الدراما اللبنانية... الاتجاه المعاكس

05 ابريل 2018
الممثلة اللبنانية إيميه صيّاح بطلة مسلسل "ثورة الفلاحين" (فيسبوك)
+ الخط -
ينشغل المنتجون حاليًا، في العالم العربي، "بتشطيب" عدد كبير من الأعمال الخاصة بموسم العرض الرمضاني، لكن المسألة في لبنان مختلفة. الورشة القائمة لا تُبشر بجديد على صعيد الدراما اللبنانية، التي تآخت مع الاتجاه المعاكس للنجاح، فلا هي تأخذ بالنّقد الذي تواجهه، ولا بتحسين عملها، والاستعانة بمحترفين، حتى أصبح إنتاج الأعمال الدرامية الموسمية كالسلسلة التي لا تعرف النهايات، أو يسعى صنّاعها لمسار تصحيحي يحد من فشلها، وتصبح مطلوبة للخارج.
لا جديد، في لبنان، هذا الموسم أيضاً. الاقتباس كان البطل الأوحد في الأعمال التلفزيونية التي عُرضت منذ عام تقريبًا، لكن المشكلة لم تقع هذه المرة على فكرة الاقتباس وحدها، كونها مجرد نقل لقصة أو سيناريو غربي إلى المحيط العربي، بل الطريقة التي يحاول فيها "المقتبسون" إعادة قولبتها، ووضعها في قالب لبناني، هزلي، غير مكتمل من ناحية العناصر التقنية، أو السيناريو، ولا حتى إدارة الممثل على "البلاتوه".
لم تأت الإنتاجات الدرامية التي نُفذت هذا الموسم بأي جديد. الضعف ظل النقطة الفاصلة في مجمل هذه الأعمال، وظهر واضحا هدف الكتّاب في التنافس أمام المنتجين، وفائدة الميزانيات الضعيفة وقلة الأجور، والتسويق التجاري، بعيداً عن النوعية من وراء مجموعة من القصص التي تحولت إلى مسلسلات درامية، وقيل إنها حققت أعلى نسبة مشاهدة على الشاشات اللبنانية.
باختصار، يلعب بعض الكتّاب اللبنانيين على عنصر العلاقات بينهم وبين المنتجين أو محطات التلفزة من أجل الخروج بمسلسل لبناني يُقال عنه إنه يمثل إضافة إلى الإنتاج اللبناني.

أكثر من 4 مسلسلات جديدة، عُرضت منذ عام تقريباً على الشاشات المحلية اللبنانية، امتازت بضعف واضح، "الحب الحقيقي"، قصة مقتبسة عن مسلسل مكسيكي، سقط في فخ الإخراج الضعيف، والذي لم يُمكّن أبطاله من تجاوز خطوط الضعف في الإخراج، رغم مقولة إنه حقق أعلى نسبة مشاهدة في لبنان.
أما في المسلسلات التي تُنتجها "مروى غروب" (المنتج مروان حداد)، فلا تظهر بحال أفضل من إنتاجات لبنانية أخرى. إذ تغاضت الشركة عن الحرفية. كما أن استعانة المنتج حداد بوجوه مواهب جديدة من الممثلات، يدفعنا للتساؤل عن المغزى من عدم الاستعانة بممثلات محترفات. ربما يكون الجواب بديهياً وهو ضعف أجرة الهاويات، أو اللواتي يردن الظهور. ويُثير إصرار المنتج مروان حداد على تقديم مزيد من الأعمال الدرامية الضعيفة، مجموعة من الأسئلة التي لا يُمكن الإجابة عنها، حتى من المنتج نفسه.
أخيراً يعرض مسلسل "البيت الأبيض" على محطة "الجديد" اللبنانية، (إنتاج مروان حداد)، المسلسل يُعاني من ربط واضح، إضافة إلى ظهور الممثلين في قالب "الهواة" فقط، هؤلاء حفظوا أدوارهم جيداً ووقفوا أمام الكاميرات من دون أي جهد فني أو انفعال يترتب على القصة، والموقف. فيجد المشاهد نفسه أمام مشكلة توازي النص الضعيف، تكمن في الممثل، الذي جاء بناء على الصداقة التي تربطه بالمنتج ليس إلّا.
دراما لبنانية في رمضان
يحاول بعض المنتجين اللبنانيين الاستفادة من "بازار" عرض الدراما في موسم رمضان. ينشغل هؤلاء بورشات تصوير لمسلسلات جديدة. المنتج مروان حداد يُصور حاليًا مسلسل "موت أميرة"، اختار هذه المرة المغنية شيراز التي لم تحصد شهرة واسعة منذ انطلاقتها عام 2011، وستلعب بطولة مسلسل لبناني بعنوان "موت أميرة" إلى جانب مجموعة من الممثلين اللبنانيين بعضهم "مخضرم"، مثل جورج شلهوب وألسي فرنيني. وعلى الضفة المقابلة، تحاول كارين رزق الله الانتهاء من مسلسل جديد لم يُكشف عن اسمه، بعد نجاحها في مواسم رمضان السابقة، وفق إحصاءات المحطات اللبنانية.
ومن المرجح أن يعرض مسلسل "ثورة الفلاحين" للكاتبة كلوديا مرشليان، إخراج فيليب أسمر، إنتاج شركة "إيغل فيلم" بعد أخذ ورد وخلافات، مدة تصويره استغرقت أكثر من سنة ونصف السنة، من ستين حلقة، لتُعرض الحلقات الثلاثين بعد انتهاء شهر رمضان في ما بعد.
دلالات
المساهمون