استنكرت الجامعة العربية، اليوم الإثنين، تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو التي أكد خلالها أن "مبادرة السلام العربية التي أطلقها العرب قبل (13) عاماً لم تعد تتلاءم والتطورات في المنطقة".
واعتبرت، في بيان "لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" أن "هذه التصريحات التي أطلقها في مؤتمر صحافي مؤخراً، تمثل تحولاً علنياً خطيراً يكشف النوايا الحقيقية لهذه الحكومة اليمينية المتطرفة التي تسابق الزمن لتنفيذ مشروعها بإقامة كيانها العنصري القائم على مبدأ (يهودية الدولة الإسرائيلية)، استمراراً للنهج الذي يخدم التطرف الديني في منطقة الشرق الأوسط".
وطالبت المجتمع الدولي ممثلاً بدوله ومنظماته وهيئاته وفي مقدمتها مجلس الأمن، بـ "تحمل المسؤولية إزاء ما يجري في الأراضي العربية المحتلة من انتهاكات يومية خطيرة وإجراءات تهويدية تضرب بعملية السلام ومقررات الشرعية الدولية عرض الحائط، وأن يضطلع بمسؤولياته لإجبار (إسرائيل) بالالتزام بمبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة؛ لإيقاف ما يجري من ممارسات وخروقات صارخة بحق الشعب الفلسطيني".
اقرأ أيضاً: "يديعوت": جنرال سعودي سابق يدعو نتنياهو لقبول "المبادرة السعودية"
وأكدت الأمانة العامة للجامعة، مجدداً، أن "مرجعية السلام هي مبادرة السلام العربية وتنفيذ إسرائيل لكافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة والمتعلقة بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها في 5 يونيو/ حزيران 1967، وأنه لا سلام من دون تحقيق هذا الهدف، وإن اعتماد منطق القوة والحماية الخارجية يباعد فرص السلام في هذه المنطقة ويهدد مستقبلها".
وقالت الجامعة إن "نتنياهو عندما يرفض مبادرة السلام التي تبناها العرب بذريعة أنها لم تعد تلائم التطورات في المنطقة إنما يقصد أن إسرائيل لم تعد بحاجة إلى السلام، وأنها تعتمد منطق القوة الغاشمة في تنفيذ سياساتها العنصرية والمضي قدماً في مشروعها التهويدي لضم ما تبقى من أراضي فلسطين المحتلة بشكل عام ومن القدس الشرقية على وجه الخصوص".
وأضافت أنه "إذا ما أضيف لتصريح نتنياهو إعلان نفتالي بينيت رئيس حزب (البيت اليهودي) الذي أكد فيه بأن العالم لم يفهم بعد وسيفهم بفضل القوة العظمى الموجودة في صفوف كل أبناء إسرائيل، بأن اليهود سيتمكنون خلال الأيام القريبة القادمة من استعادة جبل الهيكل لأن جبل الهيكل لنا، يتضح جلياً بأن القيادة الإسرائيلية الحالية لا تأبه بأي
سلام في المنطقة وأنها ماضية قدماً في إصرارها ونهجها العدواني الذي لن يجلب إلا المزيد من الدمار وعدم الاستقرار على شعوب المنطقة برمتها".
ونبهت الجامعة إلى أن "هذه التصريحات العنصرية تخدم مشروع الاحتلال في استكمال تنفيذ المخطط التهويدي للأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشريف"، وجددت تحذيرها من خطورة التوهم الإسرائيلي بأن منطق القوة هو المنطق الحاسم في علاقات (إسرائيل) مع محيطها في المنطقة".
وقالت إن "مبادرة السلام العربية التي اعتمدها العرب خياراً استراتيجياً للسلام، ولاقت قبولاً دولياً واسعاً، تعتمد في جوهرها على مبادئ القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، وهو النهج الذي أجمع عليه العالم والمتمثل بمبدأ حل الدولتين، وطوال هذه الفترة كانت (إسرائيل) ترفض رفضاً تاماً العرض العربي المتمثل في مبادرة السلام".
وأشارت إلى أن "إصرار (إسرائيل) على رفض مبادرة السلام العربية سيعيد قضية السلام برمتها إلى بداية الصراع، ولا ينبغي لها أن تظن أنها ستأخذ ما عرضه العرب من خلال هذه المبادرة للسلام وأن تفوز بالاستيلاء واغتصاب القدس والأراضي الفلسطينية والحصول على السلام في نفس الوقت، إذ إن السلام لن يتحقق إلا من خلال عملية سلام شاملة بضمانات دولية وفق مبادرة السلام العربية وليس بمشيئة ورغبات المتطرفين والعنصريين في (إسرائيل)".
اقرأ أيضاً: تركي الفيصل يخاطب إسرائيل عبر "هآرتس": الحل بالمبادرة العربية