قبل أن تستجيب الدنمارك في سبتمبر/أيلول الماضي، لطلب الولايات المتحدة الأميركيّة وتنضمّ إلى "التحالف" في وجه "الدولة الإسلاميّة" (داعش)، كانت كوبنهاجن قد انشغلت بقضيّة توجّه الشباب الدنماركيّين نحو التطرّف، وخصوصاً هؤلاء المتحدّرين من خلفيات إسلامّية وكذلك الذين أشهروا إسلامهم.
وقد أطلقت الحكومة مشاريع كثيرة، آملة في ردع بعض المراهقين من "الانسياق وراء الخطاب الديني المتطرّف"، بحسب ما صرّحت به وزيرة العدل الدنماركيّة السابقة كارن هيكروب. فالتعاون ما بين الوزارات، وخصوصاً وزارتَي الشؤون الاجتماعيّة والعدل، كان يهدف إلى تنسيق مبادرات بلديّة مع الشرطة المحليّة ومنظمات أهليّة وباحثين، لتشريح أسباب توجّه الشباب نحو التطرّف.
من مدينة آرهوس، انطلقت تلك المبادرات، بعدما سجّلت فيها الأعداد الأكبر ممن بات يُطلق عليهم حيناً "محاربو الشمال" وأحياناً أخرى "محاربو سورية". وقد أدّى التعاون بين شرطة شرق غوتلاند والمساجد المتهمة بدفع الشباب نحو هذا "التطرّف"، إلى "انخفاض في أعداد الشباب الذين سافروا إلى سورية أو الذين كانوا يتحمّسون لذلك"، بحسب ما تفيد مصادر بلديّة.
ومذ أصبح تنظيم "داعش" الشغل الشاغل للإعلام المحلي والأوروبي، وُضِعت قضيّة "محاربي الشمال ومحاربي سورية" تحت المجهر. وكانت وزيرة العدل هيكروب التي استقالت في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي، تتصدّر مشهد لجم هؤلاء الشباب بعواقب قانونيّة، بينما كان يُطلب من وزارة الشؤون الاجتماعيّة محاسبة أهالي هؤلاء الشباب إن سافروا إلى سورية أو بدر عنهم ما يشي بتطرّف.
وتجدر الإشارة إلى أن هيكروب كانت تستجيب أحياناً لدعوات اليمين، الذي لم تكن تعجبه حتى خطواتها في التهديد بالاعتقال وسحب جوازات السفر والإقامة الإجباريّة وعواقب قانونيّة أخرى كثيرة.
لكن ما جرى طرحه من تشدّد قانوني، لم يكن كافياً في نظر كثيرين. فالقصة ليست فقط في خرق قوانين، بل في حالات اجتماعيّة لا يشعر بها جلّ هؤلاء الشباب المولودين في البلد، بأنهم جزء من المجتمع. فالتقت جهود وزير الشؤون الاجتماعيّة مانو سارين مع تلك التي تبذلها وزارة العدل، وطُرِحت "مبادرة النقاط الاثنتَي عشرة" التي تركّز معظمها على تأهيل دراسيّ وعمليّ للشبيبة تحت سن الثامنة عشرة كنوع من العمل الوقائي بالتعاون مع السلطات المحليّة، بالإضافة إلى وضع حدّ لـ"التطرّف الإلكتروني" ولتنظيم هؤلاء الشباب للمشاركة في أعمال مسلحة في مناطق النزاع خارج الدنمارك.
وعمد الإعلام المحليّ إلى إبراز المخاطر الاجتماعيّة من جرّاء جنوح اليافعين نحو التطرّف، وانعكاساته على المجتمع الدنماركي. فعرضت القناة الأولى في التلفزة الدانماركيّة فيلماً وثائقياً بعنوان "محاربون من الشمال"، من إخراج نسيب فرح وسورن ستين يسبرسين. بدا الوثائقي الذي يركّز على قضيّة انضمام شبان دنماركيّين من أصول صوماليّة إلى "حركة الشباب" المصنّفة إرهابيّة هنا، كنوع من التوعية بمخاطر الانضمام إلى الحركة ومعاناة الأهل نتيجة ذلك.
من خلاله، يقوم المخرجان بمتابعة محاولات الأب أبو كارس إنقاذ حياة ابنه الشاب، والاقتراب أكثر من "الخيال"، وهو شاب ذو أصول صوماليّة تمّ تنظيمه في الدنمارك ليصبح مقاتلاً في صفوف تلك الحركة.
ويروي "الخيال" كيف يُستقطب الشباب للقيام بعمليات انتحاريّة، في حين يعود الفيلم إلى عام 2009 عندما فجّر أحد هؤلاء الانتحاريّين نفسه في مقديشو.
بعد جلسات عدّة مع هؤلاء الشباب الذين عادوا من سورية أو الصومال، وجد الطبيب النفسي بريبين بيترلسن قاسماً مشتركاً بينهم، وهو أن معظمهم عانى في طفولته ومراهقته كجيل ثانٍ من المهاجرين وارتكب أعمالاً جنائيّة صغيرة وواجه تعليقات سلبيّة من قبل المحيط.
وواجهت الوزيرة المستقيلة هيكروب في ندوة تلت عرض الفيلم، عاصفة من الانتقادات والأسئلة من قبل جمهور من 400 شاب. لم تكن كل تلك الأسئلة قانونيّة، بل تمحورت حول ما ذهب إليه عالم النفس بيترلسن في ما خصّ قبول أو رفض هؤلاء في المجتمع كجزء أساسي منه. وسألها بعضهم: هل حقاً ثمّة مساواة بين الناس، حين يُطلَب من شاب ببشرة سمراء أن يكون أبيض البشرة للتمكّن من دخول مقهى أو ملهى؟
وقد أطلقت الحكومة مشاريع كثيرة، آملة في ردع بعض المراهقين من "الانسياق وراء الخطاب الديني المتطرّف"، بحسب ما صرّحت به وزيرة العدل الدنماركيّة السابقة كارن هيكروب. فالتعاون ما بين الوزارات، وخصوصاً وزارتَي الشؤون الاجتماعيّة والعدل، كان يهدف إلى تنسيق مبادرات بلديّة مع الشرطة المحليّة ومنظمات أهليّة وباحثين، لتشريح أسباب توجّه الشباب نحو التطرّف.
من مدينة آرهوس، انطلقت تلك المبادرات، بعدما سجّلت فيها الأعداد الأكبر ممن بات يُطلق عليهم حيناً "محاربو الشمال" وأحياناً أخرى "محاربو سورية". وقد أدّى التعاون بين شرطة شرق غوتلاند والمساجد المتهمة بدفع الشباب نحو هذا "التطرّف"، إلى "انخفاض في أعداد الشباب الذين سافروا إلى سورية أو الذين كانوا يتحمّسون لذلك"، بحسب ما تفيد مصادر بلديّة.
ومذ أصبح تنظيم "داعش" الشغل الشاغل للإعلام المحلي والأوروبي، وُضِعت قضيّة "محاربي الشمال ومحاربي سورية" تحت المجهر. وكانت وزيرة العدل هيكروب التي استقالت في العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي، تتصدّر مشهد لجم هؤلاء الشباب بعواقب قانونيّة، بينما كان يُطلب من وزارة الشؤون الاجتماعيّة محاسبة أهالي هؤلاء الشباب إن سافروا إلى سورية أو بدر عنهم ما يشي بتطرّف.
وتجدر الإشارة إلى أن هيكروب كانت تستجيب أحياناً لدعوات اليمين، الذي لم تكن تعجبه حتى خطواتها في التهديد بالاعتقال وسحب جوازات السفر والإقامة الإجباريّة وعواقب قانونيّة أخرى كثيرة.
لكن ما جرى طرحه من تشدّد قانوني، لم يكن كافياً في نظر كثيرين. فالقصة ليست فقط في خرق قوانين، بل في حالات اجتماعيّة لا يشعر بها جلّ هؤلاء الشباب المولودين في البلد، بأنهم جزء من المجتمع. فالتقت جهود وزير الشؤون الاجتماعيّة مانو سارين مع تلك التي تبذلها وزارة العدل، وطُرِحت "مبادرة النقاط الاثنتَي عشرة" التي تركّز معظمها على تأهيل دراسيّ وعمليّ للشبيبة تحت سن الثامنة عشرة كنوع من العمل الوقائي بالتعاون مع السلطات المحليّة، بالإضافة إلى وضع حدّ لـ"التطرّف الإلكتروني" ولتنظيم هؤلاء الشباب للمشاركة في أعمال مسلحة في مناطق النزاع خارج الدنمارك.
وعمد الإعلام المحليّ إلى إبراز المخاطر الاجتماعيّة من جرّاء جنوح اليافعين نحو التطرّف، وانعكاساته على المجتمع الدنماركي. فعرضت القناة الأولى في التلفزة الدانماركيّة فيلماً وثائقياً بعنوان "محاربون من الشمال"، من إخراج نسيب فرح وسورن ستين يسبرسين. بدا الوثائقي الذي يركّز على قضيّة انضمام شبان دنماركيّين من أصول صوماليّة إلى "حركة الشباب" المصنّفة إرهابيّة هنا، كنوع من التوعية بمخاطر الانضمام إلى الحركة ومعاناة الأهل نتيجة ذلك.
من خلاله، يقوم المخرجان بمتابعة محاولات الأب أبو كارس إنقاذ حياة ابنه الشاب، والاقتراب أكثر من "الخيال"، وهو شاب ذو أصول صوماليّة تمّ تنظيمه في الدنمارك ليصبح مقاتلاً في صفوف تلك الحركة.
ويروي "الخيال" كيف يُستقطب الشباب للقيام بعمليات انتحاريّة، في حين يعود الفيلم إلى عام 2009 عندما فجّر أحد هؤلاء الانتحاريّين نفسه في مقديشو.
بعد جلسات عدّة مع هؤلاء الشباب الذين عادوا من سورية أو الصومال، وجد الطبيب النفسي بريبين بيترلسن قاسماً مشتركاً بينهم، وهو أن معظمهم عانى في طفولته ومراهقته كجيل ثانٍ من المهاجرين وارتكب أعمالاً جنائيّة صغيرة وواجه تعليقات سلبيّة من قبل المحيط.
وواجهت الوزيرة المستقيلة هيكروب في ندوة تلت عرض الفيلم، عاصفة من الانتقادات والأسئلة من قبل جمهور من 400 شاب. لم تكن كل تلك الأسئلة قانونيّة، بل تمحورت حول ما ذهب إليه عالم النفس بيترلسن في ما خصّ قبول أو رفض هؤلاء في المجتمع كجزء أساسي منه. وسألها بعضهم: هل حقاً ثمّة مساواة بين الناس، حين يُطلَب من شاب ببشرة سمراء أن يكون أبيض البشرة للتمكّن من دخول مقهى أو ملهى؟