تقول سلام، وهي أم لطفلين، ومتزوجة من فرنسي، وتعيش في باريس منذ فترة طويلة: "إذا ما فكرنا في أسباب نجاح أو فشل كل زواج مهما كان شكله، سنجد الكثير من التباينات بين مختلف الحالات . يجب علينا النظر إلى كل حالة على حدة من ناحية ظروف التعارف وطرق التقارب والمكان، وتقبل ثقافاتنا المختلفة والاتفاق على طرق تربية الأولاد بشكل إيجابي يحترم تناقضاتنا الثقافية والدينية".
أما بالنسبة لفتحي، الذي يعيش منذ عشر سنوات في باريس، فله نظرة وتجربة أخرى بالزواج من أجنبية: "ما يمنعني عن التفكير بخوض هذه التجربة مرة أخرى هو الدين أولاً، وعقلية المرأة الأوروبية ثانياً، فهي مبنية على حريات واستقلالية لا تلبي حاجات الأسرة ".
وللقادمين الجدد من الشباب، الذين عبروا في مراكب الموت بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة، بعد الانقلاب الدموي المتصاعد على ثورات الربيع العربي وازدياد القمع والتطرف، آراء أخرى عن هذا الزواج، كما هو الحال عند محمد:
"يجب علينا أن ننسى ما تعلمناه عن أن كل الآخرين أشرار وهذا ما تعلمه الآخرون عنا أيضا. لكن تجربتي البسيطة في أوروبا غيرت كثيراً نظرتي للمستقبل، خصوصاً ارتباطي بمواطنة أوروبية وأنا بانتظار وصول أهلي لإتمام الزواج وبناء أسرة نموذجية".
إن اختلاف ثقافة المجتمعات والديانات والعادات واللغة قد يكون الحاجز الأول في اتخاذ قرار صعب كالزواج المختلط ، لكن قد يكون هذا التعدد إغناءً لهذه العلاقة وضمان استمراريتها بشكل سليم ، إذا ما اتفقنا على أن العالم أصبح قرية صغيرة، وأن مشاعر الحب والصدق والاحترام والثقة المتبادلة وتقبل الآخر هي صفات إنسانية مشتركة، وأساس لكل علاقة زوجية ناجحة. وقد يتحول هذا الحاجز إلى حافز إيجابي يضمن ديمومة هذا الزواج وهو ما ينعكس على المجتمع، ومستقبل الأبناء وتعدد ثقافاتهم ولغاتهم بشكل إيجابي.