائية، إلا أنه من الأهمية بمكان بالنسبة لإيطاليا المشاركة فيها، انطلاقاً من رؤيتنا أن بلدنا يستطيع تقديم إسهام كبير من أجل حل المشكلات الكبرى لعالمنا، بدءًا من عدم الإنصاف، والذي يبقى على الدوام أساساً لكل الأوضاع المتأزمة.
كما أن إيطاليا وقطر تستطيعان معاً توحيد جهودهما الاقتصادية والتكنولوجية في سبيل التحرك في مناطق بعينها تحتاج إلى دفعة من أجل التنمية، وهذا ما آمل أن يتحقق في المستقبل.


المساهمون