يدرس الجيش المصري، إدخال تعديلات جديدة على تكتيكات مواجهة تنظيم "ولاية سيناء"، التابع لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بعدما ثبت فشل كل الخطط السابقة على مدار عامين.
وأمام تحركات التنظيم وتعديل تكتيكاته العسكرية، التي تعتمد على إنهاك وتشتيت القوات المسلحة والشرطة، تكشف مصادر عسكرية في سيناء، عن التحضير لحملة مبكرة استباقية قد تستمر أياماً عدة في منطقة وسط سيناء، والتي من المتوقع أن تكون مركز ثقل للتنظيم.
وتقول المصادر لـ"العربي الجديد"، إنه من خلال العمليات التي نفذها الجيش، خلال الأسبوعين الماضيين، في منطقة وسط سيناء، وتصدّي "ولاية سيناء" لها، يعتقد بوجود مخطط لدى التنظيم هناك. وتلفت المصادر إلى أن معلومات وصلت، من خلال مصادر الجيش في تلك المنطقة، عن نشاط مكثّف للعناصر المسلحة هناك، وهو ما دفع الجيش لشنّ حملات في وسط سيناء، وسيتكرر الأمر خلال الفترة المقبلة. وتشير المصادر إلى أن هناك مساعيَّ مكثفة لتجميع معلومات دقيقة عن تحركات العناصر المسلحة، لوضع خطة مناسبة للتعامل معها، تحت غطاء جوي، على الرغم من صعوبة الأمر، في ظل وعورة بعض المناطق ومحدودية التأثير، فضلاً عن التخوف من إسقاط الطائرات الحربية.
وتشدد المصادر على تنشيط الجانب المعلوماتي باعتباره أحد أهم العوامل الأساسية في حسم المعركة ضد الإرهاب، وأفضل من التعاون مع بعض الأهالي الراغبين، نظراً لأن التنظيم استهدف عدداً كبيراً من المتعاونين مع الأجهزة الأمنية. وتلفت المصادر نفسها إلى أن هناك اتجاهاً لتضييق الخناق ومحاصرة المسلحين، من خلال عدم الانكماش والاكتفاء بالكمائن في العريش أو على الطريق بين المدينة ورفح المصرية. كما تشير إلى أنه يوجد اتجاه لتحديد نقاط ارتكاز للجيش من المناطق التي يعتقد أنها منافذ آمنة بالنسبة للمسلحين خلال العمليات ضد القوات المسلحة والشرطة، وبالتالي تحجيم تحركاتهم ومحاصرتهم. لكن المصادر تحذر من أن الكمائن والارتكازات الثابتة، تكون أكثر عرضة للاستهداف، باعتبارها هدفاً ثابتاً للمسلحين.
في السياق ذاته، تؤكد مصادر قبلية تمدد تنظيم "ولاية سيناء"، إلى مناطق في وسط سيناء، واتخاذها كمنطلق له في العمليات ضد الجيش والشرطة. وتشير المصادر القبلية إلى أن المسلحين يتحركون بحرية، ولكن لا يتمركزون في المناطق التي يقصفها الجيش، ويوجد لديهم جهاز أمني يراقب تحركات الجيش لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.
في المقابل، يتصدى عناصر التنظيم المسلح، بقوة لأي تحركات عسكرية في وسط سيناء، سواء من خلال الاشتباكات العنيفة أو تفجير عبوات ناسفة خلال مرور الآليات العسكرية، فيما بدأ تنظيم "ولاية سيناء"، قبل يومين في التصدّي لحملات الجيش على مدينتي الشيخ زويد ورفح، معلناً مقتل وإصابة 15 عسكرياً من الجيش والشرطة.
ولم تتوقف عمليات القصف العنيف التي يشنها سلاح الطيران الحربي المصري، ومدفعية الجيش، بشكل عشوائي أحياناً، ما يسفر عن قتلى ومصابين من أهالي سيناء، وسط حالة من الغضب والهلع الشديدة بين المواطنين. وبحسب روايات أهلية، لجأت بعض الأسر إلى إخلاء منازلها في مدينتي الشيخ زويد ورفح، خوفاً من قصفها خلال عمليات الجيش. وتشير الروايات إلى أن الأوضاع المعيشية صعبة للغاية منذ بدء عملية القصف الجوي قبل بضعة أيام، والتي استمرت 7 ساعات تقريباً. وتلفت إلى نقص المواد الغذائية بعد منع إقامة الأسواق الأسبوعية، وتأخر السيارات المحملة بالأطعمة بالساعات أمام كمائن الجيش والشرطة، قبل وصولها إلى الشيخ زويد ورفح.