السعودي "الجابر" و الهولندي "سيدورف" ...وجهان لعملة واحدة

29 مايو 2014
سيدورف والجابر لم يحظيا بدعم إدارتيهما
+ الخط -

بموازاة إعلان نادي الهلال السعودي لكرة القدم، إقالة مدرب الفريق ونجمه الدولي السابق، سامي الجابر، من منصب المدير الفني للفريق الأول بالنادي، وذلك بعد خروج الفريق خالي الوفاض من البطولات المحلية، كشفت تقارير إيطالية، عن نية نادي إيه.سي.ميلان الإيطالي لكرة القدم، التخلي عن المدير الفني للفريق الأول بالنادي، الهولندي كلارنس سيدورف، خلال الساعات القليلة المقبلة.

 
ورغم أوجه الاختلاف المتعددة بين كلا المدربين، والتي تحتاج إلى بحث موسع، إلا أن ثمة أوجه تشابه بينهما، ولا يمكن أن يغفلها أي متابع للأحداث، فقد سلك المدربان الحاليان والأسطورتان في فريقي ميلان، والهلال، مسارين متوازيين تقريباً في عالم كرة القدم.

مسيرة كروية حافلة

فمما لا شك فيه أن كلا المدربين يمتلكان خزانة مليئة بالجوائز في منزليهما احتفظا بها منذ أن كانا لاعبين في صفوف فريقيهما، فقد تُوج الهولندي، كلارنس سيدورف، بـ22 لقباً، بما في ذلك خمس بطولات الدوري وكأسا السوبر الأوروبي وكأس الإنتركونتيننتال وكأس العالم للأندية، فضلاً عن 4 كؤوس دوري أبطال أوروبا، كما أنه اللاعب الوحيد الذي فاز بأغلى الكؤوس الأوروبية مع 3 فرق مختلفة: أياكس وريال مدريد وميلان.



في حين، يُعد "الجابر" واحداً من أبرز معالم كرة القدم السعودية عموماً، ونادي الهلال خصوصاً في العقدين الماضيين؛ وذلك بالنظر للإنجازات التي سطّر بها مسيرته الكروية والتي حصد إثرها العديد من الألقاب والإنجازات سواء مع ناديه الهلال محلياً وآسيوياً أو مع منتخب بلاده، لعل أبرزها تتويجه بلقب بطولة كأس آسيا 1996، وخوضه لمنافسات كأس العالم أربع مرات متتالية.

أسباب الاستعانة بهما متشابهة

ولعل الشيء الآخر المثير للاهتمام، أن كلا المدربين قد استهل مشواره في عالم التدريب بالطريقة نفسها، فقد اعتزلا وهباً لنجدة الأندية التي صنعا المجد فيها، فالمدرب الهولندي، اضطر للاعتزال من أجل انتشال فريقه السابق "الروسونيري" من حالة الضياع التي كان يُعانيها تحت قيادة المدرب السابق، ماسيميليانو أليجري، والتي تمثلت في تعرض الفريق لسبع هزائم، في 19 مباراة لعبها بالدوري الإيطالي هذا الموسم، وهو يحتل حالياً المركز 11 بترتيب البطولة برصيد 22 نقطة.


أما الجابر، الذي استمد خبرته من خلال العمل مديراً للكرة في الفريق الأول بناديه الهلال، ومن خلال تجربة قصيرة مدرباً لفريق الشباب بنادي أوكسير الفرنسي، قد أخذ على عاتقه إعادة فريقه إلى سكة البطولات، بعدما كان قد اكتفى في نهاية موسم 2012/2013، بالحصول على كأس ولي العهد ووصيف لدوري المحترفين وتأهل لدور الـ16 في دوري ابطال آسيا، تحت قيادة مدربه الأسبق زلاتكو.

فشل ذريع.. على صعيد الألقاب

ورغم النتائج الجيدة التي حقّقها كلا المدربين في مستهل مشوارهما برفقة أنديتهما إلا أنّهما قد فشلا فشلاً ذريعاً على صعيد تحقيق الألقاب، فكلاهما قد "خرج من المولد بلا حمص" خلال البطولات المحلية التي نافس فيها فريقاهما.


فالجابر خرج خالي الوفاض من البطولات المحلية هذا الموسم، بعد خسارته لقب الدوري المحلي لصالح غريمه النصر، وبعد خروجه من دور الثمانية لمسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، إثر خسارته أمام جاره الشباب.


في حين، فشل "سيدورف" في إنقاذ موسم "ميلان" الكارثي، وخرج هو الآخر هذا الموسم، خالي الوفاض من البطولات المحلية والقارية، التي نافس فيها النادي اللومباردي، هذا الموسم.

مواجهة الانتقادات

ولم يلتفت كلا المدربين للانتقادات التي تحدثت عن قلة خبرته في قيادة فرق مثل إيه.سي.ميلان الإيطالي، والهلال، فقد سمحت لهما شخصيتهما القوية بمواجهة أكبر التحديات دون استسلام.


وانقسم جمهور "الهلال" السعودي مؤخراً ما بين مؤيد ومعارض حول بقاء الجابر على رأس الإدارة الفنية بنادي الهلال، حيث تعالت أصوات جماهير كبيرة في الآونة الأخيرة مُطالبة بإقالة المدرب السعودي بعد خروج فريقه خالي الوفاض، في الوقت الذي طالب فيه مؤيدون بضرورة بقاء سامي الجابر مدرباً لنادي الهلال، مُعللين ذلك بأنّ الجابر قد حقق موسماً ناجحاً ونتائج إيجابية لكونه يخوض تجربة التدريب لأول مرة في حياته، حيث إنه كان في فترة "تأهيل تدريبي" ساهمت في منحه الخبرة الكافية من أجل الموسم المقبل ليقود الهلال إلى منصات التتويج.


وهذا ما حدث تماماً مع المدرب الهولندي، كلارنس سيدورف، الذي تعرض هو الآخر لانتقادات لاذعة خلال مشواره التدريبي القصير، لكنه واجهها بكل شجاعة، وأثبت أنه يمتلك كاريزما المدرب الحقيقي وصاحب شخصية قوية ونظرة فنية ثاقبة.

انقلاب الإدارة

عانى كل من سامي الجابر، وكلارنس سيدورف، من غدر مجلس الإدارة في نادييهما، فقد تخلت إدارة نادي الهلال عن "سامي الجابر" وأبعدته عن قيادة الفريق في الموسم المقبل، على الرغم من تبقي موسمين من عقده التدريبي مع النادي، وقررت تعيين المدرب الروماني لورنتسيو ريجكامبف بدلاً منه ولمدة عامين.


ولم تُعطِ إدارة إيه. سي. ميلان، الفرصة الكافية للاعب الهولندي السابق، فقد أطاحته من منصبه، كمدير فني للنادي الإيطالي، وقرّرت استبداله بمدرب فريق الشباب بالنادي والمهاجم السابق، فيليبو إنزاجي.

المساهمون