الرياضة... أولاً وعاشراً

25 يوليو 2018
+ الخط -
ما زال هناك بعض الناس، وإلى اليوم، وعلى الرغم من الانفتاح الذي أصابهم في أفكارهم وفي رؤاهم، من خلال الانتشار المرعب والمهيب للشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعية المختلفة التي صارت رهن اهتمام الجميع، ولم تخلُ من أن تواكب الأحداث والوقوف عندها، وإبراز ما يمكن أن يفيد القارئ والمتابع سواء لجهة طالب العلم أو الرياضي، وعلى الرغم من هذه القفزة التي شهدها العالم، فإنه ما زال عالقا في أذهانهم أنَّ من يُمارس الرياضة لا بد أن الفشل سيكون هو نهاية مصيره، بلا أدنى شك!

فإذا كان طالباً مثلاً، فإنه لا بد سيتعثّر في دراسته، لذلك نرى فئة من الناس، وبصورةٍ خاصة، الآباء الذين يُعارضون ممارسة أبنائهم رياضةً ما بدعوى الخوف على مستقبلهم، وهذا ما ينطلي اليوم، وللأسف، على عددٍ غير محدود من أمثال هؤلاء بذرائع مختلفة، في الوقت الذي نجدُ فيه أنَّ من نجح في هذا المضمار هم من الطلاب المثقفين النجباء الذين نالوا أرفع المراتب العلمية، وكانت لهم بصمات واضحة في الملاعب الكروية، وغيرها من الألعاب الأخرى، فردية كانت أم جماعية، وسجلوا نتائج لافتة لا تزال، وإلى اليوم، تخلّد ذكراهم..


أضف إلى الدور الذي لعبه الرياضيون الذين يُمارسون أدواراً إدارية وفنية إلى جانب دورهم كلاعبين معروفين سبق أن شهدت عليهم الملاعب، والشارع الرياضي بالدور الكبير الذي لعبوه حتى استطاعوا اعتلاء منصات التتويج، وأن يحفروا أسماءهم، وبأحرف من ذهب، بنيلهم قصب السبق، في مختلف الألعاب الرياضية التي شاركوا فيها، وحققوا فيها إنجازات مذهلة تُرفع لها القبعة، وبرغم أنف الجميع. وإننا إذ نقدر للآباء هذا الشعور الأبوي، ونُعرهم بعض الشيء، لأن هناك نماذج من بين الذين يمارسون رياضة ما فشلت في أن تجمع بين النجاح في مجال الكرة والدراسة، وتناسى هؤلاء وأولئك، أنَّ الرياضة تعطي دافعاً قوياً لمن يُمارسها، وتدفع به نحو التفوق الدراسي، وسيأتي اليوم الذي يتبوَّأ فيه المنصب الذي يرغب.

وكما أنَّ هناك نماذج طيبة جمعت بين الخيرين وينبغي الاحتذاء بها، فإننا إذ نؤكد أن الدور الكبير الذي لعبته الرياضة بمسعاها العام، تركت منعطفا هنا ومرمى حصاة هناك، وقد تكون هناك حجر عثرة تقف في طريقهما في مكان آخر!

وتظل العبرة للطالب المجتهد الذي يعرفُ كيف يُوفّق بين ممارسته الرياضة، واللعبة التي يرغب بها، والدور المنوط به في الاهتمام بدراسته، وهي في نهاية المطاف، ما يمكن لها من أن تفضي إلى تحقيق مستقبل متفرّد، أضف إلى أنها سترفع من شأنه الاجتماعي، كل ذلك بالتوازي مع ممارسة اللعبة التي يشتهيها ويهواها، والأمثلة تطول في هذا المجال، وبصورةٍ خاصة في مجال ألعاب القوى والقوّة.

وهناك الكثير من الرياضيين الذين برزوا في الشأن الرياضي، ونجحوا في الوقت نفسه في إكمال دراستهم، واستطاعوا تجسيد طموحهم، وتحقيق رغبة آبائهم باختيارهم الفرع العلمي الذي يُحبّون، أضف إلى تجلي حلم رياضي كان يُرسمُ بالتوازي مع النجاح الدراسي، وما يعنيه بالنسبة إلى الغالبية من الرياضيين المتفوقين في دراستهم، وبالتالي، تمكنوا من نيل حلم وردي لطالما راود رغباتهم وأمنياتهم.

وتظل الرياضة المحفّز الأساس لأي نجاح وتفوق دراسي، وممارستها يعني أنها ستقودك إلى نيل الدرجات الدراسية العليا، لأنها تجسّد مقولة: "العقل السليم في الجسم السليم".

فالرياضة تأتي في سلم التراتبية من حيث الترفيه والانفتاح الحضاري والمتابعة غير العادية لها من قبل الغالبية من الناس، عامّة الناس، ويمكن تصنيفها بالمرتبة الأولى من حيث الاهتمام بها، ناهيك بالجماهيرية العريضة التي تمارسها وتتابع أنشطتها أولاً وثانياً، وحتى عاشراً.
6C73D0E8-31A0-485A-A043-A37542D775D9
عبد الكريم البليخ
صحافي من مواليد مدينة الرقّة السوريّة. حصل على شهادة جامعيَّة في كلية الحقوق من جامعة بيروت العربية. عمل في الصحافة الرياضية. واستمرّ كهاوي ومحترف في كتابة المواد التي تتعلق بالتراث والأدب والتحقيقات الصحفية.