أصدرت محكمة نيوزيلندية، اليوم الخميس، حكماً بالسجن مدى الحياة دون إمكانية الاستفادة من إفراج مشروط على منفذ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا، وهو حكم غير مسبوق في البلاد.
واعترف برينتون تارانت، وهو أسترالي يبلغ من العمر 29 عاماً، بما مجموعه 51 تهمة قتل و40 تهمة شروع في القتل وتهمة واحدة بارتكاب عمل إرهابي خلال إطلاق النار عام 2019 على مسجدين في كرايستشيرش والذي بثه مباشرة على "فيسبوك".
وهذا أكثر حوادث إطلاق النار دموية في تاريخ نيوزيلندا.
وقال قاضي المحكمة العليا كاميرون ماندر في كرايستشيرش إن الحكم بمدة محددة لن يكون كافياً.
وأضاف لدى إصداره الحكم: "جرائمك تنضح بشر هائل لدرجة أنه حتى لو تم احتجازك حتى وفاتك فلن تستنفد متطلبات العقوبة والإدانة".
ومضى يقول "أنت، بحسب تقديري، خال من أي تعاطف مع ضحاياك".
Powerful words to Christchurch shooter!! pic.twitter.com/RbMGGGSytb
— Farid (@Farid_0v) August 26, 2020
وقال المدعون للمحكمة في وقت سابق، إن تارانت أراد بث الخوف في نفوس من وصفهم بـ "الغزاة" وأنه خطط بعناية للهجمات لإسقاط أكبر عدد من الضحايا.
وقال تارانت، وهو من دعاة "سيادة العرق الأبيض" ومثل نفسه أثناء محاكمته، من خلال محامٍ أمام المحكمة، اليوم الخميس، إنه لم يعارض طلب الادعاء بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط.
وسارعت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا آرديرن إلى الترحيب بالعقوبة الصادرة بحقّ تارانت، معتبرة أنّه يستحق قضاء حياته خلف القضبان "في صمت وتام ومطلق". وقالت آرديرن التي لفتت الأنظار في الداخل والخارج العام الماضي بالطريقة التي تعاملت فيها مع المجزرة وضحاياها إنّ "صدمة 15 مارس/آذار لا تعالج بسهولة، لكنّي آمل اليوم أن تكون هذه المرة الأخيرة التي نضطر فيها لسماع اسم الإرهابي أو نطقه". وأضافت "هو يستحقّ قضاء حياته بصمت تام ومطلق".
وشنّ برينتون تارانت العام الماضي، هجوماً مسلّحاً على مسجدين في مدينة كرايستشيرش، في مجزرة راح ضحيّتها 51 مصلّياً مسلماً. وتارانت أسترالي يميني متطرّف، يتبنّى نظرية تفوّق العرق الأبيض، واعترف في مارس/آذار بكل التّهم الموجّهة إليه.
وأثار الهجوم موجة حزن عارمة في أنحاء العالم، وعملية تدقيق مع فرض قواعد تنظيمية على المنصات الإلكترونية في أعقاب قيام المسلح البالغ من العمر آنذاك 28 عاماً ببث عملية إطلاق النار على المصلين مباشرة بعد إذاعة بيان على الإنترنت.