ارتفعت خسائر الاقتصاد السوري خلال عامين بنحو 150 مليار دولار، إذ قدّر المركز السوري لبحوث السياسات (مستقل) إجمالي الخسائر خلال تسع سنوات من الحرب، بنحو 530 مليار دولار، منها أكثر من 65 ملياراً جراء تضرر 40 في المائة من البنية التحتية.
ورفع التقرير الذي أصدره المركز السوري، من نسبة الفقر في البلاد التي حددتها مؤسسة "World by map" خلال دراستها السنوية حول الفقر في دول العالم، من 82% إلى 86%، مقدّراً عدد النازحين واللاجئين بنحو 13 مليوناً من أصل عدد السكان البالغ 22 مليوناً.
وكان المركز السوري ذاته، ومقره العاصمة اللبنانية بيروت، قد قدّر نهاية عام 2017، الخسائر الإجمالية في الاقتصاد السوري بنحو 380 مليار دولار وزيادة تضخم وسطي للأسعار بأكثر من ثمانية أضعاف خلال الفترة بين 2010 و2017.
ويشير التقرير الصادر أول من أمس، إلى أن الخسائر الاقتصادية للحرب حتى نهاية عام 2019 تعادل 9.7 أضعاف الناتج المحلي الإجمالي لعام 2010، (قبل اندلاع الثورة) بالأسعار الثابتة. وفي هذا السياق، يقول الاقتصادي السوري، محروس الخطيب، لـ"العربي الجديد": زادت أرقام الخسائر بشكل كبير خلال العام الجاري، إذ تكبّدت البلاد عبر الحرب شمال غربي سورية فقط مطلع العام الجاري، أكثر من ملياري دولار.
وأضاف أن أرقام المركز السوري رصدت الخسائر حتى نهاية عام 2019، ولم تأخذ بالاعتبار، الخسائر الناجمة عن الهجمة على إدلب مطلع العام الجاري، ولا حتى الخسائر والفقر والبطالة إثر تهاوي سعر صرف الليرة خلال العام الجاري وخسارتها نحو 100% من قيمتها خلال الأشهر الفائتة من العام الجاري، بعد أن تراجعت مقابل الدولار من نحو 911 ليرة مطلع عام 2020 إلى أكثر من 1800 ليرة مقابل الدولار حاليا.
ويشير الخطيب إلى أنه تم تدمير نحو 50 قرية بأرياف إدلب وحلب وحماة مطلع العام الجاري، وخسر السوريون خلال الحملة التي تصاعدت في فبراير/ شباط العام الجاري، ممتلكاتهم وأعمالهم ومزارعهم.
من جهته، يرى أستاذ الاقتصاد بجامعة ماردين التركية، مسلم طالاس، في حديثه لـ"العربي الجديد" أن أرقام المركز السوري محسوبة بطريقة تقديرية للخسائر المحققة، لا الفرص الفائتة على الاقتصاد، معتبراً أن الخسائر لو قيست على هذا النحو وإلى حين إعادة البناء والإعمار، فإنها تزيد عن تريليون دولار.
وأضاف أن الوضع المعيشي للسوريين، تبدل كثيراً، بين نهاية العام الفائت، وقت انتهاء تقرير المركز السوري، لأن الأسعار ارتفعت بأكثر من 40% خلال الأشهر الماضية من عام 2020 جراء تهاوي العملة المحلية.
وكان فريق "منسقو الاستجابة"، وهي مجموعة مستقلة، قد قدّر مطلع مايو/أيار الجاري، قيمة أضرار الحملة العسكرية التي شنها النظام وروسيا على مناطق الشمال السوري بنحو 1.45 مليار دولار، بعد تدمير 288 منشأة. وأشار تقرير "منسقو الاستجابة" إلى أن الحملة التي شنها نظام بشار الأسد وروسيا هجرت أكثر من 200 ألف سوري وخلفت ضحايا يقدّر عددهم بـ1184 مدنيًا بينهم 328 طفلًا وطفلة، ولم تؤدِ الهدنة، إلا لعودة ضئيلة للنازحين قدّرت بنسبة 1.6 % من العائلات الهاربة من الحرب.