وتطرق الحريري، في تصريح مُقتضب من السراي الحكومي بعد لقاء رئيس الحكومة تمام سلام، إلى ملف رئاسة الجمهورية، مُعلناً استعداده لمد اليد للجميع، غير أنه لفت بالوقت نفسه، إلى أنه "لن أزور أياً من المرشحين للرئاسة، ومن أراد زيارتي فأهلاً وسهلاً".
وعقب التصريح المُقتضب، انتقل موكب الحريري إلى مقر حزب "الكتائب اللبنانية" للقاء رئيس الحزب، النائب سامي الجميل، وذلك بعد لقاءات جمعته بالسفيرين السعودي، علي عوض عسيري، والفرنسي، إيمانويل بون.
ومن مقر "الكتائب"، أكّد الحريري أن "التزامنا برئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية واضح، ونحن ضمن هذه اللعبة الديمقراطية، ويجب أن نمارسها ولا يمكن إجبارنا على أن يكون هناك مرشح واحد مع احترامنا للعماد ميشال عون".
وفي كلمته رفض الجميل النزول إلى مجلس النواب، وقال "نحن على علم بنتيجة الانتخابات فحينها تصبح ديكتاتورية وليس ديمقراطية، فالدستور يقول إن الانتخاب يتم بالاقتراع السري"، مشيراً إلى أنه "علينا الالتزام بالنزول إلى المجلس وتحمل نتائج الانتخابات".
أمّا السفير السعودي فاعتبر بعد لقاء الحريري، أن الكلمة التي ألقاها بالأمس "تشكل خطوة أولى في مسيرة حوار ومصارحة تفضي إلى التوصل إلى التوصل إلى الحلول المطلوبة، وأن تتم ملاقاته من كافة القوى السياسية بروح منفتحة تسهم في إطلاق دينامية جديدة تنهي الشغور الرئاسي وتطلق عجلة الاقتصاد اللبناني وتحصن لبنان من الاخطار الاقليمية المحيطة به".
جنبلاط يدعم
بدوره دعا رئيس "اللقاء الديموقراطي"، النائب وليد جنبلاط، إلى "التوجه إلى المجلس النيابي للتصويت لرئيس، ونحن لدينا ثلاثة مرشحين، وسعد الحريري كان واضحاً بالأمس ونحن ندعمه".
صمت داخل "المستقبل"
ومع عودة الحريري إلى لبنان تقلص حديث دائرة النواب المُقربين منه، داخل كتلة "المستقبل" إلى الحدود الدنيا. وأكد أحد نواب "المُستقبل"، لـ"العربي الجديد"، أن الحريري "سيتحدث بنفسه في كل الملفات السياسية"، بعد فترة طويلة من اقتصار إطلالة الحريري الإعلامية على بيانات مباشرة أصدرها باسمه وأخرى غير مباشرة تولى فيها نواب كتلة "المُستقبل" نقل مواقفه فيها، إلى جانب "التغريدات"، التي عبّر فيها الحريري عن مواقفه، وأحدثت مشكلة سوء تواصل مع جمهوره أولاً ومع جمهور حزب "القوات" لاحقاً.
إلى ذلك، لم يمر خطاب الحريري، في ذكرى اغتيال والده أمس، دون الحاجة لتوضيح بعض مفرداته، خصوصاً في ملف العلاقة بين "المستقبل" و"حزب القوات اللبنانية"، والدعابة التي وجهها الحريري إلى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات"، سمير جعجع، بشأن المصالحة بين القوات و"التيار الوطني الحر" (بزعامة النائب ميشال عون).
فأتبع الحريري النفي الذي أصدرته الأمانة العامة لتيار "المستقبل" تعقيباً على "بعض الاستنتاجات التي وردت في وسائل الإعلام عن تحميل القوات اللبنانية مسؤولية تأخير المصالحة المسيحية، وهي عبارة قصد فيها الحريري "التعبير، بكل محبة وأمانة، عن تمنيات الرئيس بحصولها منذ سنين"، بنفي ثانٍ أطلقه من السراي.
وقال الحريري، إن كلامه بالأمس "لم يكن موجهاً ضد جعجع". وهو ما ترجمته مصادر في حزب "القوات"، لـ"العربي الجديد"، بالتأكيد على "عمق ومتانة العلاقة مع الرئيس الحريري".
اقرأ أيضاً: الحريري بذكرى اغتيال والده: لبنان لن يكون ولاية إيرانية