الجماهير الفلسطينية تُساند الجزائر في المونديال

17 يونيو 2014
الجماهير الفلسطينية ستشجع الجزائر وكأنه منتخبهم (Getty)
+ الخط -

تشعر الجماهير الفلسطينية العاشقة لكرة القدم، بأن الجزائر المنتخب العربي الوحيد المتأهل إلى المونديال العالمي، كأنه منتخب بلادهم، لذا يحظى بشعبية جماهيرية كبيرة في الضفة الغربية المحتلة، وينتظر الجميع مباريات (الخضر) على أحر من الجمر.

ويحمل طارق البرغوثي من رام الله، مشجع متعطش جدّاً للمنتخب الجزائر، العلم الجزائري ويلتقط معه الصور ليضعها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" كتعبير عن حبه وشغفه لمحاربي الصحراء، ودعمه لهم في مبارياتهم القادمة، ويقول لـ"العربي الجديد: إن وجود منتخب الجزائر في كأس العالم فخر للعرب، وبالنسبة لي كفلسطيني أشعر بالفرح العارم وأقف معهم تماماً كأنه منتخب بلادي، والكل هنا في فلسطين يشجعهم ويقف إلى جانبهم سواء كان من مهتمي كرة القدم أم لا، فهناك مكانة خاصة للجزائر في قلوبنا".

بينما قال خليل جاد الله، المعلق الرياضي في تلفزيون فلسطين بأن المنتخب الجزائري باختصار هو منتخب فلسطين الوطني، ويشعر خليل، أيضاً بأن منتخب بلاده موجود في المونديال من خلال شعارات الجماهير الجزائرية، من خلال رفعها الأعلام الفلسطينية في ملاعب البرازيل. ويضيف بأن الجزائريين في العادة متعاطفون مع القضية الفلسطينية أكثر من غيرهم.

من ناحيته يرى حيدر جمهور، من شمال غرب القدس المحتلة، أن رفع الجماهير الجزائرية للعلم الفلسطيني في كأس العالم، يدل على عمق الترابط الأخوي العربي بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، وفرحته ونشوة انتصارهم، هي واحدة متمنياً لهم التوفيق في مباراتهم مع المنتخب البلجيكي اليوم الثلاثاء.

في المقابل عانقت الأعلام الجزائرية شُرفات المقاهي في الضفة الغربية المحتلة، وحجزت لها مقعداً بين أعلام الكبار لترسم بسمة العروبة على شفاه من يشاهدها من المارة، فعمق العلاقة الجزائرية الفلسطينية كما قال الجميع لـ"العربي الجديد" ليست كرة قدم فحسب، إنما تعبر عن حجم التعاطف الكبير الذي يبديه الجزائريون للفلسطينيين وقضيتهم.

وتمنت حنين أيوب، من رام الله الفوز لمنتخب الجزائري، وتأمل أن يكمل مشواره نحو أدوار متقدمة في المونديال، وعبرت عن حجم سعادتها الكبير لدى معرفتها بأن العلم الفلسطيني سيرفع في البرازيل إلى جانب علم الجزائر كأنه فريق واحد، وهذا الشيء كما تقول يدل على حجم خصوبة العروبة في هذا الشعب، الذي كان وما زال حاضناً للقضية الفلسطينية ومتمسكاً بها "فكلنا الجزائر" تختم أيوب حديثها.

فيما يقول أيمن المحاريق، من الخليل: إن قيام جماهير الممثل العربي الوحيد برفع العلم الفلسطيني في كأس العالم، بمثابة دعم معنوي كبير للقضية الفلسطينية، ويدخل الفرحة إلى قلوب الجماهير العاشقة لكرة القدم هنا. ويضيف: من الجميل أن نشاهد علم بلادنا يرفرف في مدرجات الملاعب، ونحن كلنا إلى جانب من يرفعه هناك.

من جهة أخرى، لا تأبه المشجعة المقدسية فاطمة جويلس، بالوقت الذي ستكون فيه مباريات المنتخب الجزائري، وتقول بأنها ستتابع تلك المباريات سواء أقيمت مبكرة أم لا، المهم أنها سوف تستمتع بالأسماء العربية التي سينطقها المعلق الرياضي على المباراة، وسوف تكون أيضا فخورة حين تشاهد علم بلادها مرفوعاً بأيادي العرب على مرأى الملايين في العالم.

تتابع جويلس: المهم في الأمر أن منتخباً عربيّا سوف يمثلنا في المونديال، سنكون معهم حتى لو لم يرفعوا علم فلسطين، المهم أنهم أثبتوا وجودهم في هذا الحدث الكبير، وهذا يكفي لنا كجماهير فلسطينية نحب كرة القدم إلى جانب الحياة.

منذ الليلة بدأ الفلسطينيون يتواعدون فيما بينهم على أماكن اللقاء لمشاهدة الحدث الذي يعنيهم٬ كون المنتخب العربي الوحيد سيلعب أمام بلجيكا مساء الثلاثاء، التحضيرات انتهت والأعلام الجزائرية جاهزة إلى جوار العلم الفلسطيني، بينما أيضا بدأوا برسم خطط الاحتفال في حال الفوز.

من جهتها وجهت جمعية الصداقة الفلسطينية الجزائرية دعوتها الى أعضائها (غالبيتهم من خريجي الجامعات الجزائرية) وللفلسطينيين بالتجمع في أحد المقاهي وسط رام الله مساء الثلاثاء، من أجل مساندة محاربي الصحراء والعيش في أجواء المباراة.

ويقول علاء بدارنة عضو الجمعية لـ"العربي الجديد" بأن أعضاء الجمعية جهزوا أعلام الجزائر وبعض الهتافات ووجهوا الدعوات الى أصدقائهم جميعاً من مدن الضفة كافة، بالمشاركة والحضور إلى المقاهي لتشجيع المنتخب الجزائري، وللتعبير عن شكر الفلسطينيين لمن يحمل علم بلادهم في البرازيل.

في النهاية يترقب الفلسطينيون مباراة أشقائهم باهتمام بالغ، ويتمنون أن يشاركوا الجزائريين فرحة انتصار يروي ظمأ المنتخبات العربية العطشى للفوز والتأهل إلى أدوار متقدمة في كأس العالم منذ سنوات طويلة، حيثُ يقول الجميع هنا: إنهم مع الجزائر.

المساهمون