أبقت لجنة الفتوى في الجزائر على إقامة شعائر عيد الأضحى المبارك، مع الدعوة إلى تشديد إجراءات السلامة وتدابير الوقاية من فيروس كورونا، برغم دعوات متعدّدة لإلغاء إقامة الشعائر والنحر، بسبب الانتشار الكبير لفيروس كورونا في البلاد، خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وأصدرت لجنة الفتوى التابعة لوزارة الشؤون الدينية، بيانات تخصّ قضية إحياء شعيرة الذبح في ظلّ الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد، واعتبرت أنّها توصّلت إلى قرار إتمام الشعائر، بعد سلسلة لقاءات تمّت مع اللّجنة العلمية المكلّفة بمتابعة الجائحة. وذكرت "الفتوى" أنّ "شعيرة الذبح سنة مؤكدة في حق القادر عليها، مع ضرورة توفير الإجراءات الوقائية الصحية، لكن هذه الشعيرة ليست واجبة بإجماع الفقهاء، ما يرفع الحرج عن من فاتته مع تحقق الأجر والثواب لأنّ الأعمال بالنيات".
وأضافت اللجنة أنّ "الأضحية وإن كانت من الشعائر التي ينبغي تعظيمها، إلاّ أنّ حرمة النفس الإنسانية أعظم عند الله، وعليه فمن الواجب العمل بمبدأ ترتيب الأولويات". واقترحت في السياق، عدة خيارات، من قبيل أنّه "يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية إذا كانت من البقر أو الإبل، ما يفيد في التقليل من اجتماع الناس، كما يجوز التشريك في ثواب الأضحية حيث يمكن للمضحّي أن ينوي أضحيته عن قرابته كأبويه وأولاده وإخوته وغيرهم، وهذا من شأنه أن يؤدّي إلى تفادي الاكتظاظ والاجتماع". ولفتت اللجنة إلى أنه "يجوز ذبح الأضاحي في اليومين الثاني والثالث، تفادياً للاكتظاظ والتجمعات".
وشدّدت لجنة الفتوى على أنّ تطبيق سنة الأضحية ينبغي أن يكون في ظروف تحفظ الصحة العامة، مع الحرص على قواعد التباعد الاجتماعي، وحثّت المجتمع المدني ولجان الأحياء على مساعدة المواطنين وإرشادهم إلى الالتزام الصارم بشروط الأمن والسلامة والنظافة في أجواء العيد، وعدم الذبح في الشوارع والطرقات، و تفعيل خدمة توصيل الأضاحي إلى البيوت، في إطار الإجراءات المسموح بها، تخفيفاً عن المواطنين وتفادياً للاكتظاظ والاجتماع.
وذكّرت اللّجنة المواطنين بضرورة الحرص على تعقيم أدوات الذبح والسلخ واجتناب تبادلها، والتقليل من عدد المشاركين في عملية الذبح، والالتزام باستعمال الكمّامات في جميع المراحل المتّصلة بالأضحية، من وقت الشراء إلى نهاية العملية، وتفادي التجمّعات والزيارات العائلية وزيارة المقابر.
وفي السياق ذاته، رفضت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مقترح حثّ الجزائريين على تقديم مبلغ الأضحية كصدقة، بدلاً من النحر بسبب كورونا. وقالت في بيان لها، صدر الثلاثاء، إنّ "الصدقة لا تقوم مقام الأضحية في مثل هذه الحال، لأن القاعدة تقول إن الوارد أفضل من غير الوارد والعبادة المؤقتة مقدمة على العبادة المطلقة، رغم أنه في بعض الحالات الاستثنائية قد يصدر العلماء فتوى ظرفية بجواز التصدق بالثمن عوضا عن الذبح".
وطالبت الجمعية المواطنين بمراعاة الظرف الصحي الذي تمرّ به البلاد، وبتنظيم عملية الذبح، يوم عيد الأضحی، في الأحياء السكنية ذات الكثافة السكانية العالية، لتفادي أيّ طارئ ولتنجب إلحاق الضرر. كما دعت السلطات إلى تنظيم الأسواق بصفة جدية مع الرقابة الصارمة.
وكانت السلطات الجزائرية قد قرّرت منع البيع الفوضوي للمواشي في المدن، وقرّرت إغلاق أسواق المواشي، ومنع حركة نقل المواشي بين المدن ومنع مركبات تجّار ومربّي المواشي من دخول المدن الكبرى، ما دفع الفدرالية الوطنية لمربّي المواشي إلى إصدار بيان، الأربعاء، طالبت فيه الحكومة ووزارة الفلاحة بوضع حلول بديلة لإغلاق الأسواق، ما سيتسبّب في خسارة كبيرة للمزراعين ومربّي المواشي في البلاد.