السعوديات يقدن سياراتهن رسمياً بعد حظر 4 عقود

24 يونيو 2018
بات بمقدور السعوديات قيادة السيارات رسمياً (Getty)
+ الخط -


مع انطلاق اليوم الأحد، بات بمقدور النساء السعوديات قيادة السيارات رسمياً، وفقاً لقرار ملكي صدر نهاية العام الماضي ينهي أربعة عقود من حظر القيادة على النساء، جرى خلالها اعتقال بعضهن بتهم بينها مخالفة النظام، في حين كان يكال لأخريات منهن تهم أخلاقية متنوعة، قبل أن تختفي تلك التهم فجأة بصدور القرار الملكي.

ومرت المرأة السعودية بتاريخ طويل من المعاناة في مطالبتها بقيادة المرأة للسيارة. في البداية، كانت الدولة تغض النظر عن نساء القرى والبوادي البعيدة عن المدن، واللواتي كن يقدن السيارات لتلبية المطالب المعيشية المتعلقة بالرعي والزراعة آنذاك. لكن مع توغل الدولة في المدن البعيدة والمد العمراني والحداثي للقرى والأرياف البعيدة، ومع صعود تيار الصحوة، أحد أكبر التيارات الدينية في البلاد بتمكين حكومي لمواجهة المد القومي آنذاك، بدأت الحكومة في التشدد ضد النساء الراغبات في القيادة في سبعينيات القرن الماضي، وصارت قيادة المرأة ممنوعة بحكم القانون والشرع بعد فتاوى أصدرتها هيئة كبار العلماء، أكبر هيئة دينية حكومية في البلاد.

ومنذ اليوم، تبدأ آلاف النساء بقيادة السيارات فوراً في السعودية التي كانت حتى آخر دقيقة من يوم السبت البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من القيادة. وكان ينظر إلى الحظر على أنه أكثر الإجراءات قمعاً للمرأة.

وبثت القنوات السعودية مقاطع مصورة لنساء بدأن في قيادة سياراتهن برفقة ذويهن لأول مرة في شوارع المملكة.




وحاولت السعودية منذ تسلّم محمد بن سلمان السلطة، عبر تسميته ولياً للعهد، تقديم صورة منفتحة للغرب، مستغلة ورقة المرأة، والتي تعاني من تهميش حاد، وضع المملكة في أسفل سلم حقوق الإنسان دوليًا. فرفعت الحظر عن قيادة النساء للسيارات؛ لكن في مقابل ذلك، ضربت الأصوات الحقوقية والإعلامية التي عارضت سياسة بن سلمان المتهورة، كما شنّت حملة اعتقالات واسعة في صفوف مناصرات حقوق المرأة. ما دفع المراقبين إلى اعتبار أنّ "السعودية في ظل بن سلمان، تحاول تجميل صورتها من خلال رفع الحظر؛ وأنّ خطواتها الإصلاحية شكلية وإعلامية أكثر منها حقيقية".

وفي العام 1979، بدأت السعودية إغلاق دور السينما، وتقليص الحريات الاجتماعية، وفرض قيود متشددة على المرأة بينها ارتداء العباءة السوداء والحصول على موافقة الرجل في عدة مسائل مثل السفر والعمل، وبعض تلك القيود ما زال قائما.

وصدر في سبتمبر/أيلول 2017، أمر ملكي نص على إنهاء الحظر على قيادة المرأة للسيارة. والسعودية كانت البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارات. ورغم ذلك تحتجز السلطات السعودية منذ نحو شهرين، ناشطات ونشطاء بارزين في مجال حقوق المرأة، اتهمتهم وسائل الإعلام المحلية بـ"الخيانة" والعمل على تقويض الاستقرار، وهي تهم فضفاضة رائجة. واحتجزت السلطات في البداية 17 شخصا، ثم أفرجت عن عدد منهم، وعادت واعتقلت آخرين. 
دلالات
المساهمون