الحرب تدفع أطفال سورية إلى الأعمال الشاقة

18 ديسمبر 2014
2.9 مليون طفل سوري نزحوا خارج بلادهم (أرشيف/Getty)
+ الخط -
أجبرت الحرب المستمرة، التي يشنّها نظام بشار الأسد على المعارضة في سورية، منذ أكثر من 3 سنوات، الأطفال على العمل مبكراً لإعالة عوائلهم، فانغمست الأصابع الغضة في أعمال شاقة كانت حكراً علي الكبار، وجعلتهم يجوبون على أقدامهم دكاكين العمل، عوضاً عن الجلوس على مقاعد الدراسة في المدارس، كي يتعلموا فيها.
وحولت الأوضاع السيئة في البلاد، مع مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، عدداً كبيراً من الأطفال إلى أيتام، فقدوا من يعيلهم، فانطفأت الشموع، واضطرت الأجساد الصغيرة على تحمل مشاق العمل من عمر مبكر، وكأنه قدر أبى إلا أن يمنعهم عن الإسهام في بناء مستقبل مشرق لبلادهم بعد الدمار الكبير. وتنتشر ظاهرة عمالة الأطفال بشكل كبير في ريف محافظتي إدلب وحماة، بسبب الفقر وصعوبة الحياة المعيشية.
وأفاد الطفل صالح، وهو ابن لأحد مقاتلي الجيش الحر، من منطقة كفر نبودة بريف حماة الشمالي، بأن الحرب أقعدت والده، بسبب إصابته في المعارك الدائرة في البلاد، فلم يبق معيل للأسرة سواه، فهو أكبر إخوته، وأهله بانتظاره من أجل الاستمرار بالحياة، بسبب الإصابة التي تعرض لها رب الأسرة.
من ناحيته، قال الطفل علي إنه "من عائلة نزحت من قرية (جبالا) بجبل الزاوية في ريف إدلب، وذلك بسبب القصف العنيف الذي تتعرض له بلدتهم"، وهو الآن يساعد والده في العمل لتأمين لقمة عيشهم.
وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، قالت في تقرير صدر بمناسبة اليوم العالمي للطفل قبل نحو شهر، إن الحرب المستمرة في البلاد منذ 3 سنوات ونصف، واستهداف النظام للمدنيين، أسفرت عن مقتل 17 ألفاً و723 طفلاً في سورية، منهم 17 ألفاً و268 طفلاً قتلهم النظام، فيما بلغ عدد الأطفال المعتقلين من قِبله، أكثر من 9500 طفل، فيما أكثر من 1600 طفل مختفٍ قسرياً، كما أشارت الشبكة إلى إصابة ما لا يقل عن 280 ألف طفل، مقدرة أعداد النازحين من الأطفال بأكثر من 4.7 مليون طفل داخل البلاد، إضافة إلى 2.9 مليون طفل لاجئ خارج البلاد، حُرم أكثر من 1.3 مليون منهم من التعليم.
وفي نفس الإطار، قال عضو الهيئة السياسية السابق للائتلاف الوطني السوري المعارض، الدكتور أحمد جقل، إنه "نتيجة تردي الأوضاع في البلاد جراء الدمار والخراب، اضطر الأطفال إلى العمل".
المساهمون