الجزائريّون يؤيّدون التبرّع بالأعضاء البشريّة

21 ديسمبر 2014
89% يؤيدون التبرع بالأعضاء (فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -

ما زالت عمليات زرع الأعضاء البشرية تشهد نقصاً كبيراً في المستشفيات الجزائرية. وتسعى السلطات الطبية إلى زيادة عدد العمليات سنوياً، والاقتراب من المعدلات العالمية، من خلال سن التشريعات المنظمة، وتوفير الوسائل والأجهزة الطبية اللازمة.

ومع ذلك، فإنّ هذه الجهود تواجه العديد من العقبات، أهمها نقص عدد المتبرعين بالرغم من المعلومات التي تشير إلى تأييد هذه العمليات بين الجزائريين. ويرجع الخبراء ذلك إلى سيطرة بعض الأفكار التقليدية، التي ترى في العملية تعدّياً غير مقبول على الجسد الإنساني. ويشهد المجتمع الجزائري مثل هذا الرفض، بالرغم من جواز التبرع دينياً وقانونياً وسماح المشرع الجزائري بعملية التبرع قانونيا، إلى جانب استحداث تقنيات طبية جديدة، تسمح بنقل الأعضاء من الأحياء والجثث على حد سواء.

بالموازاة مع ذلك، تأتي الدعوات إلى فتح نقاش وطني علمي وديني مع كل فعاليات المجتمع المدني، لا سيما في ما يخص الموقف الديني من التبرع وزرع أعضاء الموتى للأحياء. وهي خطوات تمكّن الحكومة من الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المواطنين، في مختلف ولايات الجزائر.

وفي هذا السياق، تكشف نائب رئيس جمعية التبرع بالأعضاء (بيلوبا) إيمان سوفلي أنّ ما لا يقل عن 89 في المائة من الجزائريين يؤيدون التبرع بالأعضاء لتمكين المرضى من عيش حياة أفضل. وتوضح أنّ 40 بالمائة من الأشخاص الذين استطلعت آراؤهم، كانوا مستعدين لتسجيل أنفسهم على قائمة المتبرعين بالأعضاء. وتوضح أنّ 70 في المائة منهم يعرفون أنّ بإمكانهم التبرع بأحد أعضائهم لتمكين الأشخاص المرضى من العيش بشكل طبيعي من دون معاناة.

وتعتبر هذه النتائج حصيلة تحقيق أنجزته جمعية التبرع بالأعضاء "بيلوبا" بين عامي 2012 و 2014 على عينة من 500 شخص عبر ولايات الجزائر العاصمة وسطيف ووهران وتيزي أوزو. وتقول سوفلي إنّ التحقيق أظهر أنّ أكثر من 30 في المائة من الأشخاص الذين استطلعوا كانوا يجهلون وجهة نظر الدين بخصوص التبرع بالأعضاء، ويجهلون كذلك الإطار القانوني.

كما تشير إلى أنّ جمعيتها تحضّر استطلاعاً جديداً للرأي، في إطار تحقيق ميداني للتعرف أكثر بوجهة نظر السكان حول التبرع بالأعضاء. وتؤكد أنّ "هذا التحقيق الجديد سيسمح لنا بتنظيم حملة توعية مناسبة ومتكيفة مع مختلف الأوضاع، بهدف إقناع المواطنين بالتبرع بأعضائهم، وتمكين المرضى من العيش من دون معاناة".

وتسعى جمعية "بيلوبا"، التي اختارت اسم شجرة تنمو باليابان أثبتت مقاومتها لقنبلة هيروشيما الذرية، منذ إنشائها عام 2012، لتوعية المجتمع حول أهمية التبرع بالأعضاء في الحياة أو بعد الوفاة. كما تسعى إلى إعادة النظر في الفراغ القانوني، والغموض الذي لا يحدد من هم المسموح لهم بالتبرع. فالتبرع حاليا يقتصر في معظم الحالات على العائلة والمقربين منها.
وأشارت تقارير وزارة الصحة الجزائرية إلى إنجاز أكثر من ستة آلاف عملية زرع قرنية بين أعوام 2001 و2012، بالإضافة إلى 1600 قرنية اصطناعية سنوياً، تم استيرادها من الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت أول عملية زرع للقرنية في الجزائر، قد أجريت في مستشفى مصطفى باشا الجامعي في الجزائر العاصمة، عام 1985. ومع ذلك، فقد شهدت هذه العملية ركوداً بين أعوام 1990 و2001. كما سجل مستشفى مصطفى باشا أول عملية زرع كلى عام 1986. وأجريت في مستشفى مصطفى باشا ومستشفى البليدة933 عملية زرع كلى منذ ذلك الحين. كذلك أجرت المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان بيار وماري كوري، والمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران 34 عملية منذ عام 2003، بالإضافة إلى 1966 عملية زرع للنخاع الشوكي منذ عام 1994.
دلالات