دخلت الحملة المفتعلة ضد قطر شهرها الثاني في الوقت الذي بدت فيه دول الحصار، ممثلة بالسعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، والتي اجتمع وزراء خارجيتها، أمس الأربعاء، في القاهرة على مدى ساعات عدة، مربكة أكثر من أي وقت مضى، بعدما فشلت حملتها المستمرة ضد قطر، وما حملته من خطوات تصعيدية على مدى أسابيع، في إقناع المجتمع الدولي بصوابيتها، وهو ما انعكس في مضمون البيان الذي تلاه وزير الخارجية المصري سامح شكري، والذي خلا من أي خطوات تصعيدية، على الأقل في الفترة الراهنة، لكنه حاول في المقابل تبرير "قائمة الإملاءات" التي طالبت دول الحصار قطر بالالتزام بها، في موازاة الإعراب عن "الأسف للرد القطري السلبي (على قائمة الإملاءات)"، ووصفه بأنه "يفتقر إلى أي مضمون ولا يضع أي أساس لتراجع قطر".
وفيما عبّر شكري عن الأمل في "أن تتغلب الحكمة وتتخذ قطر القرار الصائب"، لم يمنع ذلك وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من التلويح بإمكانية اتخاذ "خطوات إضافية ضد قطر في الوقت المناسب وسيتم الإعلان عن ذلك"، في إشارة واضحة إلى أن الأزمة لا تزال مفتوحة على احتمالات، بعدما اصطدمت مساعي دول الحصار في التحريض على قطر بمواقف دولية حاسمة، لجهة رفض الحملة، في ظل افتقارها لأي دليل، والقناعة الغربية بكونها محاولة للهيمنة على القرار القطري.
وهو ما انعكس في سلسلة مواقف دولية، كان أحدثها أمس موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي أجراه معه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالتزامن مع انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر.
وأوضح البيت الأبيض أن ترامب ناقش مع السيسي أزمة قطر ودعا إلى التفاوض على نحو بنّاء لحل النزاع، وأكد مجدداً على ضرورة أن تلتزم جميع الدول بالتزاماتها في قمة الرياض لوقف تمويل الإرهاب والحد من الأيديولوجية المتطرفة.
إرباك دول الحصار
وبعد اجتماع امتد لساعات بين وزراء خارجية دول الحصار، والمؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، وبدا أنه تأجل أكثر من مرة، أطل وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى جانب نظرائه السعودي عادل الجبير، والبحريني خالد بن أحمد آل خليفة، والإماراتي عبد الله بن زايد، قبل أن يتلو شكري بياناً ظهر فيه الحرص على اعتماد نبرة هادئة، على عكس الأيام الماضية، فيما كان لافتاً استخدام كثير من المصطلحات التي تحاول الإيحاء بأن الأزمة والإجراءات التصعيدية التي اتخذتها دول الحصار تتماشى مع القانون الدولي، لكنها شكّلت إقراراً ضمنياً بفشل الحملة على قطر.
وأكد شكري أنه جرى عقد جلسة مشاورات مغلقة بين الوزراء وأخرى مفتوحة مع الوفود تم خلالها تناول مستجدات الأزمة مع قطر والتعامل مع المتغيّرات المرتبطة بالأزمة. وأشار إلى أن اللقاء "تزامن مع تلقي الرد من قبل دولة قطر على ما طرح من مشاغل من قبل الدول الأربع"، مشدداً على أن البيان الصادر عن الاجتماع، والذي تلاه، لا يعد جواباً على الرد القطري المتعلق بقائمة الإملاءات.
وتطرق شكري إلى جملة من المبادئ التي قال إن على قطر الاستجابة لها، وتتضمن "الالتزام بمكافحة الإرهاب وتمويله وكافة صوره، وإيقاف خطاب التحريض والحضّ على العنف، والالتزام الكامل بإعلان الرياض والاتفاق التكميلي، والالتزام بكافة مخرجات القمة الإسلامية الأميركية الخليجية، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول، والامتناع عن دعم الكيانات الخارجة عن القانون التي تشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
وفي محاولة للحد من الانتقادات الموجهة إلى دول الحصار، بسبب مخالفة الإجراءات المتخذة ضد الدوحة للقانون الدولي، قال شكري إن "التدابير المتخذة والمستمرة من قبل الدول تأتي نتيجة مخالفة قطر للقانون الدولي والتدخل في شؤون الدول ودعم الإرهاب وتهديد أمن المنطقة".
وفيما لم يغفل شكري تقديم الشكر لمساعي الكويت وأميرها لجهودها لحل الأزمة مع قطر، قال وزير الخارجية السعودي إن مقاطعة الدول العربية الأربع لدولة قطر ستستمر إلى أن تعدّل الدوحة سياستها إلى الأفضل، فيما أقرّ وزير الخارجية البحريني بأن قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر من المجلس وحده.
تفنيد الافتراءات
في موازاة ذلك، شكّل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع عدد من الباحثين والمهتمين، في مركز تشاتام هاوس البحثي، في لندن، أمس الأربعاء، فرصة إضافية لإعادة تفنيد جملة الافتراءات تجاه الدوحة، فضلاً عن إعادة التأكيد على ثوابت قطر في ما يتعلق بمعالجة الأزمة المفتعلة ضدها، بعد أن كانت دول الحصار قد قدمت في 22 يونيو/ حزيران الماضي، عبر الكويت، إلى قطر، قائمة تضم 13 "مطلباً" رأت فيها الدوحة إملاءات، فيما سلمت قطر ردها إلى الكويت يوم الإثنين الماضي، قبل أن تسلمه الكويت إلى السعودية يوم الثلاثاء، من خلال اللقاء الذي جمع وزير الدولة الكويتي الشيخ محمد العبدالله الصباح بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وقال وزير الخارجية القطري، خلال اللقاء، "لا ندري ما سيخرج عن اجتماع دول الحصار في القاهرة ونحن قمنا بدورنا عندما قدّمنا الردّ على المطالب المؤذية، والكرة في ملعبهم"، معتبراً أنه "أياً كانت الإجراءات الأخرى التي ستأخذها دول عربية ضد قطر يجب أن تلتزم بالقانون الدولي". وفيما أكد أن "إغلاق المعابر والأجواء حصار فعلي وليس مقاطعة"، لفت إلى أن أصل المشكلة الخليجية غير مرتبط بالإرهاب، وإنما بتكميم أفواه الصوت الآخر، ومحاولة إظهار كل الأصوات المخالفة على أنها إرهابية". وفيما بيّن أن "الادعاءات بأن دولة قطر تدعم الإرهاب ترمي إلى خلق شعور مضاد للدوحة"، اعتبر وزير الخارجية القطري أنّ الكرة الآن بملعب دول الحصار، بعدما ردّت قطر على المطالب "المؤذية".
وبينما أكد ترحيب الدوحة بأي "جهود جدية لحل خلافاتنا مع جيراننا" أكد عدم القبول بـ"التدخل في شؤوننا". وأضاف "نحن نؤمن أن هذه الحملة مدفوعة برمتها من السعودية والإمارات". وأشار إلى أنّ البلدين "استخدما فبركة تصريحات أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) لضرب حصار الخامس من يونيو/ حزيران".
وأكد الوزير القطري أن "مطالب دول الحصار لم تكن محقة على الإطلاق، وخلال قمة الرياض الأخيرة لم تقدم لنا دول الحصار أية مطالب"، مشدداً على أن "استقلالية قطر الخارجية عنصر مهم في الخلاف".
من جهة ثانية، أكّد الوزير القطري على محاربة "التطرف العنيف"، مؤكّداً أنه "يمثل تهديداً لجميع البشرية". وأوضح مجدّداً جهود قطر في هذا الإطار، قائلاً "تصدينا إلى الإرهاب بقوة ومررنا قوانين حازمة لحظر تمويل الجماعات الإرهابية".
وفي إطار نفي المزاعم التي تسوقها دول الحصار في حملتها ضدّ قطر، أكّد وزير الخارجية القطري أنه "لا وجود لأي عناصر من الحرس الثوري الإيراني في قطر". وأَضاف متهكماً "يمكنكم زيارة الدوحة وسترون بأم أعينكم أعداد الحرس الثوري. لا يوجد حرس ثوري إيراني في قطر". وفي ما يتعلق بإيران، أكّد أنها دولة جارة، ولا يمكننا أن نقطع قطر وننقلها إلى نيوزيلندا. ولفت إلى أن قطر دائماً تطالب بالحوار وبالعلاقات البناءة الإيجابية مع إيران ومع دول أخرى. وذكّر بالعلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط إيران بدول مجلس التعاون، تحديداً الإمارات.
كذلك شدد وزير الخارجية القطري على أن قطر لم تقوّض أمن مجلس التعاون الخليجي. ورداً على سؤال حول تأثير الأزمة على مجلس التعاون، أوضح أنه "إذا لم يكن لدينا حوار لائق يصل بنا إلى حل مستدام، يحترم سيادة قطر، ويضمن حلولاً قائمة على المساواة، فإن الأمر سيكون سابقة ويمهد لمشاكل ضمن إقليمنا". ولفت إلى أنه بغض النظر عن العقد الاجتماعي بين دول الخليج الذي يتكشف يجب أن تكون هناك مبادئ لاحترام سيادة الدول.
وأكد وزير الخارجية على نجاح الدوحة في التصدي للحصار. ولفت إلى أن قطر طوّرت، على مدى الأسابيع الماضية، بدائل مختلفة للتغلب على الحصار، مؤكداً أنها ستسمر في ذلك لكي نتأكد من وجود سلسلة الإمداد اللازمة. ولفت إلى أنه "على الأمد القصير، طبعاً ثمة تكلفة إضافية سنتكبدها، لكن في الأمد المتوسط هذا الحل سوف يكون مستداماً". وأضاف "سواء بقي الحصار أو رفع الحصار، يجب أن نعتمد على أنفسنا".
وفي ما يتعلق بمطلب إغلاق القاعدة التركية في قطر، أكد أنه لا مبرر لاعتراض الدول الأخرى على الوجود العسكري التركي في قطر. كما لفت إلى أن سياسة الولايات المتحدة لن تتغيّر تجاه قطر.
في غضون ذلك، حضرت الأزمة المفتعلة ضد الدوحة في اللقاء الذي جمع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمس الأربعاء، بوزير الخارجية الألماني، سيغمار غابريل والوفد المرافق له. وكان وزير الخارجية الألماني قد بدأ جولة خليجية الإثنين الماضي بالسعودية وانتقل منها إلى الإمارات ثم إلى قطر الثلاثاء، ليختمها بالكويت أمس.
بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، خلال اللقاء الذي جمعه بنائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، في لندن، على "دعم بلاده الكامل للدور الكبير الذي تقوم به دولة الكويت في رأب الصدع في العلاقات الخليجية".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي، في ختام محادثاته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن روسيا وجامعة الدول العربية تتفقان في ضرورة تسوية أزمة قطع العلاقات مع قطر عبر الحوار. وأضاف لافروف "نعتبر أنه من المهم العمل على إزالة المخاوف القائمة بروح الاحترام المتبادل من أجل التنمية المستدامة بجميع دول المنطقة. نأمل أن تساعد مكانة جامعة الدول العربية في ذلك".
اقــرأ أيضاً
وفيما عبّر شكري عن الأمل في "أن تتغلب الحكمة وتتخذ قطر القرار الصائب"، لم يمنع ذلك وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، من التلويح بإمكانية اتخاذ "خطوات إضافية ضد قطر في الوقت المناسب وسيتم الإعلان عن ذلك"، في إشارة واضحة إلى أن الأزمة لا تزال مفتوحة على احتمالات، بعدما اصطدمت مساعي دول الحصار في التحريض على قطر بمواقف دولية حاسمة، لجهة رفض الحملة، في ظل افتقارها لأي دليل، والقناعة الغربية بكونها محاولة للهيمنة على القرار القطري.
وهو ما انعكس في سلسلة مواقف دولية، كان أحدثها أمس موقف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال اتصال هاتفي أجراه معه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالتزامن مع انعقاد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع المقاطعة لقطر.
وأوضح البيت الأبيض أن ترامب ناقش مع السيسي أزمة قطر ودعا إلى التفاوض على نحو بنّاء لحل النزاع، وأكد مجدداً على ضرورة أن تلتزم جميع الدول بالتزاماتها في قمة الرياض لوقف تمويل الإرهاب والحد من الأيديولوجية المتطرفة.
إرباك دول الحصار
وبعد اجتماع امتد لساعات بين وزراء خارجية دول الحصار، والمؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، وبدا أنه تأجل أكثر من مرة، أطل وزير الخارجية المصري سامح شكري، إلى جانب نظرائه السعودي عادل الجبير، والبحريني خالد بن أحمد آل خليفة، والإماراتي عبد الله بن زايد، قبل أن يتلو شكري بياناً ظهر فيه الحرص على اعتماد نبرة هادئة، على عكس الأيام الماضية، فيما كان لافتاً استخدام كثير من المصطلحات التي تحاول الإيحاء بأن الأزمة والإجراءات التصعيدية التي اتخذتها دول الحصار تتماشى مع القانون الدولي، لكنها شكّلت إقراراً ضمنياً بفشل الحملة على قطر.
وتطرق شكري إلى جملة من المبادئ التي قال إن على قطر الاستجابة لها، وتتضمن "الالتزام بمكافحة الإرهاب وتمويله وكافة صوره، وإيقاف خطاب التحريض والحضّ على العنف، والالتزام الكامل بإعلان الرياض والاتفاق التكميلي، والالتزام بكافة مخرجات القمة الإسلامية الأميركية الخليجية، والامتناع عن التدخل في شؤون الدول، والامتناع عن دعم الكيانات الخارجة عن القانون التي تشكّل تهديداً للسلم والأمن الدوليين".
وفي محاولة للحد من الانتقادات الموجهة إلى دول الحصار، بسبب مخالفة الإجراءات المتخذة ضد الدوحة للقانون الدولي، قال شكري إن "التدابير المتخذة والمستمرة من قبل الدول تأتي نتيجة مخالفة قطر للقانون الدولي والتدخل في شؤون الدول ودعم الإرهاب وتهديد أمن المنطقة".
وفيما لم يغفل شكري تقديم الشكر لمساعي الكويت وأميرها لجهودها لحل الأزمة مع قطر، قال وزير الخارجية السعودي إن مقاطعة الدول العربية الأربع لدولة قطر ستستمر إلى أن تعدّل الدوحة سياستها إلى الأفضل، فيما أقرّ وزير الخارجية البحريني بأن قرار تعليق عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي سيصدر من المجلس وحده.
تفنيد الافتراءات
في موازاة ذلك، شكّل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع عدد من الباحثين والمهتمين، في مركز تشاتام هاوس البحثي، في لندن، أمس الأربعاء، فرصة إضافية لإعادة تفنيد جملة الافتراءات تجاه الدوحة، فضلاً عن إعادة التأكيد على ثوابت قطر في ما يتعلق بمعالجة الأزمة المفتعلة ضدها، بعد أن كانت دول الحصار قد قدمت في 22 يونيو/ حزيران الماضي، عبر الكويت، إلى قطر، قائمة تضم 13 "مطلباً" رأت فيها الدوحة إملاءات، فيما سلمت قطر ردها إلى الكويت يوم الإثنين الماضي، قبل أن تسلمه الكويت إلى السعودية يوم الثلاثاء، من خلال اللقاء الذي جمع وزير الدولة الكويتي الشيخ محمد العبدالله الصباح بوزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
وبينما أكد ترحيب الدوحة بأي "جهود جدية لحل خلافاتنا مع جيراننا" أكد عدم القبول بـ"التدخل في شؤوننا". وأضاف "نحن نؤمن أن هذه الحملة مدفوعة برمتها من السعودية والإمارات". وأشار إلى أنّ البلدين "استخدما فبركة تصريحات أمير قطر (الشيخ تميم بن حمد آل ثاني) لضرب حصار الخامس من يونيو/ حزيران".
وأكد الوزير القطري أن "مطالب دول الحصار لم تكن محقة على الإطلاق، وخلال قمة الرياض الأخيرة لم تقدم لنا دول الحصار أية مطالب"، مشدداً على أن "استقلالية قطر الخارجية عنصر مهم في الخلاف".
من جهة ثانية، أكّد الوزير القطري على محاربة "التطرف العنيف"، مؤكّداً أنه "يمثل تهديداً لجميع البشرية". وأوضح مجدّداً جهود قطر في هذا الإطار، قائلاً "تصدينا إلى الإرهاب بقوة ومررنا قوانين حازمة لحظر تمويل الجماعات الإرهابية".
وفي إطار نفي المزاعم التي تسوقها دول الحصار في حملتها ضدّ قطر، أكّد وزير الخارجية القطري أنه "لا وجود لأي عناصر من الحرس الثوري الإيراني في قطر". وأَضاف متهكماً "يمكنكم زيارة الدوحة وسترون بأم أعينكم أعداد الحرس الثوري. لا يوجد حرس ثوري إيراني في قطر". وفي ما يتعلق بإيران، أكّد أنها دولة جارة، ولا يمكننا أن نقطع قطر وننقلها إلى نيوزيلندا. ولفت إلى أن قطر دائماً تطالب بالحوار وبالعلاقات البناءة الإيجابية مع إيران ومع دول أخرى. وذكّر بالعلاقات التجارية والاقتصادية التي تربط إيران بدول مجلس التعاون، تحديداً الإمارات.
كذلك شدد وزير الخارجية القطري على أن قطر لم تقوّض أمن مجلس التعاون الخليجي. ورداً على سؤال حول تأثير الأزمة على مجلس التعاون، أوضح أنه "إذا لم يكن لدينا حوار لائق يصل بنا إلى حل مستدام، يحترم سيادة قطر، ويضمن حلولاً قائمة على المساواة، فإن الأمر سيكون سابقة ويمهد لمشاكل ضمن إقليمنا". ولفت إلى أنه بغض النظر عن العقد الاجتماعي بين دول الخليج الذي يتكشف يجب أن تكون هناك مبادئ لاحترام سيادة الدول.
وفي ما يتعلق بمطلب إغلاق القاعدة التركية في قطر، أكد أنه لا مبرر لاعتراض الدول الأخرى على الوجود العسكري التركي في قطر. كما لفت إلى أن سياسة الولايات المتحدة لن تتغيّر تجاه قطر.
في غضون ذلك، حضرت الأزمة المفتعلة ضد الدوحة في اللقاء الذي جمع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمس الأربعاء، بوزير الخارجية الألماني، سيغمار غابريل والوفد المرافق له. وكان وزير الخارجية الألماني قد بدأ جولة خليجية الإثنين الماضي بالسعودية وانتقل منها إلى الإمارات ثم إلى قطر الثلاثاء، ليختمها بالكويت أمس.
بدوره، أكد وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، خلال اللقاء الذي جمعه بنائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجارالله، في لندن، على "دعم بلاده الكامل للدور الكبير الذي تقوم به دولة الكويت في رأب الصدع في العلاقات الخليجية".
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، في مؤتمر صحافي، في ختام محادثاته مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن روسيا وجامعة الدول العربية تتفقان في ضرورة تسوية أزمة قطع العلاقات مع قطر عبر الحوار. وأضاف لافروف "نعتبر أنه من المهم العمل على إزالة المخاوف القائمة بروح الاحترام المتبادل من أجل التنمية المستدامة بجميع دول المنطقة. نأمل أن تساعد مكانة جامعة الدول العربية في ذلك".