الجزائر تنشر تعزيزات عسكرية إضافية على الحدود مع ليبيا

27 فبراير 2016
الجزائر تحصن حدودها تحسبا للوضع الليبي (فرانس برس)
+ الخط -

نقلت القيادة العسكرية في الجزائر وحدة عسكرية مدرعة إلى المنطقة الحدودية القريبة من ليبيا، وقررت نشر تجهيزات متطورة لمراقبة الحدود، بعد الزيارة التي قام بها قائد أركان الجيش، الفريق قايد صالح، الإثنين الماضي، إلى منطقة الدبداب القريبة من الحدود بين البلدين للاطلاع على الأوضاع واستطلاع جاهزية قوات الجيش لتأمين الحدود على ضوء التطورات المتسارعة في ليبيا.


وفي خطوة استباقية نقل الجيش الجزائري وحدة من المدرعات لنشرها في منطقة حدودية مع ليبيا، خاصة في المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الليبي وكتائب مسلحة أخرى، ضد تنظيم "داعش".

وتتخوف الجزائر أن تدفع الانتصارات على المجموعات المسلحة الموالية لـ"داعش" إلى الانزياح باتجاه الحدود مع الجزائر، وتم تكليف قائد عسكري رفيع بمتابعة أمن الحدود من جهة ليبيا، ورفع تقارير مستمرة والاطلاع على جاهزية القوات العسكرية، منعا لأي مفاجآت، خاصة بسب قرب الحدود الليبية من المنشآت الغازية في منطقة عين اميناس بولاية اليزي، والتي كانت هدفا لهجوم إرهابي في 2013، نفذته مجموعة إرهابية مسلحة تسللت عبر الحدود الليبية.

اقرأ أيضا: تونس تدق ناقوس الخطر: الأزمة الليبية إلى مرحلة جديدة

وفي نفس السياق، قال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد" إن الجزائر تجري تنسيقا ميدانيا مع السلطات التونسية بشأن تأمين الحدود المشتركة، وكذا أمن الحدود على مستوى المنطقة المثلثة القريبة من غدامس الليبية والدبداب الجزائرية وبرج الخضراء التونسية، وهي المنطقة التي تخضع لتنسيق وآلية مشتركة بين البلدان الثلاثة بشأن تسيير واستغلال مياهها الجوفية.

وذكر نفس المصدر أن هذا التنسيق يتم على صعيدين، المستوى الاستراتيجي بين القيادات العسكرية المركزية، والمستوى العملياتي بين القيادات العسكرية الميدانية التي تدير المجهود العسكري على الأرض.

وإضافة إلى هذا التنسيق تعول الجزائر على نجاحها في كسب ود عدد من قيادات وأعيان القبائل الليبية في منطقة غدامس وبلداتها، خاصة بعد المساعدات التموينية التي قدمتها الجزائر قبل فترة لهذه البلدات، وسمح هذا بالتنسيق الأمني بين الطرفين، ومنع أي تمركز أو تحرك للمجموعات الإرهابية في المنطقة الليبية، خاصة في ظل غياب مؤسسات الدولة الليبية بسبب الانقسام الحاصل.

وفي منطقة وادي سوف، جنوبي الجزائر، القريبة من الحدود مع تونس وليبيا، استنفرت قيادة الجيش وحدات عسكرية منذ أسبوع، لمراقبة الحدود ورصد أية تحركات مشبوهة.

كما أقدمت السلطات الجزائرية على استحداث مواقع عسكرية ثابتة في مواقع متقدمة على الحدود، لمراقبة تحرك العربات وتنقل الأشخاص في المنطقة الحدودية، وقامت بتفعيل أجهزة تشويش لتعطيل عمل شبكات الهاتف النقال الليبية، لعدم استعمالها في الداخل الجزائري. وبحسب معلومات رشحت من الزيارة الأخيرة لقائد أركان الجيش، سيتم تزويد الوحدات العاملة على الحدود بتجهيزات متطورة وحديثة لتعزيز نظام الأمن والمراقبة.

المساهمون