تشهد الجزائر، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً بين شخصيات ليبية رفيعة المستوى، يُتوقع أن ينتهي إلى التأسيس لأرضية سياسية لحل الأزمة في ليبيا، تقوم على أساسها حكومة وحدة وطنية ومجلس رئاسي يدير مرحلة انتقالية، مع التركيز على وقف إطلاق النار بشكل كامل وسحب كل مظاهر التسلح من المدن الليبية. وأعلن رئيس حزب "التغيير" جمعة القماطي في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه سيشارك في اجتماع، اليوم، في الجزائر، دعماً للحوار وإنجاز المصالحة الوطنية وتجاوز الأزمة وتداعياتها الكبيرة والثقيلة على الشعب الليبي.
ووصلت 22 شخصية ليبية رفيعة بينهم قادة أحزاب سياسية إلى الجزائر للمشاركة في الاجتماع المقرر اليوم، بينهم رئيس حزب "العدالة والبناء" محمد صوان، رئيس حزب "الوطن" عبد الحكيم بلحاج، رئيس حزب "التغيير"، النائبان في برلمان طبرق علي التكبالي وعلي أبو زعكوك، ونائب رئيس المؤتمر الليبي العام سابقاً جمعة عتيقة، إضافة إلى مقرر لجنة الأمن القومي في المؤتمر الوطني العام خالد المشري.
اقرأ أيضاً: الحوار الليبي في المغرب: مهلة لتقديم مرشحي الحكومة
وفي السياق نفسه، كشف دبلوماسي ليبي في الجزائر لـ"العربي الجديد"، أن اجتماع الجزائر هو أول اجتماع تحضره شخصيات رفيعة بهذا المستوى، تُمثّل كافة الأطياف السياسية والرسمية في ليبيا، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع الذي ترعاه الأمم المتحدة، بالغ الأهمية وقد يشكّل انطلاقة حقيقية للحوار الليبي الليبي، ويؤسس مسارات جديدة لحلحلة سياسية وسلمية للأزمة والمأزق الليبي.
وذكر الدبلوماسي أن "اجتماع الجزائر سيناقش فكرة تشكيل مجلس رئاسي يتولى تزكية ومراقبة عمل حكومة الوحدة الوطنية التي سيتم الاتفاق على آليات تشكيلها، لتجنب مأزق أي من البرلمانين له الحق وصلاحية تزكية ومراقبة الحكومة".
ولفت الدبلوماسي الليبي إلى أن "فكرة المجلس الرئاسي تتوافق مع حكومة تكنوقراط، لا يكون فيها لمجلس النواب في طبرق ولا للمؤتمر الوطني العام في طرابلس، ولا لقيادات عملية الكرامة أو قيادات فجر ليبيا، دور في المرحلة الانتقالية".
وكان وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة، أكد في تصريح للصحافيين أن 15 شخصية ليبية ورؤساء أحزاب ومناضلين كبار معروفين على الساحة الليبية يشاركون في اجتماع الجزائر. وسبق اجتماع الجزائر استقبالها لأكثر من 200 شخصية بشكل سري في العاصمة الجزائر طوال الأشهر الأخيرة بطلب منهم.
وأعرب لعمامرة عن تفاؤله التام بشأن نجاح الحوار الليبي الشامل، آملاً أن يكون لقاء الجزائر "هبّة جماعية لأشقائنا وشقيقاتنا في ليبيا نحو اتفاق وإجماع وطني على تشكيل حكومة توافق وطني وحول اتفاقات أمنية تسمح للبلد بالتطور والمضي قدماً نحو الدستور وتنظيم انتخابات في كنف الهدوء والسكينة والأمن والاستقرار"، مشيراً إلى أنه "سيتم تحديد المراحل المقبلة بالنظر إلى نتائج هذا اللقاء".
وكانت الجزائر رفضت تقارير سياسية زعمت بأنها سعت إلى استدراج الحوار الليبي إليها من المغرب، وهذا ما أعاد وزير الخارجية الجزائري الإشارة إليه، قائلاً إن "اختيار الجزائر لاجتماع الثلاثاء جاء بقرار من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل)".