هل تعلم أن عبوات المياه والأكواب البلاستيكية قد تتسبّب بالأمراض السرطانيّة، في حال أسأنا استخدامها؟ هذا ما يؤكّده خبراء لبنانيون في الصحة والبيئة لـ "العربي الجديد"، خصوصاً في حال تعرّضها لدرجات حرارة مرتفعة أو في حال استخدمت مرات عدة. والتعرّف على العبوات الخطرة وتمييزها من تلك الآمنة، أمر ممكن من خلال بعض الأرقام.
من البديهي بالنسبة إلى المتخصص في الطب الداخلي الدكتور إيلي فرح، أن "يُسلط الضوء على أنواع البلاستيك التي نستخدمها يومياً وعدم وضع الأطعمة الساخنة في الأوعية التي تحمل مثلثات محذرة". يضيف لـ "العربي الجديد" أنه في حال كانت تلك المثلثات آمنة، فلا داعي للقلق بتاتاً".
ما هي المثلثات الآمنة وتلك غير الآمنة؟ يجيب فرح، وهو عضو في جمعية دعم الطب الوقائي أن "المنتجات البلاستيكية تحتوي على أكثر من 300 مادة كيميائية. هي تتغلغل في كل منزل وحتى خارج البيوت، من قبيل عبوات المياه والأكواب ورضاعات الأطفال وغيرها". يضيف أن "معظمها غير ضار، وللإشارة إلى ذلك تزوّد تلك المنتجات في أسفلها بمثلث في وسطه رقم أو حرف لا بدّ من الاطلاع عليه".
مثلثات وأرقام
ويشرح فرح أن "الأرقام تتراوح ما بين 1 و7. كلّ مثلث يضم الأرقام 1 أو 2 أو 4 أو 5، يشير إلى منتج آمن وغير مضرّ بالصحة حتى على المدى البعيد، خصوصاً الرقم 5 الذي يتحمّل درجات حرارة عالية أكثر من غيره". يضيف أن "المنتجات التي تحمل الأرقام 3 أو 6 أو 7 في المثلثات، ليست آمنة ويتطلّب استخدامها بعض الإرشادات. على سبيل المثال، يجب عدم تعريض أنواع البلاستيك هذه، لدرجات حرارة عالية. بالتالي لا بدّ من إبعادها عن حرارة المايكروويف، وعدم وضع مأكولات ساخنة فيها ولا حتى مشروبات كالشاي والحليب والقهوة وما شابه. إلى ذلك، يجب عدم تعريضها لأشعة الشمس أو تركها داخل السيارة لفترات طويلة. فذلك من شأنه أن يحلل بعض المواد المصنعة في السائل الموجود في الكوب أو العبوة، فتتحوّل تلك المواد سامة ويمتصها الجسم. ومع الوقت يتسبب ذلك في أمراض عديدة كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتجلّط الشرايين والسرطان".
ويشدّد فرح على أن "عبوة المياه البلاستيكية التي تحمل الرقم 1 في داخل مثلثاتها، صنعت للاستعمال لمرة واحدة فقط. لو كانت تصلح لإعادة الاستخدام مرات ومرات، لكانت صنعت من الزجاج". وينصح بعدم تكرار استخدامها تفادياً لانتشار الجراثيم والأمراض. ويؤكد على "الدور المهم لكلّ من وزارة الاقتصاد وجمعية حماية المستهلك، هنا. المطلوب هو تشكيل لجنة علمية لدرس المواد الكيمائية في الأكواب البلاستيك وما شابه".
اقرأ أيضاً: النفايات الإلكترونيّة تنشر سمومها
حذار من المنظفات المعقمة
إلى ذلك، يحذّر فرح من "غسل العبوات بمستحضرات تنظيف معقمة. لتلك تأثير سلبي عليها. وأبرز تلك المواد هي مادة تريكلوسان التي نجدها سواء في الصابون المعقم أو سائل التنظيف المعقم والمضاد للجراثيم". يضيف أن "تعرّض جسم الإنسان لهذه المادة وتراكمها في داخله، قد يؤديان إلى أمراض، منها السكري وتجلط الشرايين والسرطان".
من جهته، ينبّه الخبير البيئي الدكتور ولسون رزق من "حرق البلاستيك عشوائياً، إذ قد يؤدي ذلك إلى إنتاج مادة ديوكسين السامة التي قد تتسبّب بأمراض سرطانية". ويشدّد في حديث إلى "العربي الجديد" على "ضرورة عدم تعريض المواد البلاستيكية المستعملة لدرجات حرارة تتخطى 20 - 24 درجة مئوية. بالتالي يجب إبقاؤها بعيدة عن أشعة الشمس التي تؤدي إلى تحلل المواد الكيمائية ومن ثم التسبب بأمراض عدة كالسرطان. على سبيل المثال، يجب الانتباه إلى عدم وضع قناني المياه البلاستيكية لفترة طويلة تحت أشعة الشمس، إذ من شأن ذلك أن يرفع نسبة خطورتها على صحة المستهلك بعد إعادة استعمالها بفعل تحليل المواد الكميائية فيها".
انتبه من الفينيل الأبيض
في السياق نفسه، تنبّه العضو في جمعية حماية المستهلك ندى نعمة في اتصال مع "العربي الجديد"، إلى ضرورة عدم إعادة استخدام معظم المنتجات البلاستيكية عند تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة، خصوصاً تلك التي تحتوي مادة الفينيل الأبيض. هي الأخطر، إذ "تعرّض الإنسان للأمراض السرطانية". وتطالب "الدولة بسحبها من الأسواق الاستهلاكية وحظر إدخالها إلى البلاد".
اقرأ أيضاً: في بيوتنا لمبات سامة قاتلة