يواصل الجيش الإسرائيلي حالة التأهب على الحدود الشمالية مع سوريا، فيما كشف موقع "يديعوت أحرونوت"، صباح اليوم الخميس، عن انتشار فرقة احتياط، منذ أمس الأربعاء، على الحدود مع سوريا استعداداً للسيناريو الأسوأ. وبحسب تعبير "يديعوت"، "كان بمقدور جنود وحدة "يفتاح" المنتشرة في الجولان بقيادة العقيد أوفيك بوخريس، سماع دوي القصف والغارات الإسرائيلية على قواعد الجيش السوري قرب القنيطرة". وتابع الموقع الإسرائيلي أنّ الجنود أدركوا أن الوضع في منطقتهم تغير كلياً.
ووفقاً للمصدر نفسه، فإنّ وحدات الاحتياط الإسرائيلية تستعد ليوم صدور الأوامر العسكرية بالتحرك، "وهو يوم بات أكثر واقعياً من قبل للاستعداد لسيناريو مناورة عسكرية برية داخل سوريا، للمرة الأولى منذ 40 عاماً".
ولفت "يديعوت" إلى أن جيش الاحتلال أجرى تدريبات قبل سبعة أشهر في القاعدة العسكرية "تسيئليم"، في الجنوب، استعداداً لعمليات برية، وعاد الجنود، أمس الأربعاء، لإجراء تدريب آخر في الجولان المحتل.
وقد شمل هذا التدريب "تجنيد واستدعاء قوات الاحتياط في معسكرات هيردين بالقرب من بحيرة طبريا تحت وابل من النيران، مروراً بنشر القوات ونقلها إلى جنوب الهضبة، وصولاً إلى شن هجمات ومداهمات برية تصل إلى مشارف جبل الشيخ". وأشارت مصادر "يديعوت" إلى أن التدريب جرى على محاكاة حالة تفوق مقاتلين من تنظيمات جهادية إسلامية مسلحين ببنادق خفيفة، وقصف صاروخي لقذائف هاون من قبل عناصر حزب الله، مع استعداد الجيش السوري بوحدات مدرعاته المتأهبة.
ونقل الموقع عن قائد فرقة في الجيش الإسرائيلي، العقيد أمير حمود، قوله "نستعد لإجراء تدريبات عدة، ونحضّر أنفسنا لأشكال مختلفة من القتال، فقد نواجه مقاتلين اثنين من الجهاد مسلحين بكلاشينكوف، أو ميليشيا شبه عسكرية من الثوار، أو خلية مقاتلي ميليشيات (غوريلا) لحزب الله، ولربما نواجه فرق مدرعات للجيش السوري، مع تعديل خططنا الميدانية والعملاتية وفقا للتغييرات على الأرض".
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن الجيش الإسرائيلي قدّر سابقاً بأن الأعمال العسكرية والقتال الداخلي في سوريا "سيجتاز الحدود في نهاية المطاف".
في غضون ذلك، أعلن وزير البيئة الإسرائيلي، وزير الأمن السابق خلال حرب 2006 على لبنان، عمير بيرتس، أنّ الجيش "يستعد من دون أدنى شك للتغييرات الميدانية، وهو يقوم باستخلاص العبر المترتبة على ذلك، وتغيير أسلوب عمله وتفكيره في المنطقة". وقال بيرتس، في مقابلة إذاعية، صباح اليوم الخميس، إن هذه التغييرات "تحتّم على الجيش الإسرائيلي تغيير انتشار قواته وطرق عمله وتفكيره في مواجهة الأحداث المقبلة".