في البرنامج الوثائقي الأجنبي، أوضحت المرأة التي تعرضت للعنف الجسدي من قبل زوجها، ثمّ نجت من محاولة قتله لها، ووصلت إلى ما هي عليه، لأنّها سمحت لنفسها بتصديق سبب تعنيفه.
فبعد كل جولة من الكسور والكدمات التي يمارسها زوجها، تقرر الطلاق، ثمّ تتراجع أمام انهياره أمامها وإصراره على عشقه لها وأنّه لا يستطيع العيش من دونها، وأنّ تعنيفه خطأ كبير لن يعيد تكراره. إلاّ أنّه أعاد سبب خطئه، إلى استفزازها له.
زوج هذه المرأة ليس سوى مجرد نموذج عن شخصية نمطية لنوع من الأشخاص الذين لا يعترفون بخطئهم، إلاّ إذا وجدوا من يلومونه على ذلك، تماماً كمن يفشل في الدراسة وفي العمل وفي تحمل مسؤولية خياراته. فيقوم بلوم أهله لأنّهم تطلقوا، أو لأنهم لم يؤمنوا له التعليم المناسب، أو لأنهم كانوا مهتمين بإخوته أكثر من اهتمامهم به، أو، أو.. يخفّض من أهمية دوره في فشله الشخصي، حتى ولو تجاوز سن الخمسين.
أمّا التطرف في مثل هذه الحالات، فيظهر حين يكون الخطأ جريمة. كحين يلقي المغتصِب اللوم على ضحيته! فيبرّر جريمته بأنّ الضحية أغوته بشكلها أو لبسها أو تصرفاتها. يعرف أنّ ما ارتكبه جريمة، لكنّه لا يعترف بكامل مسؤوليته في ارتكابها، بل يجعل من الضحية شريكة في الجرم.
من هم هؤلاء الأشخاص القادرين على القيام بهذه الإسقاطات على الآخرين؟ ولماذا لا يتحملون مسؤولية أخطائهم؟ وأي تكتيك يستعملون؟ بحسب علم النفس، هم أشخاص نرجسيون. فصاحب الشخصية النرجسية يعرف الصواب من الخطأ تماماً، لكنّه يرفض مسّ صورته. لذا، في حال اكتشاف خطئه، فهو لا يتوانى عن إلقاء اللوم على مكتشف الخطأ أو على الضحية. وللقيام بذلك، فهو يلجأ إلى تكتيكات محددة، أهمها، الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع عن النفس وتبرير الخطأ.
النرجسي شخص ذكي، ويستعمل ذكاءه هذا للتلاعب في عقول الآخرين ومشاعرهم، وجعلهم يصدقون أنّهم سبب الخطأ الذي لم يقترفوه! ولإنجاح هكذا علاقة مرضية بين النرجسي وشركيه، عليه هو أن يتحول إلى سادي وأن يحول الشريك إلى مازوشي يتآكله الإحساس بالذنب عند كل مرة يحصل فيها الخطأ. فيبدأ المازوشي بالاعتقاد أنّه لو استطاع تأمين ظروف مناسبة للعلاقة لما حصلت المشاكل، وبأنه لم يعرف كيف يحب شريكه كما ينبغي، كي لا يضطره الوقوع في الخطأ. ومع استمرار القبول بكل أخطاء النرجسي وتبريراته لها، تتحول العلاقة إلى دائرة مغلقة.
المرأة العاملة والمستقلة والقوية التي جلست أمام الكاميرا في البرنامج الوثائقي لتحكي عن ذلها، كانت متفاجئة من نفسها ومن قدرتها على الاستسلام كل هذا الوقت لإحساس بالذنب، لا تبرير له. كانت كمثال الضفدع الذي يقفز من الماء الساخن إذا رمي فيه فجأة، لكنّه لا ينتبه لموته مسلوقاً، إذا تم تسخينه ببطء وهدوء.
قالت تلك المرأة أنّه لولا محاولة القتل الفاشلة والرصاصة التي اخترقت رأسها، لما نجت من الموت البطيء الذي كان ينتظرها.
إقرأ أيضاً: أربع نصائح لترويض الأنانية
فبعد كل جولة من الكسور والكدمات التي يمارسها زوجها، تقرر الطلاق، ثمّ تتراجع أمام انهياره أمامها وإصراره على عشقه لها وأنّه لا يستطيع العيش من دونها، وأنّ تعنيفه خطأ كبير لن يعيد تكراره. إلاّ أنّه أعاد سبب خطئه، إلى استفزازها له.
زوج هذه المرأة ليس سوى مجرد نموذج عن شخصية نمطية لنوع من الأشخاص الذين لا يعترفون بخطئهم، إلاّ إذا وجدوا من يلومونه على ذلك، تماماً كمن يفشل في الدراسة وفي العمل وفي تحمل مسؤولية خياراته. فيقوم بلوم أهله لأنّهم تطلقوا، أو لأنهم لم يؤمنوا له التعليم المناسب، أو لأنهم كانوا مهتمين بإخوته أكثر من اهتمامهم به، أو، أو.. يخفّض من أهمية دوره في فشله الشخصي، حتى ولو تجاوز سن الخمسين.
أمّا التطرف في مثل هذه الحالات، فيظهر حين يكون الخطأ جريمة. كحين يلقي المغتصِب اللوم على ضحيته! فيبرّر جريمته بأنّ الضحية أغوته بشكلها أو لبسها أو تصرفاتها. يعرف أنّ ما ارتكبه جريمة، لكنّه لا يعترف بكامل مسؤوليته في ارتكابها، بل يجعل من الضحية شريكة في الجرم.
من هم هؤلاء الأشخاص القادرين على القيام بهذه الإسقاطات على الآخرين؟ ولماذا لا يتحملون مسؤولية أخطائهم؟ وأي تكتيك يستعملون؟ بحسب علم النفس، هم أشخاص نرجسيون. فصاحب الشخصية النرجسية يعرف الصواب من الخطأ تماماً، لكنّه يرفض مسّ صورته. لذا، في حال اكتشاف خطئه، فهو لا يتوانى عن إلقاء اللوم على مكتشف الخطأ أو على الضحية. وللقيام بذلك، فهو يلجأ إلى تكتيكات محددة، أهمها، الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع عن النفس وتبرير الخطأ.
النرجسي شخص ذكي، ويستعمل ذكاءه هذا للتلاعب في عقول الآخرين ومشاعرهم، وجعلهم يصدقون أنّهم سبب الخطأ الذي لم يقترفوه! ولإنجاح هكذا علاقة مرضية بين النرجسي وشركيه، عليه هو أن يتحول إلى سادي وأن يحول الشريك إلى مازوشي يتآكله الإحساس بالذنب عند كل مرة يحصل فيها الخطأ. فيبدأ المازوشي بالاعتقاد أنّه لو استطاع تأمين ظروف مناسبة للعلاقة لما حصلت المشاكل، وبأنه لم يعرف كيف يحب شريكه كما ينبغي، كي لا يضطره الوقوع في الخطأ. ومع استمرار القبول بكل أخطاء النرجسي وتبريراته لها، تتحول العلاقة إلى دائرة مغلقة.
المرأة العاملة والمستقلة والقوية التي جلست أمام الكاميرا في البرنامج الوثائقي لتحكي عن ذلها، كانت متفاجئة من نفسها ومن قدرتها على الاستسلام كل هذا الوقت لإحساس بالذنب، لا تبرير له. كانت كمثال الضفدع الذي يقفز من الماء الساخن إذا رمي فيه فجأة، لكنّه لا ينتبه لموته مسلوقاً، إذا تم تسخينه ببطء وهدوء.
قالت تلك المرأة أنّه لولا محاولة القتل الفاشلة والرصاصة التي اخترقت رأسها، لما نجت من الموت البطيء الذي كان ينتظرها.
إقرأ أيضاً: أربع نصائح لترويض الأنانية