اعتبر وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، في تصريحات خاصة لـ "العربي الجديد" أن حل أزمة اللاجئين السوريين، يكمن في إسقاط نظام بشار الأسد ورحيله عن السلطة، مشدداً، في الوقت ذاته، على الدور الذي تلعبه السعودية في تقديم المساعدات للاجئين السوريين، سواء من خلال استقبالهم بأراضيها، أو تقديم دعم مالي للبلدان التي تستقبلهم.
وأضاف "لولا وجود بشار في السلطة وسياساته القمعية والمتعلقة بالقتل والتشريد وانتهاك حقوق الإنسان، ما كان هناك 12 مليون لاجئ سوري في الداخل والخارج. يجب أن يرحل (الأسد) سواء بالمفاوضات والحل السياسي، أم بقوة السلاح".
وأكد الجبير أنه عقب رحيل الأسد عن السلطة، سيتم إعادة بناء سورية اقتصادياً، وبالتالي فتح الباب أمام عودة اللاجئين السوريين حول العالم لوطنهم".
وكان وزير الخارجية السعودي قد شارك في أعمال قمة الأمم المتحدة الأولى للعمل الإنساني التي اختتمت أعمالها بمدينة إسطنبول التركية، اليوم الثلاثاء، وشارك فيها نحو 60 رئيس دولة وحكومة.
وردا على سؤال حول الدور الذي تقدمه السعودية لمساعدة اللاجئين السوريين، وحقيقة الانتقادات الموجهة للمملكة من عدم استقبالهم، قال "إن السعودية تلعب دوراً مهماً في التخفيف من معاناة اللاجئين السوريين، إذ استقبلت واستضافت، خلال الفترة الماضية، آلاف السوريين وقدمت مليوني تأشيرة للسوريين"، مشدداً على أن عدد السوريين بالمملكة تجاوز 700 ألف شخص حالياً، يقيمون بين أشقائهم السعوديين، وداخل مبان وشقق سكنية وليس في خيام ومساكن إيواء.
وشدد الجبير، أيضاً، على أن السعودية منحت السوريين المقيمين على أراضيها والوافدين الجدد، حق الإقامة ورخصة العمل والضمان الصحي، ولذا يتم التعامل معهم كمواطنين، وليس لاجئين.
كما أكد أنه إضافة لهذا الدور، فإن السعودية تعد أكبر داعم للدول التي تؤوي اللاجئين السوريين، ومنها تركيا التي تستضيف العدد الأكبر منهم، مثمناً موقفها النبيل، إضافة لكل من لبنان والأردن.
وعمّا يمكن أن تقدمه السعودية من مساعدات مالية جديدة للاجئين السوريين، أوضح الجبير أن "المساعدات مستمرة ولا يوجد رقم محدد في هذا الشأن. المملكة تقدم الطعام والخيام وكافة أشكال المساعدات الإنسانية والعينية للاجئين السوريين..ومستعدون لتقديم المزيد".
وعن مدى تأثر مساعدات السعودية الخارجية بأزمة تهاوي أسعار النفط، أشار وزير الخارجية السعودي إلى أنّ "المملكة تعد من أكبر الدول تقديماً للمساعدات والمنح الخارجية حول العالم، على مدى العقود الأربعة الماضية".
وأضاف "قدمنا 110 مليارات دولار مساعدات حول العالم استفادت منها 95 دولة وفي كل المجالات الإنسانية، وساندنا الدول المتضررة من الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والعواصف وغيرها".
وتابع "قدمنا مساعدات للاجئين والمشردين المتضررين من الحروب والقلاقل السياسية، ولدينا مشروعات حالية في مجال الإغاثة وإعانة اللاجئين وحفر الآبار والتنمية والتعليم والصحة".
ولفت، أيضاً، إلى أن السعودية كانت أكثر المانحين للمؤسسات الدولية العاملة في مجال العمل الإنساني، مثل برنامج الغذاء العالمي ويونيسيف ويونيسكو ومؤسسات رعاية اللاجئين. وأضاف "لدينا مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، يؤدي دوراً متميزاً في هذا الشأن".
ورفض الجبير التعليق على أسعار النفط وتوقعاته لنتائج اجتماع دول أوبك المقرر عقده في فيينا بداية الشهر المقبل.