الحجاج والتكنولوجيا... أبرز مظاهر الحج هذا العام

11 سبتمبر 2016
يستعين الحجاج بالتطبيق لاتباع مراحل الحج (أورهان آكانات/Getty)
+ الخط -

دخلت التكنولوجيا في السنوات الأخيرة في خطوات الحج كافة، بدءاً من شراء تذاكر السفر عبر الإنترنت إلى صور الذكرى التي تبث على مواقع التواصل الاجتماعي وأئمة يردون على الاستفسارات عبر الإنترنت، بالإضافة إلى نصائح لمرضى السكري ومواقع وتطبيقات مختلفة. وأصبح كل ما هو روحاني يمر اليوم عبر العالم الافتراضي.

فحالما وطئت أقدامهما الأراضي السعودية، حمّل عبد الله زوران (27 عاماً) وزوجته، وهما أردنيان مقيمان في كوريا الجنوبية، تطبيق الحج الذي أعدته السلطات السعودية على هاتفيهما.

ويعود الزوجان إلى هذا التطبيق بانتظام، ويستعينان به لاتباع مراحل الحج. كما التقطا صورة قرب المسجد الحرام في مكة المكرمة، وأرسلا الصورة مباشرة إلى الأهل.

أمّا حازم حمدي (39 عاماً) الذي قدم من القاهرة، فيحمل هاتفه باستمرار، وأوضح: "حفظنا المناسك قبل السفر، لكن يمكن في أي لحظة الاطلاع عليها عبر عدة تطبيقات متوفرة".

ولاحظ الباحث، شاهد أمان الله، في دراسة عن أثر التكنولوجيا على الحج أنّ "الحج عادة يقدم باعتباره مناجاة حاج لربه"، لكن اليوم "تتيح التكنولوجيا للحجاج مشاركة هذه المناجاة مباشرة مع الأسرة والأصدقاء".

وأضاف أمان الله أنّ لهذا الأمر سلبياته "ففي السابق كان على الحجاج التحلي بالصبر إزاء المتاعب الجسدية للحج" الذي تشمل مناسكه وشعائره المشي لفترات طويلة تحت أشعة الشمس. أما الآن، فإن المسجد الحرام مكيف، كما أنّ مسار الحج الذي كان يمر عبر تلال وعرة أصبح سهلاً بفضل المصاعد الآلية.

وقال إن صبر الحاج بات يمتحن بشكل مختلف، إذ عليه تحمل "رنات الهواتف التي لا تتوقف وشاشات لوحات الدعاية".

ويبدو أن التغيير حتمي. فحتى وقت قريب، لم تكن السلطات تسمح لأي كان بإدخال آلة تصوير إلى المسجد الحرام، لكن أصبح المرور وسط زحام الحجاج الذين يلتقطون صوراً بهواتفهم النقالة صعباً الآن.

كما لم يعد من الممكن إحصاء الصور وأشرطة الفيديو التي تُشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولا التعليقات خلال كل مرحلة. وقبل سفر الحجاج إلى مكة، تنتشر على الإنترنت النصائح العملية وتجارب الحجاج السابقين، بالإضافة إلى صور "السيلفي" أمام الكعبة المشرفة.


المظلة الذكية
اخترع المهندس السعودي، كمال بدوي، مع زميلته الفلسطينية، منال دنديس، المظلة الذكية للوقاية من أشعة الشمس الحارقة.

إذ أضاف المهندسان إلى المظلة العادية بعض الأزرار ومنافذ "يو إس بي" و1010 لواقط طاقة شمسية، لتولد أول مظلة تحول أشعة الشمس الى هواء منعش.

فالطاقة الشمسية التي تجمعها اللواقط تغذي مروحة لإنعاش الحاج، كما أن مقبض المظلة يمكن استخدامه لشحن الهاتف ولتحديد الموقع (جي بي أس).

ويشكل تحديد الموقع إحدى أهم مشاغل الحاج، وفقاً لبدوي الذي يعمل منذ عقود متطوعاً لمرافقة الحجاج القادمين من مختلف الأصقاع.

لذا، أعدّ المهندسان تطبيق، "وصول"، للهواتف النقالة يساعد الحجاج على تحديد موقعهم وسط الحشود والحواجز. وأوضح بدوي أن "التطبيق تفاعلي، يرتب أصواتاً لا يتعرف عليها نظام "جي بي أس" العادي، مما يسمح للحاج أن يجد وجهته"، كما "يتيح لمجموعات تحديد مواقع أفراد المجموعة إذا تفرقوا وسط الحشود".

ويأمل المهندسان من خلال هذا التطبيق أن يساعدا على تفادي مأساة العام الماضي، حين قضى نحو 2300 حاج في حادث تدافع هو الأسوأ في تاريخ مواسم الحج.

(فرانس برس)

المساهمون