تشرع شركة الطيران الحكومية التونسية (الخطوط التونسية) في استغلال خطين جديدين في أفريقيا، وفق ما أعلنته الشركة في بيان لها مساء الخميس. الخط الأول في اتجاه قسنطينة الجزائرية والثاني نحو كوناكري الغينية، وذلك بمعدل رحلتين أسبوعياً على كل خط انطلاقاً من مطار قرطاج.
ويأتي اختيار هذين الخطين لتعزيز التوجه الحكومي نحو تنمية التعاون الاقتصادي مع الجزائر والدول الأفريقية جنوب الصحراء، حيث تعد الخطوط الجوية المباشرة من العوائق التي تحول إلى حد الآن دون تعزيز هذه المبادلات.
وتعد السوق الأفريقية وفق كل التقارير الدولية، مجالاً مهماً لتوسيع الشركات التونسية لنشاطاتها في مختلف القطاعات، نظراً لخصوصية هذه السوق البكر التي تتحسس طريقها نحو النمو.
ويعتبر خبراء الاقتصاد أن الدخول التونسي للسوق الأفريقية تأخر كثيراً، مما فوت على البلاد فرصاً مهمة لتطوير نشاطات ذات قدرة تشغيلية عالية، على غرار الصناعات الغذائية والدوائية إلى جانب الأنشطة المتعلقة بالتجهيز والأعمال العامة.
ويستعد رئيس الحكومة يوسف الشاهد قريباً إلى تنظيم جولة أفريقية مع وفد من رجال الأعمال لبحث سبل التعاون مع العديد من البلدان على غرار غينيا والسودان والسنغال.
ومنذ عام 2013، أكد تقرير الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الخاص بالتنمية الاقتصادية في أفريقيا أن جملة المبادلات التجارية بين تونس والبلدان الأفريقية ضعيفة مقارنة بمعاملاتها مع بلدان الاتحاد الأوروبي.
وأشار التقرير إلى أن أغلبية المبادلات التجارية التونسية الأفريقية، هي مع بلدان المغرب العربي ومصر، أي أن مجمل الحصيلة مع بلدان جنوب الصحراء يكاد لا يذكر.
وتسعى تونس لرفع قيمة التبادل التجاري مع مختلف الدول الأفريقية، لكي يصل إلى أكثر من مليار دينار تونسي سنويًا، أي نحو نصف مليار دولار، كمرحلة أولى. فضلاً عن مساعيها إلى إيجاد ممثلية دبلوماسية كبيرة في أفريقيا، دعما لاقتصادها المحلي في دول القارة. خاصة أن عدد تمثيلياتها الديبلوماسية في الدول الأفريقية ضعيف جدًا ولا يتجاوز 8 دول.
وتعد إثيوبيا، الشريك الأفريقي الأول لتونس، يليها السنغال، ثم ساحل العاج، والكاميرون زيادة على المبادرات الأخيرة لتطوير التعاون التونسي السوداني.