الجيش المصري في المهدية... أو كيف تصنع "الإرهاب"

29 أكتوبر 2014
أثارت الصور والفيديوهات موجة غضب واسعة
+ الخط -
اجتاحت حالة من الغضب الشديد منصّات وسائل التواصل في مصر، فور انتشار أخبار بدء تهجير الجيش المصري لأهالي سيناء على الشريط الحدودي، الملاصق لقطاع غزة، دون إعلان رسمي بذلك.

وفي هذا المجال، قام الناشطون "السيناويون" بنشر الأخبار نقلاً عن ذويهم في المناطق المستهدفة بالتهجير، تزامناً مع إعلان السلطات عن معرفة هوية بعض المشتبة بهم في حادث "الشيخ زويد".
الغضب كان مرجعه انتشار صور ومقاطع فيديو، تُظهر قسوة تعامل الجيش المصري مع
 الأهالي هناك. كما تُظهر الصور قيام أفراد من الجيش بتعذيب عدد من الشباب السيناوي في قرية "المهدية".

ويبدو على الشباب أثر إصابات بطلق ناري، والتعب الشديد، والذي لم يشفع لهم، وقام الجنود بضربهم بقسوة بالغة، وقاموا باحتجازهم في أحد الأماكن. لكنّ هذا الأمر شكّك في صحته المتحدث العسكري في تصريحات لجريدة "الوطن"، وأعلن أنه عارٍ من الصحة.
ونشر الناشطون صوراً تُظهر جثثاً، تبدو عليها أنّها تخصّ نفس الشباب الذين تعرضوا للتعذيب من قبل الجيش وبنفس الملابس، وذكروا اسم أحدهم وهو أحمد عبد القادر إفريج. ولم يوضح الناشطون كيفية قتلهم، ولا توقيت تصوير الفيديو والصور.
وحاول الناشط السيناوي والباحث إسماعيل الإسكندراني، الإجابة على هذه التساؤلات عبر حسابه على "فيسبوك"، مصرحاً بأنّ قرية "المهدية"، التي نُسب لها الفيديو تقع جنوب الشيخ زويد، وتحت إدارة رفح، وتقع في قلب أراضي قبيلة السواركة. ويسكنها من السواركة عشيرة المنايعة وجانب من عائلة الكبارتة.

واستبعد الناشط أن يكون الفيديو قد صُوّر داخل المهدية، وإنّما داخل أحد معسكرات الجيش، وهو ما يبرر ارتداء بعض الجنود لملابس مدنية إلى جانب العسكرية.
أخبار التهجير وشهادات الناشطين، مصحوبة بمقاطع الفيديو والصور، قلبت التعاطف مع الجيش المصري، الذي ساد على منصات التواصل لعدة أيام، عقب حادث كمين "كرم القواديس" بـ"الشيخ زويد"، إلى شعور بالغضب الشديد، لسوء معاملة السلطات الأمنية والجيش للأهالي هناك. وأطلق الناشطون وسم #التهجير_مش_حل. وقاموا من خلاله بالتعبير عن رفضهم لما يقوم به الجيش في سيناء.

ونشر البعض تغريدة سابقة، لأحد مؤسسي حزب الدستور، الراحل محمد يسري سلامة، والذي كان قد حذر في التغريدة التي لا تزال تنطبق على واقعنا الحالي، من التعامل بعنف مع أهالي سيناء، رداً على إحدى العمليات الإرهابية السابقة، وقال:"لو قوبلت هذه العملية بحملة قمع شامل وعشوائي ووحشي لأبناء سيناء فستتحول سيناء إلى ما يشبه وزيرستان أخرى وهذا ما يريده الصهاينة".

ونشر البعض أيضاً صورة لتقرير قديم، نشرته، صحيفة "الوطن"، يكشف وجود "مخطط أميركي إسرائيلي"، لإقامة منطقة عازلة بسيناء بطول 200 متر.
الناشط السيناوي همام الآغا، وهو من أهالي المنطقة المستهدفة بالتهجير، كان له دور كبير في
فضح ما يحدث. ونقل الأخير لحظة بلحظة ما يدور بين الأهالي والجيش من مفاوضات، قبيل مغادرتهم لبيوتهم وتفجير الجيش لها.

وقال في إحدى التغريدات: "تخيل بيتك بيت أهلك وأهل أهلك من قديم الأزل، تربّيت فيه أنت وعيلتك، وفجأة الجيش جالك وقالك معاك الساعتين الجايين تِخلي عشان هنفجرهولك ونهجرك". وأضاف: "الجيش اختار انو يحارب الإرهاب بسرقة منازلنا وأراضينا وتجريفها وتفجيرها وتهجيرنا، الجيش يحارب الإرهاب بصنع إرهاب آخر ألا وهو الكُره".
الناشطة السيناوية منى الزملوط كانت حاضرة بقوة، وتساءلت عن غياب قوات حفظ السلام الموجودة بالمنطقة تماماً، ما يدعم من وجهة نظرها نظرية المؤامرة لتهجير الأهالي، وخنق قطاع غزة، وإعادة احتلال سيناء من قبل إسرائيل، وقالت: "من الآخر مصر مدمنة وبتتعاطى مخدر وللأسف المخدر ده مش موجود إلا في إسرائيل وأميركا".
المساهمون