السعودية: تأجيل أولى محاكمات المتّهمين في حادثة رافعة الحرم

11 اغسطس 2016
التهم شملت الإهمال والتسبب بإزهاق أرواح (الأناضول)
+ الخط -
أجّلت المحكمة الجزائية في مكة المكرمة، الأربعاء، أولى جلسات المتهمين في قضية سقوط رافعة الحرم المكي، والتي أسفرت عن 107، وفيّات وثماني إعاقات، وإصابة 238 من حجاج الحرم المكّي العام الماضي.


وجاء التأجيل بعد مثول المتهمين أمام القاضي، وتسليمهم لائحة الاتّهام، وطلبِ ناظر القضية منهم الرد على التهم الموجهة لهم، لمناقشتها خلال الجلسة المقبلة.

وسيناقش القاضي المتّهمين، خلال الجلسة المقبلة، في بعض النقاط الواردة في اللائحة، والتي تضمّنت توجيه اتّهامات لأحد أعضاء مجلس الإدارة، واثنين من المسؤولين، فضلاً عن مهندسين مقيمين، وموظّفين كانا يعملان في جهتين حكوميتين في مكة المكرمة.

واستمرّت التحقيقات أكثر من ثمانية أشهر، وتم خلالها الاستماع إلى أقوال أكثر من 290 مسؤولاً ومهندساً في المشروع، بينما انتهى التحقيق، والذي شاركت فيه لجان من إمارة مكة المكرمة، بتوجيه تهم تشمل الإهمال والتسبب في إزهاق أرواح، وإتلاف ممتلكات، ومخالفة قواعد واشتراطات السلامة في المشروع، لملياردير سعودي و13 متهماً آخرين، بينهم خمسة سعوديين وسبعة مقيمين، هم باكستانيان وإماراتي ومصري وأدرني وفيليبيني وكندي وفلسطيني.

وقد حضر المتهمون الجلسة بعد أن هدّدت المحكمة بالتعامل مع من تخلف عن الحضور بحزم، وإحضاره بالقوة الجبرية.



وكانت الهيئة قد وجهت الاتهام في المرحلة الأولى إلى 14 متهماً آخرَ بـ"التسبب في إزهاق أرواح الشهداء"، والتسبب في وقوع أضرار بسبب عدم إلمامهم التام بوسائل السلامة والتعامل مع الحالات الجوية في مثل هذه الحالة، ولا سيّما مع ضخامة الرافعة التي يبلغ ارتفاعها 200 متر ووزنها 1350 طناً.

إضافة إلى ذلك، قررت هيئة التحقيق والادّعاء استدعاء عدد من أعضاء لجنة فنية مشكّلة من جامعة أم القرى، كانت مهمتهم الإشراف ومتابعة المحاكمة، كما استجوب المحققون إدارة المشاريع في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشريفين، وكبير المهندسين في وزارة المالية والجهة المختصة في الدفاع المدني في مكة.

وطالبت هيئة التحقيق والادعاء العام، خلال جلسة اليوم الافتتاحية، بمعاقبة المتهمين بأقصى العقوبات التعزيرية الممكنة، خاصة أن ساحات المسجد الحرام كانت تعج وقت الحادثة بآلاف المصلين والحجاج.

الصندوق الأسود

وكانت جهات التحقيق قد بدأت في استدعاء كل المعنيين بالحادثة، فور صدور الأمر الملكي بتحويل الحادثة لها كقضية جنائية، واستجوبت عدداً كبيراً من المختصين والمسؤولين والمهندسين في مجموعة بن لادن، كما راجعت ودققت مئات الوثائق ذات العلاقة، واطّلعت على عقود الصيانة وإجراءات السلامة الخاصة بالمشروع، مع مراجعة المخاطبات والبريد الإلكتروني بين المديرين والمشغّلين للموقع.

وبحسب معلومات نشرتها صحيفة عكاظ، الأربعاء، فقد كشف تحليل بيانات الصندوق الأسود للرافعة أن زاويتها وقت سقوطها كانت 87 درجة، وهي زاوية الذراع الشبكي فوق الجزء العلوي من المسجد الحرام، كما حدد سرعة الرياح على زاوية الذراع الرئيسي وسرعة الرياح القصوى المسموح بها، وآلية التعامل معها في اللحظات الأخيرة وقبل 24 ساعة من سقوطها.

وأظهرت بيانات الصندوق أنّ الرياح التي تعرضت لها الرافعة كانت شديدة، وقد بلغت سرعتها 80 كلم في الساعة، كما حدد التقرير التدخلات البشرية التي تعرضت لها الرافعة خلال الـ24 ساعة التي سبقت سقوطها.

المساهمون