الجزائر تسترجع جماجم 24 مقاوماً من فرنسا

02 يوليو 2020
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (بلال بن سالم/Getty)
+ الخط -

أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن استرجاع بلاده، اليوم الخميس، لجماجم 24 من المقاومين وقادة المقاومة الشعبية ضد الاستعمار الفرنسي، كانت السلطات الاستعمارية، قبل 170 سنة، قد قطعت رؤوسهم ونقلتها إلى باريس حيث وُضعت في متحف الإنسان.

وقال تبون، في كلمة له خلال حفل تقليد الرتب العسكرية لكبار ضباط الجيش، إن "طائرة تابعة للقوات الجوية الجزائرية ستحط اليوم في الجزائر قادمة من باريس، وعلى متنها 24 من رفات المقاومين وقادة الانتفاضات الشعبية من مختلف مناطق الوطن، مضى على حرمانهم من حقهم الطبيعي والإنساني في الدفن أكثر من 170 سنة".

وغادرت الطائرة العسكرية من نوع هيركيل (س130) التي ستحمل جماجم المقاومين العاصمة الجزائرية، متوجهة إلى باريس للعودة بالجماجم من مطار لي بورجي الفرنسي. وحلقت، بمرافقة من ثلاث طائرات عسكرية من نوع "سوخوي"، على مستوى منخفض في خليج الجزائر ، في عرض جوي تكريمي لهؤلاء المقاومين واحتفاءً باستعادتهم .

وأكد أنه توجد بين الجماجم المسترجعة جماجم القادة شريف بوبغلة، والشيخ أحمد بوزيان، ومختار بن قويدر التيطري، وعمار بن قديدة، إضافة إلى جمجمة الطفل أحمد بلحاج، الذي قتلته القوات الاستعمارية وقطعت رأسه وهو لم يتعدَّ الـ13سنة من العمر.

وشدد الرئيس الجزائري على أن الدولة عازمة على استكمال عملية استرجاع كل رفات الشهداء المتبقية من فرنسا، كجمجمة قائد المقاومة الشعبية عيسى الحمادي، وجمجمة محمد بن علال، أحد ضباط الأمير عبد القادر الجزائري.

ويعطي استرجاع هذه الجماجم مكسباً معنويا لصالح الرئيس تبون الذي تعهد، في الثامن من مارس/آذار الماضي، باسترجاع كل جماجم قادة المقاومة الشعبية والمقاومين ضد الاستعمار الفرنسي من باريس.

وقال حينها إن "جماجم رموز قادة المقاومة الشعبية ليس مكانها أقبية المخازن أو قبورا مجهولة، وإنما في مقابر الشهداء بين ذويهم وأهلهم وتحت العلم الوطني المفدّى".

وكان قد كشف عن وجود هذه الجماجم في متحف الإنسان في باريس عام 2011، مصنفةً بأرقام، من قبل المؤرخ الجزائري علي فريد بلقاضي، عندما كان بصدد بحث تاريخي حول المقاومة الشعبية الجزائرية للاستعمار.

وفي فبراير/شباط عام 2016، أطلق مثقفون جزائريون عريضة المليون توقيع لاستعادة  جماجم  المقاومين من فرنسا ودفنها في بلادهم. ومع تزايد الجدل بشأنها، سحبت هذه الجماجم من قاعة العرض للجمهور.

وحُددت هوية 31 جمجمة للمقاومين الجزائريين، لكن السلطات الفرنسية ظلت تماطل في تسلميها بحجة حاجتها إلى مصادقة البرلمان الفرنسي على قانون يسمح بإخراجها من دائرة الأملاك الوطنية قبل التنازل عنها لصالح الجزائر.

ويعد هذا الملف واحداً من الملفات العالقة بين الجزائر وفرنسا، ضمن ما يعرف بملف الذاكرة. وقبل يومين كان وزير المجاهدين (قدماء المحاربين) في الحكومة الجزائرية، الطيب زيتوني، قد قال إن هناك مماطلة فرنسية بشان تسوية ملف استرجاع الأرشيف الوطني الموجود في فرنسا، وملف تعويض ضحايا التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية.

المساهمون