تسارعت وتيرة الكشف عن تفاصيل الخطة الأميركية الجديدة لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية"،(داعش)، في سورية خصوصاً، والمنطقة عموماً، بموجب ما أعلن عن خطوطه العريضة وزير الدفاع الأميركي، آشتون كارتر، قبل يومين.
الخطة تتضمن إرسال قوات خاصة ميدانية إلى سورية بصفة "مستشارين"، في ما يُشبه المصطلحات التي تستخدمها إيران وروسيا لتسمية جنودهما وضباطهما هناك، فضلاً عن مساعدات عسكرية واستخبارية كبيرة لكل من الأردن ولبنان، ونشر مقاتلات أميركية من طراز "إف 15" و"آي 10" في قاعدة إنجرليك التركية، لتكون قادرة على ضرب أهدافها سريعاً في سورية.
وفي حين أكد البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي بإمكانه نشر قوات خاصة في سورية، بموجب تفويض الكونغرس في العام 2001، إلا أنّه حاول التقليل من شأن الأنباء، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة قررت إرسال قوات بريّة إلى سورية لا تتجاوز الخمسين "مستشاراً".
وقال مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض للمراسلين الصحافيين، يوم الجمعة، إن عدد الجنود الموجودين حالياً في سورية "لا يتجاوز الخمسين فرداً من أفراد القوات الخاصة".
إلى ذلك، أوحت وزارة الدفاع (البنتاغون) بإيلاء الموضوع أهمية قصوى، إذ نقلت محطة "سي إن إن" الإخبارية، عن مسؤولين في الوزارة قولهم إنّ عناصر القوات الخاصة المُرتقب إرسالهم إلى سورية "لن يكونوا مُجرد مستشارين للمعارضة هناك، وإنّما سينخرطون في عمليات قتالية عندما تستدعي الحاجة إلى ذلك، كما سيتولون جمع المعلومات الاستخبارية الميدانية، التي قد تساعد على إيضاح الرؤية لصانع القرار في واشنطن".
فضلاً عن ذلك، سيتم إرسال المزيد من هؤلاء إلى الأرض السورية "في حال استدعت الحاجة"، وفق ما نقلته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
وذكرت المحطة الأميركية أنّ الجميع في واشنطن يدرك أن القوات الأميركية الخاصة ستعمل في الأراضي السورية وسط بيئة في غاية التعقيد، سياسياً وعسكرياً، وفي ظل وجود عدد كبير من اللاعبين المحليين والإقليميين والدوليين المتناقضة مصالحهم.
أمّا وكالة "رويترز"، فقد نقلت عن "مصدر كبير في الكونغرس"، أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، "قرر تعزيز المساعدات العسكرية للأردن ولبنان بما في ذلك المساعدات المخابراتية لتوسيع نطاق الضربات الجوية الأردنية ضد (داعش)".
وستشمل هذه الجزئية، من الخطة الأميركية الجديدة، "التعاون مع العراقيين في استعادة الرمادي"، وفق كلام المصدر نفسه، على قاعدة الاستراتيجية الأميركية التي اختصرها آشتون بالقول إن الأولوية هي لضرب "داعش" في عاصمتيه، الأنبار والرقة.
في غضون ذلك، اعتبر مدير الاستخبارات الأميركية، جيمس كلابر، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا يملك استراتيجية عسكرية على المدى الطويل في سورية، وأنّه "يرتجل" قراراته فيها يوماً بعد يوم. ونقلت وكالة "فرانس برس" تصريحات لكلابر، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية، قال فيها "أتساءل عما إذا كانت لديه (بوتين) استراتيجية طويلة الأمد، أو إذا كان يبني موقفه بناء على التطورات يوماً بيوم".
ولدى سؤاله عما إذا كان بوتين يمتلك خطة حيال سورية، أجاب كلابر: "لست متأكداً من أن لديه واحدة"، معتبراً أن بوتين "مندفع في قراراته وانتهازي".