الجامعة العربية تدعو لتعديل السياسات الصحية والاجتماعية لمواجهة كورونا

15 يوليو 2020
أثر تفشي كورونا على كل مناحي الحياة (زياد أحمد/Getty)
+ الخط -

أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن فيروس كورونا تسبب في حدوث أزمة صحية أظهرت الكثير من الثغرات على مستويات كثيرة، وخاصة في السياسات الصحية والاجتماعية التي تقع ضمنها السياسات السكانية، داعية إلى إعادة ترتيب الأولويات وتعديل السياسات والبرامج بما يتناسب مع مواجهة الأزمة الحالية، وأي أزمات أخرى محتملة، وعدم السماح للجائحة بأن تعكس مسار التقدم الذي أحرزته الدول نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقالت الأمينة العامة المساعدة بالجامعة العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة، خلال اجتماع لقطاع الشؤون الاجتماعية، الأربعاء، إن اليوم العالمي للسكان يأتي هذا العام في ظل أوضاع صعبة تمر بها كثير من دول المنطقة العربية، وما يكتنفها من سياق دولي وإقليمي حافل بالتحديات والمشاكل المتداخلة، وازدياد التوتر على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصاديودعت إلى وضع قضايا السكان في قلب الخطط التنموية الوطنية، وتنسيق الأدوار المشتركة بين المجالس واللجان الوطنية للسكان وبين اللجان الوطنية للتنمية المستدامة ليكون لهم دور أساسي في عملية التنمية الوطنية.

وأشارت إلى أن إنشاء المجلس العربي للسكان والتنمية واحد من أهم الإنجازات في ظل الصعوبات التي تواجه الدول العربية في الوضع الراهن، وأنه فرصة للعمل على وضع السكان في قلب خطط التنمية، لما للسكان من أهمية في أجندة التنمية.

بدوره، قال المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان في المنطقة العربية، لؤي شبانة، إنه من المحتمل أن تعيق الأزمة الحالية المجهودات العالمية المبذولة لتحقيق الأصفار الثلاثة؛ وهي صفر الاحتياجات غير الملبّاة لتنظيم الأسرة، وصفر وفيات الأمهات التي يمكن تجنبها، وصفر العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة ضد النساء والفتيات بحلول 2030.

وقالت رئيسة المجلس العربي للسكان والتنمية، عبلة عماوي، إن هذه المناسبة تتيح الفرصة لنفكر جميعا في هذه التساؤلات: "هل وفقنا في مواجهة أزمة جائحة كورونا، والتخفيف من تبعاتها على الفئات السكانية في الدول العربية؟ هل نجحنا في مساندة الجهود الوطنية والإقليمية لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا، وهل حافظنا على جودة خدمات الصحة والصحة الإنجابية المقدمة للنساء والفئات المستضعفة، ومن منظور حقوقي؟".

 

وأشارت المبعوثة الخاصة لمدير منظمة الصحة العالمية لـ"كوفيد-19"، مها الرباط، إلى أنه بالرغم من إجراءات الاستجابة لمواجهة انتشار الفيروس، إلا إن عدد الإصابات ما زال مستمرا في الازدياد، وسجلت الدول العربية، حتى أمس الثلاثاء، 700 ألف إصابة و13500 وفاة؛ وخلقت الجائحة تحديات للنظم الصحية، وكانت لها تأثيرات غير متكافئة على الفئات السكانية المختلفة.

وأكدت النائبة الأردنية وفاء مصطفى، على ضرورة تبني منهج الإنفاق الذكي من قبل الدول، وإعادة بناء الموازنات على أساس الأولويات الجديدة، وأهمها زيادة الإنفاق على الصحة والتعليم والبنية التحتية، وخاصة البنية الرقمية، وإنشاء بنوك المعلومات الوطنية لاستخدامها بطريقة صحيحة وفعالة في وقت الأزمات.

واعتبر المدير الإقليمي الأسبق لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حافظ شقير، أن أزمة فيروس كورونا  وضعت النموذج الاجتماعي والاقتصادي السائد حالياً موضع تساؤل، وأن التفاوت الاجتماعي والاقتصادي ظهر أكثر من أي وقت مضى، وهو ما يحتم على الحكومات أن تكون أكثر استراتيجية في استجابتها الاجتماعية.

المساهمون