الجزائر: الطلاب ضحية الصراع بين النقابات والحكومة

13 أكتوبر 2014
طلاب الجزائر متضررون من إضراب العاملين (أرشيف- فرانس برس)
+ الخط -

قرر موظفو اللجنة الوطنية لموظفي المصالح الاقتصادية الجزائرية مواصلة الإضراب المفتوح الذي شرعوا فيه منذ شهرين، وتسبب في تعطيل شبه كلي لجميع العمليات المالية داخل المؤسسات التربوية.

وانتقد العاملون محاولات بعض مديري التربية، "تقزيم" الحركة الاحتجاجية من خلال إعطاء الوزارة إحصاءات مغلوطة تخص نسبة التجنيد في أوساط المضربين.

وأكد الحضور في اجتماعهم تجاهل وزارة التربية المطالب وصمتها المطبق وغياب الحوار والتفاوض المفضيين إلى الحلول العملية الناجعة بعد دخول الإضراب المتجدد آليّاً أسبوعه الخامس، واعتبروا أن الوقت قد حان لتفعيل مبدأ التضامن النقابي، داعين موظفي القطاع إلى مساندة موظفي المصالح الاقتصادية لتحقيق المطالب العالقة.

وأكّدت اللّجنة أن وزارة التربية لن تثنيهم عن حركاتهم الاحتجاجية إلاّ بفتح أبواب الحوار والتفاوض الجاد المفضي إلى حلول عملية، وإلا فالإضراب سيبقى متواصلاً إلى تحقيق مطالب موظفي المصالح الاقتصادية والمتمثّلة في أحقيتهم بالمنحة، على غرار زملائهم في المصالح الأخرى، وأحقيّتهم في منحة التأطير، بالإضافة إلى معالجة اختلالات القانون الأساسي وإنصاف فئتهم باعتبارها الأكثر تضرراً.

بينما أكدت وزيرة التربية، نورية بن غبريط، أن أبواب الحوار مفتوحة أمام جميع النقابات المعتمدة، وكشفت عن لقاء سيجمع مسؤولي الوزارة يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول بها. وقالت إن "الوزارة لا تتحمل مسؤولية الإضراب الذي يشنه موظفو المصالح الاقتصادية منذ فترة، لأن مديرية الوظيفة العمومية ووزارة المالية هما من فصلا في مطلب تخصيص منحة الخبرة، ما يجعل الوصاية عاجزة قانونيّاً عن التدخل لفرض تطبيقها ما دام الملف يتجاوزها".

غير أن مستشار الوزيرة أعلن أن مصالح هذه الأخيرة اقترحت على النقابات التي تمثل هذه الفئة، إعادة صياغة هذا المطلب، بشكل يتم فيه تبرير مدى أحقية المقتصدين بها لإقناع مصالح الوظيفة العمومية والمالية.

وفي الوقت نفسه، راسلت الفدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ رئاسة الجمهورية تطلب التدخل العاجل لإيجاد حل للصراع القائم بين وزارة التربية والمقتصدين، والذي أثر إضرابهم سلباً على التلاميذ، حيث حرم الأغلبية منهم من منحة الدراسة ومن الكتب، وتسببت المشاحنات بين الطرفين في "تعفن" الوضع وحرمانهم من التمدرس بصفة عادية.

وعن التأثير السلبي لهذا الإضراب على التلاميذ، ذكر الحاج دلالو، رئيس الفيدرالية أنه في كل مرة يتم التضحية بالتلاميذ "لقد أصبح أبناؤنا رهينة، لأنه في كل مرة تتجاهل الأطراف المتصارعة مصلحتهم"، واستدل المتحدث بحرمانهم من المنحة المدرسية المقدرة بـ3 آلاف دينار التي كانوا يحصلون عليها في السنوات الماضية خلال الأسبوع الأول من الدخول المدرسي، أين تخصص لشراء اللوازم المدرسية، كما أن الإضراب حال أيضا دون حصول التلاميذ على الكتب، وهو ما ساهم في تأخر الدروس.

المساهمون