أدت أزمة الوقود في اليمن إلى لجوء اليمنيين لوسائل بديلة عن السيارات التي توقفت حركتها، وبدأت أعداد من الموظفين اليمنيين في استخدام الحمير للذهاب إلى محال أعمالها، لكن الدراجات الهوائية تعد أهم الوسائل البديلة والرخيصة.
وقال حكيم المخلافي، موظف في منظمة دولية بصنعاء، لـ "العربي الجديد": منذ الأسبوع الأول لأزمة الوقود نفد البنزين من سيارتي، فتركتها أمام المنزل، وذهبت لشراء دراجة هوائية
كلفتني 60 ألف ريال (300 دولار)، بعد أن كان ثمنها قبل الحرب لا يتجاوز 15 ألف ريال".
ويرى المخلافي أن الدراجة البخارية عملية، وتساعده في قضاء احتياجاته اليومية التي تستلزم انتقاله لمسافة تتجاوز 5 كيلومترات، معتبرا أن قيادة الدراجات البخارية في شوارع صنعاء باتت أكثر أمانا بعدما خلت من السيارات، باستثناء عدد قليل من حافلات النقل الداخلي وسيارات الأجرة التي تعمل بالغاز.
وارتفعت تعرفة النقل الداخلي بالحافلات داخل المدن بنحو 100% كما ارتفعت أسعار سيارات الأجرة (التاكسي) أكثر من خمسة أضعاف، وذلك بسبب انعدام الوقود وتوفره في السوق السوداء بأسعار مضاعفة، حيث ارتفع سعر 20 لتر بنزين من 3000 ريال إلى 30 ألف ريال في صنعاء، وإلى 40 ألف ريال في مدينة تعز.
ونشرت بشرى الفسيل، وهي مصورة صحافية، صوراً لها مع صديقاتها وهن يتعلمن قيادة الدراجات الهوائية في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في خطوة جريئة أثارت ردود فعل متباينة على صفحات التواصل الاجتماعي.
واعتبرت ناشطات في فيسبوك، أن قيادة النساء للدراجات الهوائية أمر ما زال مستغربا في المجتمع اليمني ليس تخلفا، ولكن ﻷن البلاد لم تعتد مثل هكذا ظاهرة، رغم وجودها في بلدان عربية وأجنبية، واعتبرن أنها مسألة تعود مجتمعي.
اقرأ أيضاً: شح الوقود يشعل أجور النقل في اليمن
وزادت الدراجات الهوائية بشكل لافت في شوارع صنعاء، وأصبحت وسيلة بديلة لكثير من الموظفين، واتجه بعض آخر للترجل، وقال علي الكريمي، المدير الإداري في شركة الكريمي للصرافة لـ "العربي الجديد": لا أجيد قيادة الدراجة الهوائية في هذا العمر (52 عاماً). أحد الموظفين حاول تعليمي قيادتها، ولم أتمكن من ذلك، وقررت ممارسة المشي أثناء ذهابي إلى العمل صباحاً أو عند عودتي إلى المنزل".
وانتشرت سباقات الدراجات بين الأطفال بين 7 إلى 12 عاما في العاصمة صنعاء.
وأمام ورشة الحمادي لإصلاح الدراجات الهوائية، بشارع حدة وسط صنعاء، تجد عشرات الدراجات تنتظر إصلاحها.
وقال المهندس أحمد الحمادي الذي يعمل بالورشة: إنه منشغل على مدار الساعة، وإنه إلى قبل
شهر من الآن لم تكن هناك أي حركة في إصلاح الدراجات، لكن زيادة الإقبال عليها مؤخرا أنعش ورشته.
وقال الحمادي لـ "العربي الجديد": "منذ بدء الحرب تصل عشرات الدراجات يوميا لإصلاحها. هناك زبائن كانت لديهم دراجات أهملوها، وعادوا إليها مع توقف سياراتهم، وهناك آخرون يشترون دراجات مستخدمة ويأتون بها إلى الورشة لفحصها، ومعرفة هل هي سليمة أو تحتاج إلى صيانة".
وارتفعت أسعار الدراجات الهوائية 200% في محلات البيع التجارية أو في محلات جديدة رفعت إعلانات تطلب دراجات هوائية قديمة، وتعمل على إصلاحها وبيعها.
ويؤكد عبد الرحمن خالد صاحب محل بيع دراجات هوائية لـ "العربي الجديد" أن هناك إقبالا متزايدا على شراء الدراجات الهوائية في ظل الحرب وأزمة الوقود، مشيرا إلى أن نسبة الإقبال ارتفعت بحوالي 80 في المائة.
ويوضح أن معظم زبائن المحل كانوا في السابق من الأطفال الذين يستخدمون الدراجات كأحد وسائل الترفيه في الإجازات الصيفية، لكن نوعية الزبائن تغيرت وأغلبهم الآن من الموظفين.
ويشهد اليمن أزمة وقود خانقة أدت إلى شل حركة النقل داخل المدن والمحافظات، وتسببت في توقف الأعمال وإغلاق المصانع والشركات والمحلات التجارية والخدمية.
اقرأ أيضاً: بالصور.. الحياة تتحدى الحرب في عاصمة اليمن