الخروب.. المشروب الرمضاني الأول في غزة

غزة

محمد السوافيري

avata
محمد السوافيري
11 مايو 2020
C8656AB9-9A5C-418A-AA1A-D7CE613B021D
+ الخط -
يبدأ بائع الخروب الشاب عبد الرؤوف قلجة (23 عاماً) قبيل أذان العصر بتعبئة أول لتر من الخروب المثلج في أكياس من النايلون، على عربته، عند مفترق السرايا وسط مدينة غزة، استعداداً لتلبية طلبات زبائنه، الذين يتدافعون للشراء منه قبل حلول موعد الإفطار.

هذا المشهد يراقبه أهالي غزة بشكل يومي في نهار رمضان فقط على العربة الحديدية لبائع الخروب قلجة، فهذه المهنة التي ورثها عن أجداده يستمتع بالعمل فيها، خاصة مع حلول شهر رمضان الذي يوفر له رزقاً أوفر، يوازي عمل أشهر السنة بكاملها.

ويعد مفترق السرايا، أحد أبرز المفترقات الحيوية التي تشهد ازدحاماً كبيراً، خاصة في شهر رمضان، حيث تسمح السلطات للبائع قلجة بالبيع فيه فقط في شهر رمضان، لاعتماده على الخروب مصدر دخلٍ وحيداً.

وينحدر الشاب الفلسطيني من عائلة تعمل بكافة أفرادها في هذه المهنة منذ أكثر من 50 عاماً، كما يقول لـ"العربي الجديد".

وتتقن عائلته صنع الخروب الطبيعي وإعداده بشكل يدفع المواطنين إلى شرائه من على عربات أبناء عائلته المنتشرة في أكثر من مكان في مدينة غزة.



وتنتظر العائلة حلول شهر رمضان بفارغ الصبر، فهو موسم الرزق الأهم بالنسبة لهم، وفق قلجة، الذي يشير إلى أنّ إخوانه وأبناء أعمامه يعملون بمعظمهم في هذه المهنة منذ سنوات طويلة، مبيناً أنّهم يتخذون من بعض المواقف في مدينة غزة نقاطاً لبيع منتجاتهم.

ويهتم بائع الخروب بتقديم المشروب مثلجاً لزبائنه الذين ينتظرون حلول أذان العصر في رمضان لبدء التدفق على عربته لشراء الخروب الطبيعي.

ويعمل في قطاع غزة العديد من المصانع التي تختص بإنتاج المشروبات الصناعية، والتي تهتم أيضاً بصناعة الخروب المركز، ويتم من خلاله إضافة المصبغات والمواد المصنّعة عليه.

ورغم ارتفاع أسعار الخروب والسكر، إلا أنّ قلجة حافظ على أسعار تناسب الوضع الاقتصادي الصعب في مدينة غزة.

ويقول إن سعر لتر الخروب الواحد يساوي ثلاثة شواكل (الدولار 3.5 شيكل)، فيما يبيع اللترين بخمسة شواكل، مؤكّداً أنه يحافظ على هذا السعر منذ عهد جده ووالده منذ عقود.

ويوضح قلجة أنّ الخروب يروي العطش، نظراً لما يحويه من سكريات تساهم في تعويض ما يفقده الصائمون خلال نهار رمضان.

ورغم تنوع وانتشار أنواع عديدة من المشروبات الغازية والعصائر، إلا أنّ الفلسطينيين في قطاع غزة يقبلون على الخروب بوصفه أحد المشروبات الأساسية التي تزين موائدهم في شهر رمضان.

وتنتشر عربات بيع الخروب، سيما في شهر رمضان، على طول الأسواق التجارية في قطاع غزة، بالإضافة إلى المحلات المتخصصة في بيعه منذ عقود.

ويستمتع الزبائن بالشراء من العربات المنتشرة على مفارق الطرق، حيث ألواح الثلج المكسر، والندى وعاء الخروب الزجاجي يفتح شهية المواطنين للإقبال على الشراء.

المواطن محمد المغربي (29 عاماً) يقول لـ"العربي الجديد" إنّ أحد أهم طقوسه في رمضان هو شراء الخروب من تلك العربة على مفترق السرايا التي كان يرسله والده إليها منذ أن كان طفلاً صغيراً.

أما المواطن يونس أبو حليمة، فيتحفظ على شراء الخروب من العربات أو المحلات المتخصصة في بيعه، مع تفشي فيروس كورونا، ويوضح لـ"العربي الجديد" أنه يُفضل أن يشتري قرون الخروب ويعد مشروبه بيده في البيت.

ويُعرف الخروب بأنه مصدر للبروتينات والفيتامينات المهمة، ومضاد للحساسية والأكسدة، كما يحتوي على معادن، كالفسفور، والكالسيوم، ويعمل على مدّ جسم الإنسان بالألياف التي تحد من زيادة نسبة الكوليسترول في الدم.

دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

اضطرت عائلة في غزة مبتورة الأطراف إلى النزوح باتجاه مخيم النصيرات وسط قطاع غزة بعد تدمير منزلها في مدينة رفح (جنوب) رغم صعوبة الأوضاع والحركة
الصورة
ميديا بنجامين (حسابها على إكس)

سياسة

تروي ميديا بنجامين اليهودية الأميركية الأكثر شهرة في التضامن مع غزة حادثة قاسية حصلت معها وغيّرت مجرى حياتها لتصبح الناشطة الأبرز في معارضة الحروب.
الصورة
مخيم جباليا يعاني من دمار واسع، 1 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

أعلنت لجنة طوارئ البلديات، في شمال قطاع غزة، اليوم الأحد، أن منطقة جباليا وبلدة بيت حانون شمالي القطاع، أصبحتا "مناطق منكوبة"، نتيجة الحرب.
الصورة
أطفال ينتظرون في الطابور للحصول على طعام في دير البلح، 28 مايو 2024(الأناضول)

مجتمع

أطلقت أكثر من مئة منظمة مجتمع مدني ونقابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، نداء عاجلاً للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
المساهمون