ونظّم الأمازيغ، اليوم الأحد، مسيرة وسط مدينة غرداية، للمطالبة بوقف الهجمات التي تستهدف أحياءهم، عقب مقتل شاب أمازيغي يبلغ من العمر 16 سنة، في أول أيام شهر رمضان على يد مجهولين. وأشاروا في بيان لهم بعد المسيرة، إلى أن "مجموعات شبابية تقوم، تحت حماية أطراف في الأمن الجزائري، بالاعتداء على حرمة قبور الأمازيغ، وهدم الآثار المصنفة في التراث الإنساني".
وكانت مواجهات مذهبية وعرقية اندلعت بين السكان العرب، الذين ينتمون إلى المذهب المالكي، والسكان الأمازيغ، الذين ينتمون إلى المذهب الإباضي في مدينة غرداية، في اليوم الثاني من شهر رمضان، أسفرت عن إصابة 15 شخصاً بينهم خمسة من قوات الأمن.
وشكّك الأمازيغ في تواطؤ "منتسبين الى أجهزة الجمهورية الأمنية والإدارية" في ذلك. وحمّلوا "السلطات العليا المسؤولية السياسية والقانونية حيال التجاوزات الخطيرة". وطالبوا "بتوقيف ونقل المسؤولين الأمنيين الفاشلين في أداء مهامهم وسحب الأسلحة المتداولة في المدينة".
كما طالب أمازيغ غرداية السلطات، بالتدخل لوقف هذه المواجهات، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة من شخصيات وطنية مستقلّة، تتكفل بتحديد المسؤولين عن هذه الأحداث وإصدار التوصيات الضرورية، لإعادة الأمن إلى المدينة، والإسراع في تعويض الضحايا، وعودة العائلات التي نزحت قبل أشهر إلى بيوتها وتعويضها.
وكان الآلاف من الأمازيغ قد احتشدوا منذ صباح اليوم الأحد، في وسط المدينة، ورفعوا شعارات تطالب "بالقصاص" من المجموعات الشبابية التي تعيث فساداً في المدينة، وبالتحرك السريع لقوات الأمن. كما رُفعت شعارات تحذر من الفتنة المذهبية والعرقية التي تداهم المدينة منذ أشهر.
وانتقد المحتجون ما اعتبروه إخلالاً من قِبل السلطات ورئيس الوزراء الجزائري، عبد المالك سلال، بالالتزامات التي أعلنها خلال لقائه بأعيان المدينة قبل أسبوعين خلال زيارته لها، حين تعهد باستعادة الأمن في المنطقة.
وتشهد مدينة غرداية وبلداتها منذ مارس/آذار 2008، مواجهات على خلفية عرقية ومذهبية، وشهدت مدينة بريان في ولاية غرداية، في 29 ديسمبر/كانون الأول 2008، اشتباكات عنيفة سقط فيها ثلاثة قتلى وأربعة جرحى.
وسقط شخصان وجرح أكثر من 25 شخصاً، في أبريل/نيسان 2009، كما أدت مواجهات فبراير/شباط الماضي، إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 120 آخرين بجروح.
واعتُبرت تلك الأحداث الأعنف والأخطر التي تشهدها الجزائر، كونها أول مواجهات ذات طابع عرقي ومذهبي تشهدها الجزائر منذ الاستقلال.
ودفعت السلطات بتسعة آلاف رجل أمن لوقف المواجهات وإعادة الأمن إلى مدينة غرداية وبلداتها، لكنها فشلت في إحكام السيطرة على الأحداث التي تتجدد بشكل مستمر منذ شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.