الخلطة الجزائرية واللعنة الكورية .. انتصار يستحق الفرحة

23 يونيو 2014
منتخب الجزائر أدخل الفرحة لقلوب ملايين العرب
+ الخط -

يقول المدرب الأسطوري بيل شانكلي: إن كرة القدم أمر أكبر من مجرد فوز أو هزيمة. يعتقد بعض أنها موت أو حياة. بينما يُجزم هو بأن الشغف أكبر من ذلك بمراحل. ويرد عليه الكاتب الأمريكي لويس جريزارد، مؤكدا بأن الحياة هي من تشبه كرة القدم وليس العكس، لذلك عليك أن تقوم بعرقلة مشاكلك، حجز خوفك، وتصل إلى أهدافك حينما تأتيك الفرصة. ومنتخبنا العربي الجزائري أمام كوريا أثبت هذه المقولات تماماً، بعد تقديمه عرضاً بطوليّاً ونجاحه في اقتناص أول ثلاث نقاط في المونديال العالمي.


خلطة حاليلوزيتش

تعلّم وحيد حاليلوزيتش، من الأخطاء السابقة، وتخلى عن الدفاع المميت وقرر الهجوم من البداية فنال ما يستحق وحقق فوزاً مهماً للعرب وللقارة الإفريقية. لعبت الجزائر بتكتيك متّنوع إلى حد كبير، الأصل في الخطة هو التمركز في أربعة خطوط داخل المستطيل الأخضر مع رسم أقرب إلى 4-1-4-1 بتواجد رباعي دفاعي صريح، ثم ميجاني كلاعب ارتكاز متأخر، أمامه أربع لاعبين دفعة واحدة: بن طالب، براهيمي، فيغولي، جابو. وفي المقدمة إسلام سليماني كرأس حربة صريح.

المرونة الجزائرية كان لها مفعول السحر، أمر رائع أن تمتلك مجموعة قادرة على التمركز في أكثر من مكان في الملعب، نبيل الارتكاز المتقدم يعود الى الخلف بجوار ميجاني ليصنع ثنائية محورية أمام براهيمي صانع اللعب في المركز رقم 10 في الملعب، بينما فيغولي وجابو على الأطراف، في تحول محوري إلى 4-2-3-1.

وفي حالات الضغط، يعود سليماني إلى المنتصف ويصعد جابو إلى الأمام قليلاً مع قلب براهيمي مركزه من العمق إلى الجناح، ليكون الفريق الكوري محاصراً بكمّاشة 4-4-1-1 القوية التي وضعت الممثل الآسيوي في موقف لا يُحسد عليه. إعصار هجومي جزائري، هدف أول مبكر، ثم استمرار ومواصلة، ثلاثة أهداف وعرض فني رفيع المقام.

كتيبة الظل

يمتاز الفريق الجزائري بوجود أسماء غير معروفة إعلامياً بالشكل الكافي لكنها تقدم حلولاً كبيرة لأي مدرب. يأتي ياسين براهيمي في المقدمة كمراوغ فتّاك، ولاعب يجيد التحرك بشدة في وبين الخطوط ما يُسبب إزعاجاً غير عادي لأي دفاع. براهيمي لا يكتفي فقط بصناعة الأهداف، بل يتحول الى دور رأس الحربة الثاني أو صانع اللعب الوهمي داخل مناطق الجزاء كما فعل بالهدف الرابع.

جابو أيضاً مفاجأة سارة للغاية، حيث أن سفيان فيغولي لاعب سريع وقوي على الخط لكنه لا يملك حلولاً فردية كبيرة، بينما عبد المؤمن هو الجناح المحوري الذي ينتقل بين الوسط والأطراف بمهارة، ويضيف بعداً آخر في المناطق المزودجة، أي اللعب في مركزين خلال المباراة نفسها، وكأنه اثنان في واحد.

سليماني أيضاً نموذج لرأس الحربة القديم، الذي يجيد الشد والجذب، وبارع في الاحتكاكات مع قدرة على اللعب خلف الدفاعات وداخل القنوات بين الأظهرة وقلوب الدفاع. الرهان على إسلام كان موّفقا بشدة، خصوصاً مع افتقاد الفريق الكوري للقوة البدنية في جميع خطوطه مما سهّل مهمة المهاجم الجزائري.


اللعنة الكورية

يضم منتخب كوريا مجموعة رائعة من اللاعبين، أصحاب المهارات الفنية والقدرات التقنية العالية، لكنهم يعانون بشدة أمام فرق أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، والسر في افتقادهم للحلول السحرية داخل مناطق الجزاء، ليس فقط في الحالة الهجومية بل في الدفاع أيضاً. كرات كثيرة تصل إلى الهجوم فتضيع، وفرص سهلة جداً يفشل الدفاع في التعامل معها، لذلك تحدث هزائم قاسيمة ويدخل مرمى الفريق أهداف عديدة.

حالة تُذكر بعض الشيء بوضعية برشلونة خلال مباراة الليجا المصيرية أمام أتليتكو مدريد، ربما الفريق الكاتلوني يضم أسماء عملاقة لكنه يعاني كثيراً في خط الدفاع، ومهما كانت قوتك الهجومية فإنت مُعّرض وبشدة لاستقبال أهداف سهلة، هكذا فعل جودين في الكامب نو، وحليش وجابو في البرازيل.

المساهمون