السعودية: استياء عام بعد فتح باب الشكوى لـ"حساب المواطن"

وانتشر سريعاً على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وسم بعنوان (#فتح_باب_الاعتراض_حساب_المواطن ) الذي تحول إلى ساحة للانتقادات من قبل المغردين، حيث وجهوا انتقادات علنية للدولة واعتبروا أنها لم تفِ بتعهداتها، بعد شروعها في رفع الأسعار، خصوصاً الوقود والماء والكهرباء، فضلاً عن تطبيق ضريبة القيمة المضافة دفعة واحدة، ما يجعل خطوات الحكومة الاقتصادية مجحفة بحق المواطن، ويعرض حياته المعيشية إلى خطر داهم.

ولم تفلح الحملة الإعلامية التي اتخذتها الدولة في سعيها لترميم سمعة الحساب عبر صحفها، والإيحاء أن الحساب سيحل الأعباء الناجمة عن رفع الأسعار، ولا يعتقد أن يكون فتح باب الاعتراض سيؤدي إلى رفع قيمة المبالغ التي يتم إيداعها في حسابات المواطنين، بل هي محاولة لامتصاص الغضب إلى حين.

كما زخرت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات ممزوجة بالحزن لما آلت إليه مستويات المعيشة وردة فعل الدولة غير المكللة بالنجاح.

واعتبر المغردون في ردود تهكمية، أن إضافة "أيقونة الشكوى" في موقع الحساب سيصيب الحساب بعطل نتيجة لأعداد الشكاوى بينما ذهب آخرون إلى تفسير "الشكوى" أنها شكوى إزاء مستوى الموقع وليس في ما يتعلق بحال المواطن.

 ويرى مراقبون، أن التوفير أضحى حلماً بعيد المنال بعد موجات الارتفاع التي شهدتها الأسعار خلال الأشهر الماضية والمتوقع استمرارها مع تطبيق ضريبة القيمة المضافة أوائل العام المقبل ورفع أسعار الوقود. مما يزيد من الصعوبات المعيشية التي تواجه المواطنين.

ويستطرد هؤلاء أن دخل الدولة من الأسعار لا يتوافق مع ما تنفقه من خلال حساب المواطن، ما فسر بأنه سعي من قبلها لرفع إيراداتها غير النفطية، غير أن دخلها الإضافي سيكون مصوباً نحو جيبه.

وانتشرت دعوات لخبراء اقتصاد ومختصين تطالب الدولة بإعادة التفكير في سياسة رفع الأسعار وعدم تطبيق ضريبة القيمة المضافة، لا سيما أن أسعار النفط عاودت الارتفاع مرة أخرى مما يدعم الميزانية بعيداً عن جيوب المواطنين.

كان برنامج حساب المواطن قد أكد وفقاً لوكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" أنه سيتاح للمسجلين في البرنامج بدءًا من يوم اليوم الثلاثاء ( تقديم شكوى على قيمة مبلغ استحقاق الدعم المقدم لهم من البرنامج في حال كان لديهم اعتراض على المبالغ المودعة ضمن الدفعة الأولى، وذلك من خلال البوابة الإلكترونية للبرنامج.

كانت الحكومة قد أنشأت "حساب المواطن" بهدف إعانة الأقل دخلاً، إلا أن المبلغ الذي سيتحصل عليه أغلب المواطنين، لقاء ذلك أكثر هو 300 ريال (80 دولاراً)، وهو مبلغ لا يفي بالأعباء المالية التي فرضتها سياسة الدولة إزاء المواطنين.